لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يصل سعرها 8 آلاف جنيه.. تاجر أسماك يشتري السلاحف ليعيدها للمياه

01:24 م الأربعاء 03 أبريل 2019

السويس - حسام الدين أحمد:

لم يمنعه عمله في تجارة الأسماك، من الحفاظ على البيئة وحماية السلاحف النادرة ويرى أن ذلك سيعود عليه بالنفع على المدى البعيد.

يشتري محمود نجم الأسماك من وكلاء مراكب الصيد بميناء الأتكة ومن الصيادين، ويسافر إلى الإسماعيلية ليبتاع من سوق أبورمانة أنواع من الأسماك التي تعيش في البحيرات المرة، وما إن تقع عينيه على سلحفاة مع صياد أو تاجر حتى يبادر بشرائها بكل ما يتبقى معه من مال حتى إن كان ذلك على حساب بضاعته من الأسماك.

أم الخلول

"بكون سعيد لما بعمل كده" يقول محمود نجم 30 سنة، صاحب محل لبيع الأسماك في السويس، مشيرا إلى أن سعادته بإعادة السلاحف أهم من قيمتها حتى لو كان سيكسب من بيع لحمها 1000 جنيه.

قبل 4 أعوام كانت أسرة نجم تقضي إجازة بأحد المصايف في محافظة بورسعيد، أثناء ذلك شاهد محمود بائع "أم الخلول" ينادي على بضاعة، سعرها منخفض مقارنة بقيمتها في السويس، فاشترى منه كمية كبيرة وزع بعضها على أصدقائه وعائلته، ثم أعلن على صفحته على "فيسبوك" عن الكمية المتبقية لبيعها فوجد إقبالا وطلبات تجاوزت ما كان لديه.

لمعت الفكرة في رأسه، فترك عمله مع والده في تجارة الإطارات وقطع غيار السيارات، واتجه لتجارة الأسماك، "كنت بطلع رحلات سنوركلينج وغطس بالبحر الأحمر عشان أعرف أكثر عن البيئة البحرية" كان نجم يبحث عن ثقافة بيئية من منبعها ويرى بضاعته وهي في بيتها قبل أن تقع في الشباك.

إلى جانب ذلك اشترى بعض المجلات العلمية التي تهتم بالبيئة، وبحث في الإنترنت عن الأسماك والعوامل التي تؤدي لانخفاض الإنتاج السمكي، وكيف يحافظ على البيئة البحرية وساهم ذلك في معرفته عن قرب بالكائنات البحرية.

قبل أيام شاهد علم محمود بعرض تاجر أسماك سلحفاة للبيع، بحلقة السمك بسوق الأنصاري، توجه إليه وتفاوض معه وحصل عليها مقابل 300 جنيه، "كان ناوي يبيعها لمطعم بسعر أغلى لكن لما فهمته قيمته في البحر وافق وبعهالي".

منشط وديكور

يقول "نجم" إن الصيادين لا يعرفون أهمية السلاحف أو دورها في حماية البيئة، ينظرون إليها على أنها "ترسة" لها زبون يدفع فيها مبلغ كبير يدر عليه المال، لا ينظر لشيء سوى ذلك.

ويضيف "سعرها يبدأ من 200 جنيه للصغيرة، ويتضاعف الثمن كلما كانت أكبر ومن الأنواع النادرة يصل سعرها 8 آلاف جنيه، إذا كانت كبيرة وتصلح لتحنيط الصدفة التي تستخدم في أغراض الزينة والديكور بمطاعم الأسماك ومحال بيع الأسماك.

ويكشف تاجر الأسماك، أن سعر كيلو لحم السلحفاة يصل 500 جنيه، وذلك بسبب اعتقاد شائع بأن لحمها يعتبر "مقوي جنسي" وشرب دمائها يقوي العضلات ومقوي عام للجسم.

تحمي الأسماك

ويوضح محمود أن السلحفاة الخضراء الموجودة بخليج السويس مهدة بالانقراض، وعلى قمة الهرم الغذائي لها قناديل البحر، فالعلاقة عكسية بين نقص عدد السلاحف وانتشار القناديل والتي تؤثر سلبا الثروة السمكية والمخزون السمكي.

"الفترة الجاية الصيد هيقف بسبب موسم تكاثر الأسماك، القناديل بتاكل أفراخ الأسماك" يفسر محمود تأثير القناديل ويضيف أن تناولها للأفراخ التي لا يتجاوز طولها ملي مترات يتسبب في نقص الأسماك ما يحفظ التوازن البيئي.

وتابع أن أسعار الأسماك تتعلق بالعرض والطلب، ومع نقص الكمية المعروضة ترتفع أسعارها، بينما إذا استمر وجود السلاحف فسوف تزيد الأسماك وتعرض بسعر أقل فيستفيد هو على المدى البعيد من حماية السلاحف وإعادتها لبيئتها.

وأكد محمود أن الحل في التوعية البيئية فالصيادين لا يعلمون تأثير صيد السلاحف على البيئة البحرية، وإذا أدركوا خطورة ذلك على الأسماك سيتوقفون عن صيد الترسة سواء إذا كانت وقعت في شباكهم، أو أمسكوا بها وهي تضع بيضها في الرمال على الشاطئ.

كانت السلحفاة الأخيرة، هي الخامسة التي يشتريها محمود ويعيدها إلى البحر مرة أخرى، كعادته يتواصل مع فريق "بلو تيم" البيئي، للتعاون لإطلاق سراحها بخليج السويس.

ويقول هشام سمير الناشط البيئي وعضو فريق "بلو تيم" التطوعي للحفاظ على البيئة، أنه تواصل مع فرع شئون البيئة في السويس، ونادي الكشافة البحرية لإطلاق سراح السلحفاة التي عادته لبيئتها.

ويوضح هشام سمير، أن جولات التوعية البيئية أتت ثمارها، فقد أعاد صياد قبل يومين سلحفاة خضراء نادرة إلى البحر، بمنطقة كورنيش السويس وذلك بعد الحديث معه عن فائدتها ودورها في حفظ التوازن البيئي.

وفي السياق أوضحت انتصار حجازي مدير إدارة الإعلام والتوعية البيئية بفرع جهاز شؤون البيئة، إن السلاحف الخضراء مهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر لها، والتلوث البحري، خاصة المخلفات التي يتركها رواد الشواطئ في الصيف.

وأشارت إلى أن السلاحف الخضراء تتغذى على القناديل، وعندما يلقي المواطنين الأكياس في المياه، وتلقفها الأمواج الى جوف البحر، تأكلها السلاحف ظنا أنها قناديل فتختنق وتموت.

واستطردت أن دورة الحياة البحرية تعتمد على وجود كائن بحري يتغذي على كائن آخر، أو هو نفسه غذاء، وفي حاله تناقص عدد حيوان بحري، أو نوع من الأسماك فإن النوع الذي يتناوله تتزايد أعداده، وهو ما يحدث في حالة ازدياد أعداد قناديل البحر نتيجة اختفاء السلاحف الخضراء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان