تتغذى من أنفها وتتنفس بشق حنجري: سيدة تلد طفلة أثناء غيبوبة استمرت 5 أشهر

جنوب سيناء - رضا السيد:

فصل جديد من فصول الغرائب الطبية، سطرته قصة أم تعرضت لحادث سير على طريق جنوب سيناء الدولي، لتدخل في غيبوبة أثناء حملها، وتظل داخل غرفة العناية المركزة مدة 5 أشهر متواصلة، لتضع خلالها طفلتها ثم تفارق الحياة بعد 3 أيام من الولادة.

القصة بدأت منذ نحو 5 أشهر تقريبًا، عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك، حينما ذهب الشابة "أ.أ، لزيارة زوجها الذي يعمل في محطة الغاز بمدينة نويبع، لأول مرة تزور فيها جنوب سيناء، برفقة بناتها الـ3، ووالد وشقيق زوجها "إكرامي"، لتقضي إجازة العيد معه في نويبع، ثم ودعت زوجها وانتهت الرحلة بالعودة إلى مسقط رأسهم في محافظة سوهاج.

رحلة العودة إلى سوهاج كانت بمثابة إيذانًا بنهاية حياة والد الزوج، فالسيارة التي تُقل أفراد الأسرة انقلبت على الطريق الدولي الجديد أمام بوابة طور سيناء، وتوفي والد الزوج وأصيب شقيقه، وكذلك أصيبت البنات الثلاث، ودخلت الزوجة في غيبوبة بسبب نزيف داخلي، وجرى نقلهم إلى مستشفى الطور العام، وتحويل السيدة إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي لخطورة حالتها.

غيبوبة تامة عاشت فيها الزوجة بنت الـ30 عامًا داخل غرفة الرعاية المركزة بمستشفى شرم الشيخ الدولي، وهي في شهرها الرابع من الحمل، لتأبى مغادرة الحياة قبل أن تلد ما في بطنها.

لحظات أفاقت فيها الشابة، لتودع زوجها بالنظر فقط، وتغيب عن الوعي لشهور، لا يربطها بالحياة سوى أنفاس تتردد عبر شق حنجري وأنبوب التغذية لها وطفلتها طوال فترة الحمل.

الدكتور نور الدين حسن مدير مستشفى شرم الشيخ الدولي، قال في حديث خاص لـ"لمصراوي"، إن الفتاة دخلت المستشفى بعد عيد الأضحى تعاني من نزيف في المخ وتلف في خلايا المخ، وجرى عمل شق حنجري، لتتمكن من التنفس، وقرر فريق الأطباء بالمستشفى عدم السماع لها بالعودة إلى مستشفى الطور مرة أخرى، لخطورة حالتها.

وأضاف أنه عقد اجتماعًا مع الدكتور وائل النفراوي، المدير الطبي، بحضور فريق الرعاية المركزة، الذي يضم الدكتورة أسماء سرحان، والدكتور كريم مجاهد، وفريق قسم النساء والتوليد ويضم الأطباء الدكتور محمد على والدكتور طه، لاتخاذ قرار بإجهاض السيدة فور وصولها إلى المستشفى وهي في أسبوعها الـ18 لخطورة حالتها.

وأكد مدير مستشفى شرم الشيخ، أن طاقم قسم النساء، رفض إجراء عملية الإجهاض، لأن الجنين تكون بالفعل، وهنا كمنت صعوبة العناية بالجنين أثناء غيبوبة الأم، فتقرر تركيب أنبوب تغذية للأم من الأنف.

وأوضح أن فريق النساء والتوليد، قام بعمل أشعة تليفزيونية 3 مرات شهريًا للتأكد من سلامة الجنين، بالإضافة إلى عمل متابعة دورية للجنين والأم بصفة يومية.

وتابع مدير المستشفى، "أدوية التشنجات التي كانت تعطى للأم جرى وقفها حتى لا تؤثر على الجنين، وقبل المخاض بنحو شهر ونصف، جرى رفع السيدة من على جهاز التنفس الصناعي وتحسنت حالتها وبدأت تستفيق، فقام الجهاز الطبي بعمل علاج طبيعي للأم حتى تتمكن من العودة مرة أخرى للحياة.

ولفت إلى أن الأسبوع الـ30، جاء المخاض للأم، على الرغم من أن فريق النساء والتوليد توقع أن تلد في الأسبوع الـ34، وما إن جاء المخاض حتى دخلت في غيبوبة تامة، وقام فريق النساء والتوليد بالمستشفى بعملية التوليد وكانت طبيعية وليست قيصرية، وأنجبت الأم طفلة وزنها 1600 جرام وجرى وضعها في حضانة المستشفى ليكتمل وزنها، وبعدها تدهورت حالة الأم عقب الولادة وفارقت الحياة بعد 3 أيام فقط من ميلاد الطفلة ليتجلى الإعجاز الإلهي.