أبهرت العالم في الرسم بالفم.. حكاية طفلة مصرية "صنعت المستحيل" في أسوان -صور
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
أسوان - إيهاب عمران :
منذ بدء الخليقة دأب الإنسان على التكيف مع بيئته، والتعامل معها بما يمتلكه من إمكانيات، ليطبق واقعيًا مقولة "الحاجة أم الاختراع"، التي باتت تنطبق على الطفلة الصغيرة بسملة محمد فخري، المصابة، منذ والدتها، بضمور في الأطراف، فدفعتها الحاجة للتعلم والكتابة إلى استخدم فمها للإمساك بالقلم والريشة بدلًا من يديها.
"مصراوي" رصد قصة "بسملة" التي تحدت الإعاقة بإصرارها ومساعدة والديها والتحقت بالمدرسة وتدرس الآن بالصف الأول الإعدادي، ولم تتفوق دراسيًا فقط، بل إنها تفوقت أيضًا في موهبة الرسم باستخدام فمها وشاركت في عدة معارض ومهرجانات دولية ونالت العديد من الجوائز.
"نفسي مركز فنى متخصص يتبنى بسملة لتنمية موهبتها وتكون فنانة معروفة".. تحدث محمد فخري والد "بسملة" لـ"مصراوي" معبرًا عن أمله في انطلاق ابنته نحو آفاق جديدة من التحديات.
وقال: "بسملة عندها 13 سنة وأصيبت بضمور في الأطراف منذ ولادتها، ولفينا بيها على كل الدكاترة وأجرينا ليها 14 عملية جراحية، ولسه مكملين معها العمليات الجراحية، ورغم صعوبة العمليات إلا أن بسملة كانت دائمة مبتسمة ومقبلة على الحياة، ما هَوّن علينا المعاناة وتحولت بسملة من مصدر للشقاء والتعب إلى مصدر للسعادة والفرح، وخاصة عندما بدأت تمسك القلم بفمها وتحاول الكتابة والشخبطة في أي أوراق أمامها".
وتابع والد الطفلة: "عند إتمامها العام السادس جرى إلحاقها بالمدرسة وكنا خائفين عليها للغاية ولكنها أظهرت نبوغًا وذكاءً تفوقت به على زملائها، وبدأت في المدرسة تتحول الشخبطة التي كانت ترسمها من قبل إلى أشكال وصور، فكانت ترسم كل شيء تشاهده، وكل عام كانت تزداد موهبتها وكنت أنا ومدرسيها نشجعها على ذلك ونتسابق في شراء الألوان لها".
هنادي السيد والدة "بسملة"، أكدت أنها لم تشعر أبدًا أن ابنتها معاقة لأنها كانت دائمًا ما تتصرف مثل إخوتها الأربعة، فكانت تساعد في الأعمال المنزلية، وتساعد إخوتها وتذهب للدكان المجاور للمنزل لشراء بعض المتطلبات، متابعة: "كنت أضع لها النقود داخل كيس بواسطة دبوس وأعلقه في ملابسها وتذهب وتحضر ما اطلبه وتمسكه بفمها، وكانت تشعر بالسعادة عندما تنجح في ذلك، واستطاعت بإرادتها أن تجعل فمها وأسنانها البديل عن يديها".
من جانبه قال محمد فهمي مدير مدرسة الصداقة بالسد العالي شرق، أن "بسملة" منذ التحاقها بالمدرسة أجبرت الكل على حبها لنبوغها وتفوقها، وأبهرت العالم وصنعت المستحيل.
وأضاف أنها شاركت في عدد من المسابقات والمعارض الفنية، وحصلت على العديد من الجوائز فى الرسم وعلى المركز الأول في ملتقى "أولادنا" برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي من بين مشاركين يمثلون 37 دولة، كما حصلت على جائزة "مصر في عيون أبناءها"، وأيضاً شاركت في معرض "مصر في عيون إيطاليا" بالعاصمة روما، بالإضافة إلى تكريم السفير الهندي لها بميداليات فضية وبرونزية ضمن معرض "لمحات من الهند" حيث رسمت "تاج محل" ونالت جائزة أخرى في مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل.
وأوضح أنها تمارس يومها الدراسي في سعادة وتقف أمام السبورة وتمسك القلم بأسنانها الأمامية وبخط جميل تكتب أفضل من زملائها، وتقرأ من الكتاب ببراعة، لتكون النتيجة تشجيع المدرسين وتصفيق حاد من زملائها وزميلاتها، وتابع: "نفسها تكون صيدلانية وتفتح صيدلية باسمها لتقديم الدواء للمحتاجين.
وفي السياق استقبل اللواء أشرف عطية محافظ أسوان "بسملة" وأسرتها داخل مكتبه وسلمها مكافأة مالية قدرها 5 آلاف جنيه تشجيعًا لموهبتها ومهارتها الفريدة في ممارسة فن الرسم بإمساك القلم بالفم.
فيديو قد يعجبك: