أحد رواة الحديث النبوي.. "مصراوي" يقتفي أثر التابعي الجليل "أبو داود" في الإسكندرية - (صور)
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
-
عرض 30 صورة
الإسكندرية – محمد عامر:
هو التابعي الجليل "عبد الرحمن بن هرمز"، أحد رواة الحديث النبوي، كنيته "أبو داود"، وشهرته "الأعرج"، ولد وعاش بالمدينة المنورة، وسافر إلى الإسكندرية، ومات ودفن بها سنة 117 هـ.
سمع الحديث النبوي ورواه عن "أبي هريرة" و"أبي سعيد الخدري" و"عمير مولى بن العباس" وآخرون من الصحابة الذين أدركهم في المدينة المنورة، وتتلمذ على يده الإمام مالك، و"بن أبي سلمة" وغيرهم كثيرون.
"خير سواحلكم رباطًا ".. هكذا وصف عبد الرحمن بن هرمز الإسكندرية التي أقام بها في أواخر عمره ما بين 5 إلى 7 سنوات، قضاها في التدريس ورواية الحديث، وله ضريح ومسجد بشارع رأس التين بحي الجمرك.
''مصراوي'' حاول اقتفاء أثر التابعي الجليل في الإسكندرية، بحثا عن إجابات لأسئلة أين دفن "بن هرمز"؟ وهل حقا ضريحه؟ وما علاقة مسجده بمحاولة اغتيال السلطان حسين كامل؟، ولماذا اختار السفر للإسكندرية دون غيرها؟.
ثغر إسلامي
إلى سواحلها وفد علماء المسلمين وكبار التابعين، ونشروا علوم القرآن والفقه والحديث، وتحوي شوارعها 75 ضريحا لأولياء الله الصالحين.. لماذا اختار "بن هرمز" وغيره من التابعين والصالحين مدينة الإسكندرية؟.
"الإسكندرية في العصر الإسلامي، كانت ثغر من الثغور الإسلامية، ولم تكن مدينة صالحة للعيش فيها.. إنما كانت مدينة يرابط فيها المجاهدين للحفاظ على البلدان الإسلامية من هجمات الكفار".. هكذا قال الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، وعضو جمعية التراث والفنون التقليدية.
وأشار عاصم إلى ما ذكره الإمام والمؤرخ جلال الدين السيوطي عن تسابق التابعين والمجاهدين إلى الإسكندرية للمرابطة والدفاع عنها من الغرب، قائلا:" كان شرف أن تموت في بلد مجاهدا في سبيل الله ضد المعتدين وحدود البلدان الإسلامية".
لماذا اشتهر بالأعرج؟
يقول الدكتور إبراهيم الهدهد، المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، إن أبو داود عبد الرحمن بن هرمز المدني الأعرج ولد بالمدينة المنورة عام 37 هـ، وهو من الطبقة الثانية من التابعين، وكان يعاني من العرج، وصار العرج لقبا له اشتهر به.
ويوضح "الهدهد" أن "بن هرمز" كان يعلم قدر اللغة العربية في فهم القرآن والسنة وأول من وضع أبوابا وأصولا للنحو واللغة وعلى ضوئها سار من جاء بعده، فضلا عن كونه كان من أعلم الناس بأنساب قريش.
ويضيف المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، أن "بن هرمز" إلى جانب سماعه الحديث عن كبار الصحابة وروايته عنهــم، درس القرآن وتعلمه وكتابة المصاحف.
رحلته إلى الإسكندرية
وعن رحلته إلى الإسكندرية، يقول نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، إن كتب التاريخ تجمع على أن ابن هرمز لم يغادر المدينة المنورة طــوال حياته إلا مرتين أحدهما إلى الشــام، والثانية في آخر حياته إلى الإسكندرية.
ويوضح عاصم، أن "بن هرمز" أقام بالإسكندرية سنوات قليلة ما بين 5 إلى 7 سنوات، قضاها في التدريس ورواية الحديث وتوفي بها في عام 117 هـ، فقد كانت الإسكندرية على عهده خير السواحل رباطا - كما وصفها- ومنها انتشر علوم الفقه والقرآن إلى ربوع مصر.
وأشار إلى دراسة أعدها الدكتور جمال الدين الشيال مؤرخ مصري وأستاذ التاريخ الإسلامي تقول أن "بن هرمز" روي ونقل 503 آلاف عن أبي هريرة وأبو سعيد الخدري وغيرهم من كبار الصحابة.
مسجده برأس التين
في منتصف الشارع المؤدي لقصر رأس التين بحي الجمرك في الإسكندرية، أشار أحد المارة إلى مسجد "عبد الرحمن بن هرمز" الذي يجمع بين القدم والحداثة إلا أن مئذنته بدت الأكثر جمالا في المسجد الذي يحتاج دخوله الصعود بضع درجات، ما جعله يوصف بـ"المسجد المعلق".
ويقع المدخل الرئيسي للجامع في الضلع الشمالي الغربي للمبنى وتعلوه مأذنة، تتكون من ثلاث دورات الأولى والثانية أسطوانية تنتهي بشرفة يقف بها المؤذن، والدورة الثالثة عبارة عن عمود اسطواني مرتفع.
ويتكون المسجد من مساحة مستطيلة مغطاة السقف يقسمها ثلاثة صفوف من الأعمدة إلى أربعة أروقة، ويتكون كل صف من عمودين يعلوها عقود مدببة ويتوسط الجامع "منور" صغير مربع، وفوق الرواق الرابع صندرة متسعة للسيدات.
ويعلو المحراب لوحة حجرية نقش عليها النص التالي " ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، بني هذا صاحب الخيرات الحاج درويش أبي سن سنة 1256 هـ".
ضريحان بكسوة خضراء
وإلى يسار المحراب في الركن الجنوبي بالمسجد باب خشبي يقود إلى حجرة بها ضريح الشيخ عبد الرحمن بن هرمز بكسوة خضراء تعلوه مقصورة خشبية، وإلى جانبه ضريح رخامي بسيط – أصغر حجما - مدفون به باني المسجد "الحاج درويش أبوسن".
وردا على تعرض المسجد لأعمال ترميم غير مخططة أضاعت معالمه، قال مصدر مسئول بمديرية أوقاف الإسكندرية، إن مسجد عبد الرحمن بن هرمز غير مسجل بسجلات وزارة الآثار.
وأضاف المصدر، أن المسجد جرى به قبل سنوات أعمال ترميم محدودة لمعالجة حدوث طفح بالصرف الصحي الخاص به، مشيرا إلى أنه جاري وضع حلول نهائية لهذا الأمر، بالتعاون مع حي الجمرك.
رؤية الشيخ البنا
وردا على سؤال هل حقا دفن "بن هرمز" في هذا المسجد؟.. يقول الدكتور إسلام عاصم:"نحن متأكدون أن عبد الرحمن بن هرمز دفن في الإسكندرية ولكن هناك شكوك في وجود قبره داخل ضريحه بشارع رأس التين".
ويشير عاصم إلى أن بناء مسجد وضريح بن هرمز جاء بناءً على رؤية رآها شيخ مشهور من علماء الأزهر ومفضل لدي الخديوي إسماعيل – وقتها - يدعى "الشيخ محمد البنا"، قائلا:" في يوم من الأيام رأى البنا رؤية لأحد يقول له كيف تمر بقبري ولا تحيني فقال له من أنت؟ فقال له أنا عبد الرحمن بن هرمز".
وأضاف"عاصم":" وتبركا بالأمر قام أحد أعيان الإسكندرية وقتها الحاج درويش أبو سن بإنشاء المسجد والضريح عام 1256 هجرية في منتصف القرن التاسع عشر في عصر الخديوي إسماعيل فوق هذه البقعة التي رأى فيها البنا الرؤية ودفن بجواره".
مقبرة باب البحر
ويدلل الباحث السكندري والنقيب السابق للمرشدين السياحيين بالإسكندرية، على صحة ما يقول، مشيرا إلى أن موقع مسجد عبد الرحمن بن هرمز في شارع رأس التين من الصعب العثور فيه على قبور بهذا الشكل.
ويشير إلى أن الإسكندرية في العصر الإسلامي كانت مدينة صغيرة جدا والقبور كانت تقع خارج أسوارها، موضحا أن المؤرخين يؤكدون أن قبور الصحابة والتابعين كانت موجودة ناحية "كوم وعلة" شارع الباب الأخضر حاليا.
ويضيف عاصم أن المدينة شهدت توسعات وتجديدات في عهد محمد على بعدما أصبحت القبور ملاصقة للمباني، فأصدر محمد على قرارا بنقل القبور خارج أسوار المدينة وخاصة بشارع الباب الأخضر.
وأوضح الباحث السكندري، أن منطقة ميدان المساجد بحي الجمرك "أبو العباس المرسي" أنشئت بالكامل على مقبرة تسمى جبانة باب البحر، ومن بين المدفونين بها أبو العباس و11 آخرين من أولياء الله الصالحين.
الطرق الصوفية ترد
"مرقده ومدفنه بذات الضريح".. هكذا أكد الشيخ محمد صفوت فودة، وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية، لـ"مصراوي"، موضحا أن الشيخ عبد الرحمن بن هرمز دفن داخل مسجده برأس التين.
وبسؤاله حول دلائل ما يقول قال"فودة":" ما تناقله الجميع وما هو مكتوب على ضريحه يؤكد دفنه في ذات المكان.. رؤية الصالحين جزء من 46 جزءًا من النبوة وممكن واحد يدفن في المدينة المنورة والملائكة تنقله إلى أي مكان في بلد آخر".
ويضيف الشيخ محمد صفوت فودة، وكيل مشيخة الطرق الصوفية بالإسكندرية، أن المشيخة تقيم احتفال بمولد الشيخ عبد الرحمن بن هرمز ليلية 18 رمضان الجاري، مشيرا إلى أن اختيار يوم مولده تقام حسب ظروف الجهات الأمنية.
محاولة اغتيال فاشلة
ولمسجد عبد الرحمن بن هرمز، حكاية تناقلتها الصحف الصادرة في 10 يوليو 1915، تشير إلى تعرض السلطان حسين كامل لمحاولتي اغتيال فاشلتين لاعتراض غالبية الشعب المصري على قبوله عرش مصر تحت ظل الحماية البريطانية.
وكانت المحاولة الثانية يوم الجمعة الموافق ٩ يوليو ١٩١٥ وكان وقتها السلطان متوجه من قصر رأس التين في الإسكندرية إلى مسجد عبد الرحمن بن هرمز لأداء صلاة الجمعة.
وفي أحد الشوارع الرئيسية بدأ موكب السلطان في تهدئة سرعته فألقيت عليه قنبلة من نافذة أحد المنازل المطلة على الشارع فسقطت على ظهر أحد الجياد التي تجر المركبة ثم تدحرجت على الأرض على بعد خطوات من موكب السلطان ولكنها لم تنفجر.
وألقي القبض على شابين وأحيلا إلى محكمة عسكرية بريطانية، وصدر الحكم بإعدامهما، لكن السلطان حسين تدخل في الأمر مراعاة لصغر سنهما وجرى تخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.
فيديو قد يعجبك: