أميرة "منجد أفرنجي": "برتاح في التعامل مع الرجالة.. واللي بيعاكسني بضربه"
البحيرة - أحمد نصرة:
بقوة لا تتناسب وملامحها الرقيقة، أحكمت "أميرة" قبضتها على "دباسة" أخذت في ضغط زنادها بسبابتها بثبات في تكرارات سريعة ومنتظمة لتواصل مهمتها بعزيمة وإصرار في تثبيت قماش أريكة تعمل على تنجيدها.
لطالما ظلت مهنة المنجد الأفرنجي حكرًا على الرجال حتى قررت "أميرة" اقتحامها بمحض الصدفة، لتحقق فيها نجاحات متميزة استطاعت بها إثبات ذاتها وتحقيق بصمة في هذا المجال، لتؤكد قدرة المرأة على النجاح في أي مجال متى توافرت لديها الإرادة.
تروي أميرة – 30 سنة لـ"مصراوي" قصة دخولها هذا المجال قائلة: "الصدفة لعبت دورًا معي، من حوالي 4 سنين كان عندي قطعة أثاث قديمة جددتها بنفسي وكانت النتيجة مذهلة وبتكلفة بسيطة ففكرت وقلت لنفسي ليه ما استثمرش الموهبة دي وأشتغل بيها، فطلبت من والدي محل تحت بيتنا، في الأول فكرني هفتحه تفصيل ملابس لأني كنت شغالة قبل كده في الخياطة، وبحكم دراستي لأني حاصلة على دبلوم فني ملابس لكنه اتصدم لما عرف إني عاوزة أفتحه منجد أفرنجي".
وتضيف أميرة: "أعطاني والدي المحل وشجعني، وبعت دهبي اشتريت منه عدة منجد أفرنجى، كمبروسر، وماكينة خياطة جديدة، مقص خشب، أركيت، ودباسات، وأول حاجة عملتها حاولت إني أتقن الصنعة وأحترفها فجبت صنايعي من دمياط فضل يعلمني فترة وبعدين سرقني ومشي، فكملت لوحدي وبقيت أنا الأسطى وبعرف أعمل كل حاجة بدبس وبخيط وبفصل، ومع ضغط الشغل جبت اتنين صنايعية يساعدوني".
وتكمل: "زوجي بيشتغل في شركة تخليص جمركي شجعني هو كمان ووقف جنبي وبحاول أوازن بين الشغل ومتطلبات بيتي وأولادي الثلاثة، وقدرت الحمد لله على كده لأن كان عندي رغبة في النجاح وأنا بطبعي عنادية وبحب التحدي".
وتؤكد: "كمان أنا ست بيت شاطرة ومفيش تعارض بين إن الست تشتغل وتكون زوجة ناجحة تقوم بكافة واجباتها المنزلية وتسعد أسرتها، العملية محتاجة بس تنظيم وقت وإرادة ورغبة في النجاح".
وأردفت: "بحاول أكون مختلفة عن المنافسين في طريقة الشغل بجيب خامات نضيفة، وأشكال مبتكرة وبحاول أخلي عملي هواية أكتر منه تجارة، كمان الأسعار عندي أقل من الورش كلها المتر بأعمله بـ1200 جنيه بره بيتعمل بـ1500 و1800 وخاماتنا أحسن، والحمد لله شغلنا بقى معروف والناس بتجيلنا من محافظات مختلفة".
"في الأول كان أهلي خايفين عليا من التعامل مع الناس بس الحمد لله ملقتش مشكلة في كده، بالعكس لقيت التعامل مع الرجالة في العمل والتجارة أسهل كتير من التعامل مع الستات وبعرف أفهمهم وأتفاهم معاهم بدرجة أفضل".
"جنب الورشة فيه قهوة، وكنت دايما بشوف مضايقات ومعاكسات من الناس اللي بتقعد عليها، خصوصًا لأني مخلتش طبيعة شغلي تأثر على اهتمامي بشكلي ومظهري، بس بعد فترة الناس عرفت إني راجل في تعاملاتي وبقوا يخافوا حتى يبصوا عليا وأنا بشتغل بعد ما عملت مشكلة مع أكتر من واحد ووصل الأمر إني أضرب بعضهم".
فيديو قد يعجبك: