لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد تشويهه بالزيت..كورنيش الإسكندرية تاريخ عريق وأزمات لا تنتهي (صور)

10:02 م الأحد 08 ديسمبر 2019

الإسكندرية - محمد عامر:

109 أعوام تقريبًا هي عمر سور كورنيش الإسكندرية الأثري، المسجل ضمن قائمة الحفاظ على التراث، ويراه أهل المحافظة قطعة غالية تخلد تاريخ مدينتهم وأبرز معالمها على الإطلاق.

ما بين تشويه وتعديات وسرقة أحجار، لاحقت الأزمات كورنيش عروس البحر المتوسط مؤخرًا، واحدة تلو الأخرى، إلى أن وصل الأمر إلى سكب مجهولون زيوت وشحوم عليه لمنع المواطنين من الجلوس.

تاريخ عريق

كورنيش الإسكندرية، واسمه الرسمي طريق الجيش، يمتد من رأس التين بحي الجمرك وحتى قصر المنتزه شرقا بطول نحو 25 كيلو مترًا، ويعتبر أهم شريان مروري ومعلم سياحي في مدينة الإسكندر الأكبر.

علا عبد المنعم، مرشدة سياحية وباحث في التاريخ، تقول إن كورنيش الإسكندرية والذي كان يحمل اسم "طريق الملكة نازلي" لم يتم بناؤه على مرة واحدة ولكن تم تقسيمه على أكثر من جزء وتم الانتهاء منه في عهد الملك فؤاد الأول سنة 1934.

وتضيف عبد المنعم، أن أقدم وأهم أجزاء سور الكورنيش هي الواقعة ما بين منطقتي قلعة قايتباي والسلسلة، وجرى تشيدها في الفترة من 1905 إلى 1912، وهو مدرج كمنطقة تراثية داخل مجلد التراث تحت رقم 6002، ولا يجوز التعرض له بالبناء أو الردم.

الماجا الإيطالية

وحول عراقة سور كورنيش الثغر، قال أحمد عبد الفتاح، الخبير الأثري والمستشار السابق للمجلس الأعلى للآثار، إن كورنيش الإسكندرية، وتحديدا أقدم أجزائه الواقعة بين منطقتي السلسلة والقلعة، ليست مسجلة كأثر ولكنه مسجل ضمن قائمة التراث العمراني، ولا يجوز لأحد التعديل فيه أو هدمه.

وطالب عبد الفتاح بوضع سور الكورنيش ضمن قائمة الأماكن الأثرية مثل سور مجرى العيون وأسوار القاهرة القديمة، موضحا أنه تم إنشاء كورنيش "الميناء الشرقي" بواسطة شركة" الماجا " الإيطالية.

اختفاء الأحجار

وفي أعقاب ثورة 25 يناير، توالت الأزمات واحدة تلو الأخرى على سور كورنيش الإسكندرية، بعدما امتدت إليه يد الإهمال، لتتعالي معها أصوات غضب الإسكندرانية دافعا عن جزء هام من تاريخ مدينتهم.

واختفت أجزاء من الأحجار الصلبة "الميمونايت" بسور كورنيش الإسكندرية مؤخرا، خاصة بمنطقة محطة الرمل، وهو ما أرجعه البعض إلى سرقتها من قبل مجهولين.

فيما نفى مسئولون هذا الرأي، مؤكدين أن الأحجار تآكلت وانهارت بفعل التيارات البحرية وشدة الأمواج، خاصة في الجزء المواجه لفتحتي الدخول والخروج إلى الميناء الشرقي، لعدم وجود حاجز أمواج وقتها.

4 أمتار

ولم تلبث أن تهدأ موجة الغضب التي صاحبت اختفاء الأحجار حتى تجدد الغضب في المدينة الساحلية مرة أخرى في أكتوبر 2018 بعد هدم نحو 4 أمتار من السور التاريخي للميناء الشرقي بمنطقة المنشية.

وبررت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف- وقتها- أعمال الهدم التي نفذتها الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ، بأن الهدف منها إفساح الطريق لدخول معدات ومواد لإنشاء الحواجز المائية الغاطسة لحماية المدينة من الغرق.

زيوت وشحوم

وفي أكتوبر الماضي، استيقظ أهالي الإسكندرية على تشويه جسيم طال سور الكورنيش، بعدما سكب مجهولون زيوت وشحوم سيارات عليه، بدءا من منطقة السلسلة وحتى محطة الرمل، بطول نحو 2 كيلو متر.

وقال العميد فادي وديع، رئيس حي وسط الإسكندرية، إن الحي قام بالتنسيق مع شركة نهضة مصر بتنظيف سور الكورنيش وإعادته لرونقه المعهود كمعلم سياحي ومتنفس للمواطنين.

وأضاف وديع في تصريح لـ"مصراوي" إلى أنه لم يتم تحديد مرتكب الواقعة حتى الآن، أو معرفة أسبابها، منوها أن جرى تحرير محضر بالواقعة بقسم الشرطة لضبط مرتكبيها.

حائط خرساني

وعمت مواقع التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، موجة جديدة من الغضب بعد تداول صورا تظهر وجود حائط من الخرسانة المسلحة بطول كورنيش منطقة المنشية، وتحديدا أمام مجمع المحاكم وسط الإسكندرية.

وقال اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، إن الحائط عبارة عن تشوينات من البلوكات الخرسانية المستخدمة ضمن المشروعات التي تنفذها الهيئة المصرية لحماية الشواطئ.

وأوضح رشاد، أن جرى إزالة تلك التشوينات والتي تأتي ضمن إنشاء حائط بحري بطول 835 مترا، بهدف حماية سور الكورنيش الأثري وطريق الكورنيش بمنطقة المنشية ومحطة الرمل من الغرق بتكلفة 103 ملايين جنية.

كلاكيت تاني مرة

وللمرة الثانية خلال 3 أشهر، شهد الأسبوع الجاري تعرض سور كورنيش الإسكندرية للتشويه، بإلقاء مجهولون مواد بترولية، "زيوت وشحوم مستعملة" عليه.

وعملت شركة نهضة مصر- المسؤولة عن النظافة بالإسكندرية، على تنظيف سور الكورنيش وإعادته لرونقه المعهود كمعلم سياحي، بوضع رمال لامتصاص الشحوم والزيوت، يليها غسله بالصابون والمياه.

فيما اتهم مواطنون ورواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أصحاب الكافيتريات والمقاهي المطلة على شط البحر بتشويه "السور لإجبار الرواد وزوار المدينة الساحلية بالجلوس على المقاهي وتحقيق مكاسب مادية.

وفي بيان رسمي، نفت محافظة الإسكندرية تعرض الكورنيش لأعمال تشويه بالزيوت للمرة الثانية، مؤكدة أن ما تم رصده بقايا وأثار من المرة الأولى التي حدثت في أكتوبر الماضي.

الأزمات مستمرة

وإلى جانب الأزمات السابقة تستمر الكافيتريات والشواطئ في إقامة منشآت بطول كورنيش الإسكندرية الذي وصفه الأديب البريطاني الشهير "إدوارد مورجان فوستر" بأنه طريق جميل فيه شواطئ رملية، وصخور ملساء، وبقايا مساكن ومقابر قديمة، تحجب رؤية البحر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان