إعلان

بـ"الهاند ميد" والابتسامة.. دعاء محمد فتاة قاومت كرسيها المتحرك

07:49 ص الخميس 07 نوفمبر 2019

المنوفية - محمد الملاح:

على الرغم من إعاقتها التي جعلتها نقطة تحول في حياتها، بدأت دعاء محمد في اقتحام مجال الصناعات اليديوية، وتسويق منتجاتها على المحلات، حيث بدأت تجني ثمرة أولى خطواتها نحو النجاح في ذلك المجال، وحققت دخلاً لها ومكاسب من موهبتها.

تقول دعاء محمد البالغة من العمر 30 عامًا، وتسكن في قرية بهناي التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، في حديثها لمصراوي: "ولدت بصحة جيدة حتى بلغت من العمر ثلاث أعوام وبدأت حياتي تتحول بشكل ملحوظ، حيث بدأ التعب يسيطر عليا"، مؤكدة أنها ذهبت للكثير من الأطباء في ذلك الوقت ولكن لم يستطع أحد من الأطباء أن يشخص حالتها التي بدأت تسوء يومًا بعد يوم حتى وصلت المرحلة الإابتدائية، ووصل الأمر معها إلى السير بعكاعيز.

أضافت دعاء والابتسامة تملأ وجهها: "عندما انتهيت من المرحلة الابتدائية أصبحت لا أستطيع السير على الأقدام ولا أستطيع الوقوف على قدمي، وكانت والدتي وأخي يقومون بمساعدتي للذهاب إلى المدرسة الإعدادية التي كانت تبعد عن منزلي بضع خطوات قليلة، وفي ذلك التوقيت قمت بإجراء بعض الفحوصات الطبية وطلب مني الطبيب حينها إجراء عملية جراحية في قدمي ولكن محاولة الطبيب معي باتت بالفشل وفشلت تلك العملية الجراحية".

وأشارت دعاء إلى أنها عندما انتهت من المرحلة الإعدادية قررت أن تلتحق بالثانوية العامة حتى تحقق حلمها وتلتحق بكلية الفنون الجميلة نظرًا لأنها تحب الرسم "قرر أهلي وقتها أن يشتروا لي كرسي متحرك وكانت أمي تساعدني في الذهاب إلى المدرسة عن طريق هذا الكرسي، حتى علمت في وقت لاحق أن أهلي معترضين على التحاقي بالجامعة والسبب هو بُعد الكلية عن قريتي التي تبعد عن المدينة نحو ساعة ونصف وكان في ذلك التوقيت لا تتوافر التكنولوجيا فقررت حينها أن لا أنتبه إلى الدراسة والمذاكرة وأصبح اهتمامي الأول والأخير هو الرسم".

تابعت دعاء قائلة: "كنت بقعد أرسم وأشحبط في المذكرات والكتب الخاصة بي حتى انتهت المرحلة الثانوية"، مؤكدةً أنها كانت لا تيأس على الإطلاق.

تقول دعاء "كنت دائمًا بصبر نفسي وبدي لنفسي الأمل إني هقف على رجلي من تاني فذهبت للكثير من الأطباء حتى اكتشف أحد الأطباء أن سبب ما أعانيه هو ضمور في العضلات وعندما علمت ذلك أصبحت لا أخرج من منزلي وجلست في البيت، وفي ذلك التوقيت أصبحت أمارس هوايتي المفضلة؛ الرسم فكانت أولى لوحاتي التي رسمتها لأخي كان يحتاجها في المدرسه حتى نالت إعجاب جميع المدرسين ومن هنا بدأت موهبتي ترى النور وأصبحت أرسم اللوحات لجميع المدارس الموجودة في قريتنا".

تقول دعاء محمد صاحبتة الابتسامة الصافية كما يلقبها البعض "كنت بحب أخترع وأعمل شغل هاند ميد".

تعلمت دعاء قواعد الخط على يد أستاذها يونس عاشور الذي تتخذه قدوة ومثل أعلى "الفضل يرجع له بعد الله سبحانه وتعالى.. أصبحت أكتب بالحبر والبوص وتعلمت الخط الديواني والنسخ والرقعة وما أزال أتعلم باقي الخطوط".

بدأت دعاء بتطوير نفسها في موهبة الرسم فرسمت بورتريهات للعديد من الفنانين مثل "إسماعيل يسن - فريد الأطرش - أم كلثوم". وقد رسمت اللاعب الدولي محمد صلاح نجم نادي ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر بالشاي والعسل، على حد قولها.

تحكي دعاء عن مشاركتها في معرض "الملتقى الدولي لذوي الاحتياجات الخاصة" والذي كان تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان يحضره نخبة كبيرة من الفنانين والمشاهير في المجالات المختلفة. "شاركت فيه ببعض الرسومات للاعب محمد صلاح والفنان إسماعيل يسن وبعض الرسومات من وحي خيالي، ونلت حينها إعجاب الكثير من زوار المعرض وحصلت حينها على شهادة تقدير".

"حبيت شغل الهاند ميد جدًا وبقيت أعمل فوانيس رمضان وعرايس المولد النبوي وأقوم بتسويقها على المكتبات ومحالات الهدايا المختلفة بمحافظة المنوفية"، تقول دعاء التي طالبت المسؤولين بسرعة توفير فرصة عمل لها "نفسي أشتغل في مركز شباب قريتنا التابع لوزارة الشباب والرياضة.. العمل طوق نجاة ليا".

"نفسي يظبطوا الشوارع والطرق لأنها لاتصلح لمستخدمي الكراسي المتحركة مثلي.. نفسي يعملوا لكل محل أو مصلحة حكومية رامب نطلع وندخل المحل نشتري بنفسنا أي حاجة عوزينها دون مساعدة حد، احنا كتير جدًا" أحلام اختتمت بها دعاء حديثها وابتسامتها لم تفارقها.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان