مصراوي يحاور رئيس جامعة دمنهور: كليات جديدة برشيد ومشروع لنقل "جين" مقاومة البرودة إلى الأسماك المصرية
البحيرة - أحمد نصرة:
هو أصغر رئيس جامعة على مستوى الجامعات المصرية، من مواليد 24 ديسمبر 1964، بمركز أبو حمص في محافظة البحيرة، حصل على الدكتوراة عام 1997 وتخصصه الدقيق هو الرقابة الصحية على اللحوم ومنتجاتها وسلامة الغذاء، صدر قرار تعيينه رئيسًا لجامعة دمنهور عام 2015، وكان قبلها يشغل منصب عميد كلية الطب البيطري بذات الجامعة. مصراوي التقى الدكتور عبيد صالح، للتعرف على آخر المستجدات داخل جامعة دمنهور ورؤيته وخططه للتطوير.
تشهد جامعة دمنهور موجة من التوسعات المستمرة فما هي الفلسفة التي تحكم اختيار تخصصات الكليات جديدة؟
- وضعنا سياسة عند إطلاق الكليات الجديدة باختيار التخصصات التي تخدم المجتمع بالفعل و تلبي احتياجات سوق العمل ليس المحلي فحسب، ولكن العالمي أيضًا، ومؤخرًا افتتحنا كليتين بمدينة النوبارية وهما الحاسبات والمعلومات، والتربية النوعية، والآن نضع الرتوش النهائية لافتتاح كلية الفنون التطبيقية بعد اعتماد اللائحة الخاصة بها من المجلس الأعلى للجامعات، وهذه الكليات تخدم المجتمع بالأساس وتلبي الاحتياجات الحقيقية لتحقيق النهضة والتنمية.
كلنا رأينا في مؤتمر التعليم العالي والبحث العلمي تركيز الرئيس السيسي على الذكاء الصناعي، و التكنولوجيا البازغة ومن جانبنا حرصنا على تنفيذ توصيات المؤتمر والسير في نفس الاتجاه، هذه الكليات الثلاث بقطاع النوبارية ستنضم إليهم قريبًا أيضًا الكلية التكنولوجية وهي كلية معنية بالصناعات وتطويرها.
ما هي أهم المشروعات التي يجري العمل عليها الآن؟
مؤخرًا وضعنا حجر الأساس لإنشاء كليه الطب والمستشفى الجامعي وستكون هناك كلية علاج طبيعي، ونسعى لإنشاء مراكز طبية متخصصة في القلب، والكبد، والكلى، والعيون لتقديم خدمة طبية متميزة، فمحافظه البحيرة تعاني من مشكلة عدم وجود مستشفى جامعي بها رغم مساحتها الشاسعة وتعدادها السكاني الضخم، وهذا المستشفى لن يخدم البحيرة وحدها ولكنه سيخدم أيضًا المحافظات المجاورة، والطريق الزراعي السريع بالكامل، وراعينا في تصميمها وجود مهبط للطائرات لتنفيذ خدمة الإسعاف الطائر، كذلك لن نهدر الإنشاءات الموجودة بأرض ستاد دمنهور وسنحرص على الحفاظ على الملعب وإنشاء كلية للتربية الرياضية بنات وبنين.
مع التغيرات المتلاحقة والسريعة في سوق العمل ما هي فرص خريجي جامعة دمنهور في المنافسة؟
- نحرص على تقديم خريجين وفقًا للمعايير العالمية وهناك طلاب تخرجوا من صيدلة دمنهور ذهبوا للحصول على المعادلة من الولايات المتحدة الأمريكية لم يحتاجوا إلى دراسة أي مقرر آخر إضافي ولا ساعة إضافية واحدة أكثر مما درسوه في كليتهم بدمنهور.
لن نقدم خريجين للجلوس على المقاهي وتركيزنا سيكون على الكليات الحرفية والمهنية أو التي تخدم الصناعة والإنتاج فالمجتمع لا يحتاج كل هذه الآلاف التي تتخرج سنويًا من الكليات النظرية على سبيل المثال كلية الآداب بدمنهور وحدها وصل عدد طلابها هذا العام إلى 20 ألف طالب، فهل سوق العمل يحتاج هذا العدد؟
نعلم بوجود تعاون علمي وبحثي مع جامعات عالمية، ما هي أهم المشروعات التي يجرى العمل عليها حاليًا؟
- هناك تعاون وشراكة مع الجامعات الدولية ذات التصنيف العالمي المتقدم سواء في تطبيق المقررات الدراسية أو في الأبحاث العلمية على سبيل المثال حاليًا في جامعة دمنهور هناك مشروع مشترك مع جامعات خارجية لنقل جين مقاومة البرودة إلى أسماك البلطي في مصر للتغلب على مشكلة نفوق أسماك البلطي خلال فصل الشتاء والتي تتسبب في إهدار آلاف الأطنان من الأسماك سنويًا، قس على ذلك هناك العديد من المشروعات البحثية الأخرى التي يمكنها أن تخدم وتفيد المجتمع.
ما هي رؤية الجامعة للتعامل مع مشكلة البطالة التي يصطدم بها أغلب أصحاب المؤهلات العليا بمجرد تخرجهم؟
- نحاول أن نغرس لدي الطلاب ثقافة العمل و أن يكون لدي كل طالب مصدر دخل مستقل أثناء دراسته، مع تعظيم فكرة العمل الحر وعدم الاعتماد على فكرة التوظيف الحكومي التي يمكن أن يكسب ويبدع أفضل خارجها، على سبيل المثال عند التعيين كمعيد عام ١٩٨٨ كان راتبي50 جنيهًا شهريًا في حين كان دخلي اليومي من عملي الخاص من 300 الى 400 جنيه، هذا الفكر نحاول نقله إلى طلابنا وخطونا خطوات واسعة في هذا الاتجاه فطالبات كلية رياض الأطفال يصدرن الآن أشغالهن اليدوية وطالبة منهم عقب لقاء تلفزيوني معها طلب منها 500 قطعة شهريًا من أشغالها اليدوية للتصدير بالخارج فأصبحت هذه الطالبة صاحبة مشروع يدر عليها دخلاً كبيرًا ليس ذلك فحسب ولكنها أسهمت أيضًا في توفير فرص عمل لـ 6 أو 7 سيدات يعملن معها بخلاف العائد على الدخل القومي.
ماذا قدمت الجامعة لطلابها من برامج لترسيخ ثقافة الإنتاج والعمل الحر؟
- عندما نتحدث عن فكرة أن يكون الطالب منتج أو صاحب عمل خاص فنحن لا نطلق مجرد شعارات ولكننا اتخذنا خطوات فعلية لتأهيل طلابنا لذلك كان آخرها مبادرة "شغلي من البيت" والتي دربنا خلالها أكثر من 500 طالب على طرق الربح من خلال الإنترنت، ولاقت هذه المبادرة تفاعلًا و تجاوبًا رائعًا من الطلاب فالأمر لا يحتاج سوى هاتفًا ذكيًا وطالب يمتلك بعض المهارات يحرص على تطويرها ويمكنه بسهولة الربح وإنشاء مشروعه أو عمله الخاص دون مخاطر أو رأس مال يعجزه.
تولي الدولة اهتمامًا خاصًا بمدينة رشيد وتطويرها، فكيف تفاعلت جامعة دمنهور مع هذا الاتجاه؟
- هناك خطة لإنشاء خمس كليات متخصصة جديدة برشيد وإدكو لمواكبة خطة الرئيس السيسي لإنشاء مدينة رشيد الجديدة وتطوير مدينة رشيد التاريخية التي أعلن عنها خلال المؤتمر الرابع للشباب بالإسكندرية، والكليات المخطط لها السياحة والفنادق، والآثار، وبناء السفن وفنون الملاحة، و كليه علوم المصايد والثروة السمكية بإدكو، وكلية الغزل والنسيج بإدكو.
هذه الكليات ستعمل على تحقيق نهضة اقتصادية في البحيرة فعلى سبيل المثال هناك حوالي أكثر من 50 ألف فدان من المزارع السمكية والمسطحات المائية بالبحيرة تحتاج إلى تطوير ويمكنها سد الفجوة الغذائية في مصر كذلك كلية بناء السفن وفنون الملاحة غرضها إعادة رشيد إلى مكانتها كواحدة من أهم ثلاثة موانئ مصرية كانت تربط مصر بأوروبا، وكليتي السياحة والآثار ستعملان على استغلال وتعظيم القيمة السياحية والتاريخية لرشيد، وكلية الغزل والنسيج ستعمل على تطوير صناعات النسيج و تعظيم القيمة الاقتصادية لها ففي مدينة إدكو وحدها حوالي 3500 مصنع غزل ونسيج أسفل منازل المواطنين لابد من تطويرها والاستفادة القصوى منها.
يعاني الكثير من الطلاب المغتربين بسبب عدم وجود مدينة جامعية، كيف ستتعامل الجامعة مع هذه المشكلة؟
- نسعى للحصول على أرض لإنشاء مدينة جامعية تليق بجامعة دمنهور، وبمجرد تخصيص الأرض سنشرع فورًا في إنشائها وكإجراء سريع ومؤقت حصلنا على عمارتين سكنيتين في الأبعادية، وجار تجهيزهما لاستقبال طلاب الجامعة، نحن لا ندخر جهدًا في تطوير البنية التحتية للجامعة، وعلى سبيل المثال كافيتريات الجامعة كانت عبارة عن أكشاك تؤجر بقيمة 400 ألف جنيهًا فقط سنويًا، استطعنا إحضار مستثمر أنفق 7 مليون جنيهًا على منشآتها وبنيتها التحتية التي ستعود للجامعة ورفعنا الإيجار إلى مليون جنيه سنويًا.
ما الموقف الحالي لكلية الهندسة ولماذا لم تبدأ الدراسة بها هذا العام كما كان مقررًا؟
- تعطل العمل في منشآت الكلية لبعض الوقت بسبب الشركة المنفذة، ولكن تدخل رئيس الوزراء وأنهى المشكلة، والآن وصل حجم العمل بها إلى أكثر من 70 % وستكون جاهزة لاستقبال الطلاب اعتبارًا من العام الدراسي المقبل، وانتهينا بالفعل من التعاقد على تجهيزات الورش والمعامل واستلمنا جانبًا كبيرًا منها، وسنحرص ألا نقبل أعداد كبيرة بها من 300 إلى 400 طالب فقط، فما يهمنا هو الكيف لا الكم وتقديم تعليم بمستوى جودة مرتفع.
تزايدت شكاوى الطلاب من لجوء بعض أعضاء هيئة التدريس إلى الضغط عليهم لشراء الكتب الجامعية، ما هو موقفكم من ذلك؟
- لن نسمح بأي تجاوز من أعضاء هيئة التدريس ولا نقبل بتحميل الطلاب أعباء مادية لا يطيقونها وفي واقعة الدكتور الذي منع طلابه من دخول المحاضرة بسبب عدم شراء الكتاب، استقبلت هذا الخبر و كنت في القاهرة، في اليوم التالي كان أول قرار اتخذه بعد التأكد من الواقعة هو إلغاء انتداب هذا الدكتور، ليس من حق أحد إجبار الطلاب على شراء الكتاب، من يريد إصدار كتاب يضعه بالمكتبة ويترك للطالب حرية شراءه دون تسجيل أسماء المشترين حتى لا يكون هناك شبه ضغط.
ما تعليقكم على الارتفاع الجنوني في مصروفات الجامعات الخاصة وما البديل أمام أبناء الأسر المتوسطة؟
- الحل في الجامعات الأهلية، وندرس بالفعل إنشاء جامعة أهلية غير هادفة للربح في منطقة البستان تكون مصروفاتها أقل 70% من الجامعات الخاصة، فالمجتمع بحاجة لإنشاء الجامعات والمعايير الدولية جامعة لكل 200 ألف نسمة، والبحيرة تعدادها السكاني حوالي ٧ مليون نسمة.
أخيرًا ماذا عن الأنشطة الطلابية داخل جامعة دمنهور؟
- نهتم بالأنشطة بقدر اهتمامنا بالتعليم وحصلنا على المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية في القرآن والإنشاد الديني رغم عدم وجود كلية تربية موسيقية بالجامعة، وفي أسبوع شباب جامعات إفريقيا في أسوان حصلنا على المركز الثاني في الكرة الخماسية و الكرة الطائرة الشاطئية على مستوى 46 جامعة 24 مصرية و22 إفريقية مع العلم أيضًا أن الجامعة لا تضم كلية تربية رياضية، وفي دورة ألعاب البارالمبياد للجامعات المصرية حصدنا ذهبيتين في تنس الطاولة وألعاب القوى بالإضافة إلى فضية و4 برونزيات في ألعاب متنوعة أخرى.
فيديو قد يعجبك: