لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"قصر ملايين السنين".. "الأخ منو" يعود للحياة بعد "كارثة الترميم الخاطئ"

11:47 م الثلاثاء 05 فبراير 2019

الأقصر – محمد محروس:

بهو واسع يقود إلى غرفة الإسكندر الأكبر، وحجرات قدس الأقداس، ثم حديقة النباتات وحجرات المخازن وخدمة الكهنة.. هكذا جرى تصميم معبد "الأخ منو" الذي شيده تحتمس الثالث في العام الـ23 من فترة حكمه، أي قبل 3 آلاف و475 سنة، ليحوي نقوشًا تروي تاريخ خالد سطره مصريون عمروا "طيبة" وشيدوا مبانيها لتكون شاهدة علي ما بلغوه من نبوغ في مختلف العلوم والفنون.

تعرض معبد "الأخ منو" أحد أهم معابد الكرنك وأجملها، لأكبر عملية ترميم "خاطئة" خلال ستينات القرن الماضي، تمت باستخدام "الأسمنت الأسود" و"الطوب الأحمر" قبل أن يخضع لعملية ترميم جديدة بدأت قبل 3 سنوات لإزالة آثار تلك الجريمة الأثرية.

يقع المعبد في الجانب الشرقي ضمن مجمع معابد الكرنك حيث شيده الملك تحتمس الثالث لإقامة الطقوس الملكية ومراسم عبادة "آمون رع" وكان المعبد يستضيف أهم الاحتفالات الدينية والملكية التي كانت تقام خلال تلك الفترة.

الأثري عبد العظيم كامل، يقول، إن معبد "الأخ منو" واحدًا من أجمل معابد الكرنك، ويضم عددًا من حجرات العبادة الخاصة بآمون رع، بالإضافة لغرفة الإسكندر الأكبر وغرف خدمات الكهنة وحديقة النباتات والبهو الأوسط، وكان مدخله الوحيد يقع في الطرف الشرقي لممر موكب الطواف المحاذي للضلع الجنوبي لمعبد آمون.

وأضاف، عبد العظيم، "تحمل جدران معبد الأخ منو نقوشًا توضح أهم المعارك الحربية التي خاضها الملك تحتمس الثالث سادس ملوك الأسرة الثامنة عشر الذي كان يتمتع إلى جانب قدراته الحربية ونبوغه في حكم البلاد، بحس فني ومعماري رفيع، تشهد به الآثار التي خلفها ومن بينها معبد الأخ منو.

ويشير "عبد العظيم" إلى أن معبد الأخ منو تعرض خلال أواخر ستينيات القرن الماضي لما يشبه الجريمة الأثرية تمثلت في عملية ترميم خاطئة شوهت نقوشه وأساءت كثيرًا لقيمته التاريخية.

محمود فرح، مرشد سياحي، أكد أن المعبد تتمثل أهميته في نسبته إلى الملك تحتمس الثالث الذي حكم مصر لمدة اقتربت من الـ50 عاما، وهو أحد الملوك العظام الذين حكموا مصر خلال عهد الأسرة الثامنة عشر، حيث كان صاحب رؤية وحس معماري فريد حتي إن البعض ينسب إليه بناء و تخطيط العديد من المعابد الفرعونية التي أنشئت خلال تلك الفترة، كما أنه كان يهوى اقتناء الحيوانات والنباتات النادرة التي خصص لها حديقة في معبد الأخ منو.

ويقول "فرح" إن معبد الأخ منو يضم إلى جانب الغرف والحجرات السالف ذكرها عددًا من أعمدة رأس الخيمة، مشيرًا إلى أنه استخدم في بداية العصر الروماني، كملجأ للمسيحيين المصريين من بطش الرومان، لافتًا إلى أن بعض أسطح الأعمدة لا زالت تحمل نقوشًا لبعض الشخصيات المسيحية الشهيرة خلال تلك الفترة.

بينما يشير عبد الناصر عبد العزيز، مدير ترميم آثار ومتاحف مصر العليا إلى أن معبد الأخ منو أو "قصر ملايين السنين" كما يطلق عليه البعض خضع لعملية ترميم نفذها فريق من المرممين المصريين الأكفاء تم خلالها إزالة طبقات الأسمنت الأسود الذي جري ترميم جدران المعبد بها خلال منتصف القرن الماضي ثم تقوية الأجزاء الضعيفة للأعمدة والأسقف وعمل طبقة بطانة داخلية وملئ الفجوات والشروخ بخلطة "مونة" ترميم حديثة مكونة من جير ورمال بنسبة واحد إلى ثلاثة ومخلوطة بالماء المقطر.

وأضاف "عبد العزيز" بعد ذلك جرى عمل بطانة خارجية بنفس مكونات المونة الداخلية مضافًا إليها بعض الأكاسيد لتعطي لون الحجر المشيد منه المعبد، ثم جرت عملية تثبيت النقوش الجدارية وأصبح المعبد جاهزًا لاستقبال الزوار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان