"كيس الفلامنكو وجنينة الموالح".. كيف كشف طفل جريمة قتل واغتصاب صديقه الأبكم؟
الشرقية – فاطمة الديب:
"استدرج محمد بكيس فلامنكو، وخده جنينة موالح قريبة من بيته، واغتصبه بشكل بشع قبل ما يقتله".. قالها "محمود مكرم" 28 عامًا، من قرية "المحمدية" التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية لـ"مصراوي" ساردًا تفاصيل مقتل نجله على يد جاره حداد مسلح: "القاتل مكفاهوش اللي عمله في محمد، رماه في الأرض وداس عليه بالعجلة لغاية ما طلعت روحه".
"ربنا مضيعش حق ابني.. محمد أصله ما بيتكلمش وإحنا افتكرناه وقع من على شجرة ودفناه، لكن ربنا بعت اللي يكشف السر بعد الحكاية ما كانت تاهت خلاص".
"طول عمري في حالي وعمري ما أذيت حد".. قالها الرجل بحزن، مضيفًا: "كل يوم أروح على شغلي في جمع البرتقال، وبسيب محمد ويوسف أخوه مع والدتهم في البيت، لكن اللي حصل يومها مش ممكن أنساه ولا يغيب عن بالي العمر كله".
وتابع: "يوم الخميس، قبل اللي فات، محمد خرج يلعب زي كل يوم مع العيال قصاد البيت، وفجأة اختفى.. فضلوا يدورا عليه في البيت والجيران اتصلوا بيا في الشغل جيت جري لقيت الكل بيدور على ابني، حتى أبوهاني جارنا كان بيدور معانا في كل مكان في البلد، وآخر اليوم روحنا حديقة موالح قريبة من بيت جارنا ندور هناك لقيناه مرمي في مكان والعجلة بتاعته في مكان والكاب اللي كان لابسه في مكان تاني".
"ما جاش في بالنا خالص إن ممكن يكون دا حصل له، وقولنا إنه وقع من على الشجرة، وحتى مفتش الصحة قال في تقريره إنه داخ ووقع ومفيش شبهة جنائية، لكن محمد بيه فؤاد رئيس المباحث، ومعاونيه النقيب أحمد الشيخ، والنقيب معتز، كانوا متعاطفين معانا جدًا وكانوا شاكين إن فيه شبهة ودخلوا مفتش الصحة أكتر من مرة يعيد كشف على محمد لكن كان بيقول نفس الكلام، وفي الآخر استعوضت ربنا ودفنت محمد".
تنهد الرجل قبل أن يتابع: "بعدها بكام يوم يوسف ابني في رابعة ابتدائي جه قاللي إن صاحبه في المدرسة قال له إن هاني جارنا بعته جاب له كيس فلامنكو، وخده منه إداه لمحمد وراح معاه ناحية الجنينة.. شكينا في الحكاية لأن هاني كانت سمعته وحشة وله أكتر من واقعة في القرية، وروحت جري على المركز بلغت رئيس المباحث، وهو بصراحة على طول اهتم ووقف معانا واشتغل على القضية وجاب المتهم واعترف بكل اللي حصل".
وتابع الأب: "محمد ويوسف كل حياتي، ومحمد كان حتة من قلبي وكمان ما بيتكلمش.. كان حنين على الدنيا كلها"، مطالبًا بالقصاص العاجل والعادل من المتهم.
وطالبت رشا عزمي، والدة القتيل، بالقصاص من الجاني وإعدامه عقابًا على فعلته: "يا ريت يتعدم بعدل ربنا زي ما قتل يتقتل.. منه لله خد حتة مني ومحمد أبكم معملش حاجة في الدنيا وحشة لكل دا".
كان اللواء جرير مصطفى، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من اللواء محمد والي، مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغًا من أسرة الطفل "محمد.م" 5 سنوات، يفيد بوفاته إثر سقوطه من فوق شجرة بحديقة موالح بالقُرب من منزل الأسرة بقرية "المحمدية" التابعة لدائرة مركز منيا القمح، فيما تم التصريح بدفن الطفل وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1728 إداري منيا القمح لسنة 2019.
وبعد دفن الطفل بأيام، تبين وجود شبهة جنائية في الوفاة، حيث كشفت تحريات فريق البحث الجنائي الذي تم تشكيله برئاسة العقيد جاسر زايد، رئيس فرع البحث الجنائي بقطاع الجنوب، والرائد محمد فؤاد، رئيس مباحث منيا القمح، بإشراف العميد عمرو رؤوف، رئيس مباحث المديرية، عن قيام جار الطفل، ويُدعى "هاني.م.ش" 16 سنة، حداد، والذي استدرج الطفل إلى الحديقة قبل أن يقتله عمدًا.
وتبين أن المتهم استدرج الطفل إلى حديقة موالح بالقرية، حيث تعدى عليه جنسيًا هناك، قبل أن يدهسه بواسطة عجلة كانت بحوزته، ما أسفر عن وفاة الطفل في الحال، فيما لاذ المتهم بالفرار فور ارتكاب الواقعة.
وتمكن ضباط مباحث مركز شرطة منيا القمح، من ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بصحة التحريات وارتكابه للواقعة، فيما تم التحفظ عليه تحت تصرف النيابة العامة، والتي قررت حبسه على ذمة التحقيقات برئاسة المستشار محمد المراكبي، رئيس نيابة منيا القمح، وبإشراف المستشار محمد القاضي، المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية.
فيديو قد يعجبك: