إعلان

"أمي بتتحول وبشوف خيالات".. ماهي "الاضطرابات الضلالية" التي أنقذت قاتل والديه من الإعدام؟

12:24 م الخميس 14 مارس 2019

البحيرة – أحمد نصرة:

قضت محكمة جنايات دمنهور، ببراءة شاب متهم بذبح والديه في منطقة التمليك التابعة لقسم كفر الدوار، بمحافظة البحيرة، وأمرت بإيداعه مستشفى الأمراض العقلية حتى يعود إليه رشده.

جاء الحكم استنادًا إلى تقرير الأطباء النفسيين والذي أثبت معاناته من مرض "الاضطراب الضلالي"، وأنه لم يكن في كامل قواه العقلية حين ارتكب جريمة القتل التي راح ضحيتها والديه.

يقول الدكتور عمرو محمد - أخصائي الطب النفسي: "الاضطراب الضلالي هو أحد أنواع الاضطرابات الذهانية وهو عبارة عن أفكار وأوهام غير صحيحة ولا توجد إلا في خيال الشخص المصاب، وليس هناك سبب عضوي يكمن خلفه ولا يرجع إلى مرض عقلي آخر، وموضوع الضلالات عادة هي: الحب أو العظمة أو الغيرة أو الاضطهاد".

ويوضح: "في الحب الضلالي فقد يسيطر على المصاب اعتقاد أنه محبوب من آخر حباً رومانسياً وعادة يكون هذا الآخر مشهورًا أو ذو منصب أو جاه فيطارده، وفي العظمة الضلالية قد يعتقد الشخص، أنه عظيم، ولكنه غير معروف، أو أنه اكتشف اكتشافات مهمة قد تغير الكون، أما الغيرة الضلالية فتكون بين الأزواج ويكون المضطرب مقتنعاً تماماً، بأن الطرف الثاني يخونه ويجمع أدلة وهمية ليؤكد خيانته".

ويكمل:" أما الاضطهاد الضلالي وهو أكثر الأنواع شيوعاً، فيعتقد صاحبه أن هناك من يتآمرون ضده، أو يحاربونه، أو يريدون قتله، أو يعترضونه في تحقيق أهدافه، وضلالات الاضطهاد تعد من أصعب أنواع الضلالات وذلك لأن المريض يكون غير معترف بمرضه ويرى العلاج إنه تدخل في شأنه الخاص، وإذا كانت حالة المريض تشكل خطورة له ولمن حوله أي يحاول المريض الانتحار أكثر من مرة أو يحاول إيذاء الأشخاص الذي يعتقد إنهم يضطهدونه".

"وتختلف أنواع علاج الضلالات من حالة، ولكن لا يستحيل علاجها فنسب الشفاء مرتفعة، ولكن يجب إدخال المصاب بالضلالات مستشفى إذا كان هناك خطر منه على نفسه أو على الآخرين، كالانتحار أو القتل، وفي الحالات الأقل خطورة يكون علاج ضلالات الاضطهاد متمثل في أدوية مضادات الذهان، والعلاج النفسي والسلوكي".

كان "محمد. أ" أحد أصدقاء المتهم "ع. س" 20 سنة، أول من أشار إلى إن الأخير يعاني من مرض عقلي أثَّر على تصرفاته، وجعله يرى ويسمع أشياء غريبة.

وأكد صديق المتهم، "أنه كان إنسانًا طبيعيًا من أسرة طيبة جدًا، وكلنا كنا نحبه ونلجأ إليه في مشاكلنا"، وتابع "جات أول أزمة ليه بعد موت أخوه، لكنه فاق منها ورجع طبيعي، ومشكلته الحقيقية بدأت في الصف الثاني الثانوي، حصله موقف مقدرش أقوله لأنه سر، من بعدها بدأ يتغير، وبيشوف حاجات محدش غيره بيشوفها، وبيسمع أصوات، وبيروح أماكن ميعرفهاش ولا يعرف راحها إزاي، بدأ يستنجد بينا، وحكى محدش صدق، حاولوا يروحوا بيه لدكاترة محدش وصل معاه لنتيجة".

وتابع صديق المتهم "تصرفاته تغيرت وأصبح عصبي ولا يتعرف علينا"، قائلًا "وقفته مرة سلمت عليه مكنش يعرفني، كان لسة بيشوف خيالات ويسمع أصوات بتكرهه في كل الناس شايف الناس كلها شياطين مش عاوز يقرب من حد عاوز يتجنب الكل التزم لفترة ومبقاش يطلع من المسجد ويعالج نفسه بس فشل".

وأكمل صديق المتهم "الهواجس عادت إليه أشد من السابق، وأخبرني أنه يرى أمه بطريقة مخيفة"، متابعًا "قالي إنها بتتحول أمامه"، وحاجات بتحركه عشان يضرها، وحالته الصحية تأخرت جدًا وفشل في الدراسة ومبقاش يذاكر، ويبعد يشتغل في مناطق بعيدة وعاوز يكون لوحده بعيد عن أي حد".

تعود أحداث الواقعة إلى شهر يونيو الماضي عندما أبلغ "م. س" شقيق المتهم، قسم شرطة كفر الدوار، باكتشافه مقتل والديه واتهم شقيقه "ع. س" طالب بارتكابه الواقعة لعدم اتزانه نفسيًا، وأكد أنه سرق الهاتف المحمول الخاص بوالده، واعتدى عليه بالضرب سابقًا.

وبانتقال قوات الأمن إلى موقع الحادث تبين وجود جثتي "أ.س"، وزوجته"ل. إ" داخل دورة المياه بالشقة يرتديان كامل ملابسهما، ووجود إصابات بجروح قطعية في الرقبة وجروح طعنية متفرقة في الصدر والبطن، وبجوارهما على ملابس داخلية بيضاء اللون مدممة خاصة بالمتهم.

وهرب المتهم بعد تنفيذ الجريمة إلى مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، متخفيًا لدى أحد أصدقائه، قبل أن تتوصل مباحث البحيرة إلى مكانه وتضبطه بالتنسيق مع مديرية أمن الدقهلية، وبالعرض على النيابة العامة أحالته إلى محكمة الجنايات التي قضت بحكمها المتقدم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان