"التحطيب".. رياضة الأجداد تخطف أعين السياح في الأقصر (صور)

الأقصر - محمد محروس:

في حلبة دائرية، مئات الصعايدة يتراصون فيما يتبارز رجلان في الأربعينيات من عمرهما بـ"الشوم"، على أنغام المزمار البلدي. الجميع يتابعون عن كثب ويترقبون الفائز في الدورة العاشرة لمهرجان التحطيب، الذي يقام في ساحة أبوالحجاج خلف معبد الأقصر.

وللتحطيب اللعبة التراثية التي ورثها أهل الصعيد عن قدماء المصريين الذين تركوا قواعدها منقوشة على جدران معابد الأقصر والكرنك، شعبية كبيرة بين سكان هذا الإقليم، فلا تخلو مناسبة من حلبة التحطيب التي تنتشر ساحاتها خلال المولد النبوي الشريف ومختلف موالد الصوفية.

ساهم المهرجان القومي للتحطيب والفنون الشعبية الذي بدأ أولى دوراته قبل عشر سنوات في زيادة شعبية هذه اللعبة حتى صار مشهد وجود سيدات بين الجمهور الملتف حول حلبة التحطيب أمرًا معتادًا في الأقصر.

تنظم المهرجان الهيئة العامة لقصور الثقافة، تحت رعاية وزارة الثقافة ومحافظة الأقصر.

الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية بوزارة الثقافة والمشرف على المهرجان، قال لمصراوي عن اللعبة إنها إحدى ألعاب الدفاع عن النفس والزهو والفرح بالانتصار والإحساس بالذات، لا يعرفها سوى المصريين، وغالبًا ما تمارس على أنغام المزمار والطبل البلدي.

ويشير الشافعي إلى أن لعبة التحطيب تمارس في الصعيد من بني سويف حتى أسوان، وهي محافظات مليئة بالآثار التي تحمل نقوشًا لممارسة المصري القديم للعبة، الأمر الذي دفع اليونسكو إلى إدراجها ضمن الألعاب التراثية.

يتواصل مهرجان الأقصر القومي للتحطيب الذي اختتتم فعالياته مساء السبت في الأقصر لخمسة أيام، تبدأ في الرابعة عصرًا، حيث يتبارز شيوخ اللعبة، بينما تبدأ في الساعة السابعة والنصف مساءً عروض فرق الفنون الشعبية التي تستهوي السائحين وزوار الأقصر، خصوصًا وأن المهرجان يقام في شهر ديسمبر؛ ذروة الموسم السياحي.

ويلفت الشافعي إلى أن اختيار ساحة أبوالحجاج لاستضافة دورات المهرجان المتتالية يرجع إلى تاريخ هذا المكان الذي يقع في خلفيته معبد الأقصر، وأقدم مسجد صوفي موجود في المحافظة.

صابر محي الدين، أحد شيوخ اللعبة، قال إنه يأتي سنويًا من قرية جزيرة شندويل في محافظة سوهاج للمشاركة في المهرجان منذ دورته الأولى.

ويضيف محي الدين: "نحن لاعبو التحطيب في محافظات الصعيد تربطنا صداقات كبيرة وعلى تواصل مستمر وعند وجود أي احتفالية للعبة في الأفراح والموالد الصوفية نتواصل فيما بيننا للمشاركة في اللعبة التي نعشقها ونعتبرها مصدر فخر وعزة" مشيرًا إلى أن للعبة التحطيب قواعد من أهمها أن اللاعب الذي يصاب أثناء ممارسة اللعبة ليس له "دية"، بالإضافة لاحترام الصغير للكبير.