لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"قبر واحد وتاريخان للوفاة".. حكاية دفن أول وزير خارجية لمصر مرتين بالإسكندرية (صور)

09:43 ص الإثنين 13 مايو 2019

الإسكندرية – محمد عامر:

"إلى نجلي المبجل جدًا إلى السيد المحظوظ جدًا اللواء عثمان باشا، إنك حمار، إنك غبي.. كيف لا تصطحب أنت والقوات التي تحت إمرتك الرجل الذي أخلص لك وقام بتربيتك إلى مثواه الأخير؟!، عندما يصلك هذا الأمر توجه في الحال أنت وكل الضباط في حامية الإسكندرية إلى كنيسة الأرمن وقم بإخراج جثمان بوغوص ودفنه مرة أخرى في جنازة عسكرية وتشريفة، أحذرك أن تعصي الأوامر".

بهذه الكلمات كتب محمد علي باشا، والي مصر خطابه إلى قائد قواته في الإسكندرية - وفقًا لما سجله نوبار باشا أول رئيس وزراء لمصر في مذكراته- طالبًا منه إعادة دفن جثمان بوغوص بك يوسفيان، أول وزير خارجية لمصر في جنازة رسمية.

فيلسوف محمد علي

"بوغوص بك يوسفيان" – أرمني الأصل- يعتبره المؤرخون الصديق الوحيد لمحمد علي باشا، وفيلسوفه، وكبير المترجمين والسكرتير الخاص له.

تولى عدة مناصب منها ديوان التجارة والأمور الإفرنجية "وزير الخارجية" عام 1837، واستمر لعقود عديدة من رجال الدولة المؤثرين في المصالح والدواوين الحكومية وقتها.

توفى "مرتين"

ولوفاة بوغوص بك عن عمر يناهز الـ 72 عامًا في آواخر عهد محمد علي، حكاية لا يعرفها الكثيرون، فغالبًا ما يصاب كل من يزور قبره بالحيرة والدهشة، حيث يعلو القبر الذي يقبع داخل أسوار كنيسة الأرمن الكاثوليك بمنطقة المنشية وسط الإسكندرية لوحة دون عليها تاريخين للدفن والوفاة.

"قصة وفاة بوغوص بك خير شاهد على البصمة الواضحة للجالية الأرمنية في مصر الحديثة وقتها".. هكذا قال الدكتور محمد رفعت الإمام، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة دمنهور، ومؤلف كتب "الأرمن في مصر: القرن التاسع عشر"، و"الأرمن في مصر 1896 -1966"، و"أرمن الإسكندرية".

وأوضح "الإمام" أن بوغوص بك يوسفيان توفى في 11 يناير عام 1844 ودفن في حديقة كنيسة الأرمن الكاثوليك الإسكندرية، دون مراسم عسكرية في بادئ الأمر، رغم إسهاماته الواضحة في نهضة مصر الحديثة.

مراسم عسكرية

وحول وجود تاريخين لدفن أول وزير خارجية في تاريخ مصر الحديثة، قال أستاذ التاريخ الأرمني: "عندما علم محمد علي أن دفن بوغوص باشا تم بدون مراسم عسكرية غضب وأرسل خطابًا إلى حاكم الإسكندرية يوبخه وأمره باستخراج الجثة وإعادة دفنها مرة أخرى بمراسم عسكرية".

وأضاف مؤلف كتاب الأرمن في الإسكندرية، أنه لم يتم استخراج الرفات مرة أخرى ولكن أقيم قداس مهيب بالفعل حضره كل قوات الضباط واصطف عسكر حامية الإسكندرية وقتها في حديقة الكنيسة بكامل أسحلتهم، وهو ما يبرر وجود تاريخين للوفاة على قبر بوغوص بك.

ونظمت مكتبة الإسكندرية ندوة في 13 مارس 2014 بمناسبة مرور 170 عامًا على وفاة بوغوص بك يوسفيان أول وزير خارجية لمصر ذو أصل أرميني، حضرها الدكتور أرمين ملكونيان، سفير جمهورية أرمينيا بالقاهرة والأسقف آشود مناتسكانيان، مطران الأرمن الأرثوذكس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان