يا ترمس يا لوز.. تسالي العاشقين في بورسعيد من "القرطاس" إلى "طبق الفوم" (صور)
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
بورسعيد - طارق الرفاعي:
"يا ترمس يا لوز..اللي عاوز يأكل حلو..عدلها يا كريم"..كلمات يرددها رجول عجوز يقف على عربة خشبية قديمة بشارع فلسطين بالقرب من قاعدة تمثال ديليسيس بمحافظة بورسعيد، تجذب إليه المواطنين طوال 40 عامًا اشتهر خلالها ببيع "الترمس" للمترددين على ممشى ديليسبس المطل على المجرى الملاحي لقناة السويس من أهالي المحافظة وزوارها من المحافظات المجاورة.
بصعوبة شديد تحدث إلينا محمود حسن علي جمعة، الشهير بـ"عم جمعة"، أقدم بائع ترمس في بورسعيد، وهو جالس على كرسي خشبي أمام عربته، بعدما أصاب السكر قدميه ولم يعد قادرًا على الوقوف لفترات طويلة، وتحدث قائلًا:"أنا عندي حوالي 57 عامًا، وأعمل في مجال بيع الترمس منذ 40 عامًا منذ أن كنت شابًا صغيرًا، فالترمس مصدر رزقي الوحيد، ومن هذه العربية ربيت أطفالي حتي أصبحوا كبارًا أفتخر بهم، فلدي ولدين وبنتين، البنات تزوجت، وأحد أبنائي في كلية التربية، والثاني في ثانوية تجارية، والحمد لله متفوقين في دراستهم وحياتهم، فهم حصاد مجهود 40 عامًا من المشقة تحت أشعة الشمس منذ الصباح الباكر وحتي المساء، فلقد كانت تأتي أيامًا لا أذهب إلي المنزل في الأعياد والإجازات حتي أحضر أموالًا للمنزل لأوفر احتياجات أولادي ولا أحرمهم من شيء".
الحديث عن الماضي كان سببًا في ابتسامة بسيطة على وجه "عم جمعة" الذي تركت سنوات المشقة والعرق أثارها عليه، قائلًا :"فين زمان وأيام زمان، لما كنت بنادي وبقول ياترمس يا لوز، والزبائن كانت أكثر بكثير بسبب المنطقة الحرة، وأيضًا لم يكن وقتها قد ظهرت الكافيهات مثل الفترة الحالية، فلقد كان ممشى ديليسبس مكان للأسر والعاشقين والمخطوبين والشباب، وكان الرزق كثير، أما الأن فالزبائن أقل ومن يأتي للجلوس يحضر أكله وتساليه وحلوياته معه، بجانب أن الأزواق تغيرت، وظهرت التسالي الصيني والحلويات المختلفة وغيرها".
الأسعار بالماضي اختلفت بالطبع كثيرًا عن وقتنا الحالي، وحول ذلك قال أقدم بائع ترمس في بورسعيد :"زمان كان كيلو التركس بريال وظل فترة طويلة يتراوح سعره ما بين 20 قرش إلي جنيه كما أنه عندما وصل كيلو الترمس إلي جنيه كان كيلو الفول بـ80 قرش والبليلة بـ1.75 قرش، لذلك كنت أبيع في قراطيس ورق، ومن يطلب بجنيه ترمس كنت أبيع له في شنطة بلاستيك لأنه سيأخذ كمية كبيرة تتجاوز نصف كيلو، أما الأن فالدنيا والحياة وكل شيء تغير ومعها الأسعار، فكيلو الترمس أصبح ثمنه 20 جنيه، والحمص 35 جنيه للنوع الصغير، اما الحمص كبير الحجم بـ 40 جنيه للكيلو، والفول 22 جنيه للكيلو، والليمون حسب الموسم، لذلك بعدما كنت أبيع قرطاس الترمس بـ10 قروش، أصبحت أبيع في أطباق مصنوعة من الفوم تبدأ من 2 جنيه إلي 5 جنيهات للطبق في محاولة للتطوير بجانب ارتفاع أسعار الخامات أو السلع التي استخدمها".
وأكمل "عم محمود" حديثه متطرقًا إلى معاناته مع المرض ووعود المسولين الدعم التي لم تتحقق حتى يومنا :"ظروفي المادية صعبة للغاية وأنا مريض سكر وهذا الأمر أثر تأثيرًا كبيرًا على قدمي، وطرقت باب معظم المسئولين دون جدوى، ومع تراكم الديون ومصاريف أسرتي أصبح لدي حجز على شقتي بسبب تراكم الايجار، كما أنني لم أعد أتمكن من شراء العلاج الخاص بي، والحال كما ترون فأنا راجل أرزقي يوم أبيع ويوم لا أبيع ولا يوجد لدي دخل ثابت، وبحلم بدخل ثابت يغنيني عن مشقة العمل فيما تبقى من حياتي، كما أتمني أن أجد من يتكفل بعلاجي وينقذني من الحجز بسبب الايجار".
فيديو قد يعجبك: