صور| قميص أحمر في نهائي الكونفيدرالية.. قصة أهلاوي شجع الزمالك من برج العرب

الإسكندرية – محمد البدري:

لم يمنعه انتمائه وعشقه للنادي الأهلي من الزحف إلى استاد برج العرب، والوقوف بين جماهير القلعة البيضاء، والهتاف للزمالك، وعلى عكس الصورة النمطية للصراعات التي تدخلها جماهير قطبي الكرة المصرية خلف الشاشات وفي المدرجات، ليرسم في استاد برج العرب مشهدًا مختلفًا بطله عاشق الأهلي، الذي حرص على التواجد في نهائي الكونفدرالية يدعم خصم فريقه الأزلي أمام نهضة بركان المغربي، ليخرج سعيدًا بتتويج الفريق الأبيض ببطولة نالها للمرة الأولى في تاريخه.

قبل المباراة

قبل بداية المباراة دخل "ياسر" مرتديا قميص النادي الأهلي ممسكا علم ناديه، إلى مدرجات استاد برج العرب، رفقة أصدقائه من مشجعي الزمالك، ورغم غرابة المشهد في نظر العشرات من مشجعي الفريق الأبيض إلا أن السبب الذي جاء من أجله كان كافيا لجعل تواجده مرحبا به بين عشاق الغريم التقليدي في الدوري المصري، فهو جاء من أجل مؤازرة أصدقائه، وكذلك لدعم الفريق الذي يمثل اسم مصر في بطولة قارية.

في أعلى نقطة من مدرجات الدرجة الثالثة وجد "ياسر" وأصدقائه الزمالكاوية مكانا مناسبا لمتابعة المباراة، ليبدأ بعدها تشجيع غريمه التقليدي بكل حماس لدرجة أنه كان يبادر بالصياح إذا ما رأى أن مخالفة ارتكبت ضد لاعبي الزمالك ولم ينتبه إليها حكم المباراة، وسط حالة اختلطت فيها نظرات الدهشة ومشاعر الحماس بين من حوله من مشجعين.

ليست الأولى ولن تكون الأخيرة

لم تكن تلك المباراة الأولى التي يحضرها الشاب العشريني ياسر، لتشجيع الزمالك خلال رحلة الفريق الأبيض في النسخة الأخيرة من بطولة الكونفدرالية، حسب ما أكده أصدقائه، إذ كان يحرص على حجز تذكرته لمتابعة كل مبارايات الزمالك التي خاضها على أرضه، فقط من أجل دعم ممثل مصر في البطولة.

الزملكاوية: ياسر أهلاوي حتى النخاع

"ياسر أهلاوي حتى النخاع" هكذا وصفه صديقه الزمالكاوي عمرو حسين، قائلا " كان واقف بيشجع طول المباراة لدرجة أننا في لحظة مصدقناش أنه أهلاوي، وكان بيشجع بقلبه وبيصرخ لو شاف حاجة لصالح لعيبة الزمالك والحكم مشافهاش".

ويتابع "حسين" لـ مصراوي: ياسر مشجع أهلاوي من نوع خاص ونعلم أنه ليس الأهلاوي الوحيد الذي يفكر بتلك الطريقة، فهو يعرف الفرق بين منافسة في الدوري بين قطبي الكرة المصرية، وبين منافسة قارية يشارك فيها فريق باسم مصر أيا كان ذلك الفريق"

وبدوره قال "مصطفى جابر" من مشجعي الزمالك، فوجئت بوجود المشجع المحترم ياسر بين صفوفنا وشعرت بسعادة كبيرة لما وجدناه من حماسه ودعمه الكبير".

ياسر وهدف الفوز

الطريف في الأمر أن ياسر كان أول من انتبه بين أصدقائه إلى الخطأ الذي ارتكبه أحد لاعبي نهضة بركان المغربي وأدى إلى احتساب ركلة جزاء لصالح الزمالك، بحسب ما روى الزملكاوية لمصراوي، إذ لم يلاحظوا في البداية لمسة اليد التي ارتكبها مدافع الفريق المغربي إلا أن ياسر بدأ في الصياح بين زملائه مطالبا بركلة جزاء، ليفاجئوا بعدها بلجوء حكم المباراة إلى تقنية VAR التي أكدت أحقية الزمالك في ركلة الجزاء التي أعادته إلى المبارة.

المشهد الأخير

المشهد الأخير في الفرحة المصرية الزمالكاوية لم يقل إثارة عما سبق إذ سيطرت الفرحة على عاشق الأهلي وأصدقائه الزمالكاوية ليبدأ في التهليل وتبادل التهنئة معهم بل زاد الأمر حماسا عندما شاركهم في ترديد هتافات "التالتة يمين وأبطال إفريقيا" التي هزت أرجاء الملعب.

ويرى المشجع الأهلاوي أن ما فعله ليس من المفترض أن يكون شيئا غريبا، بل من المنطقي أن يكون ذلك هو الوضع السائد بين الجماهير عندما تمثل أحد أنديتها اسم مصر في بطولة على المستوى القاري أو الدولي، معتبرا أن تلك الفكرة بين جماهير ستعبر بهم إلى مستوى آخر من التشجيع الواعي واحترام المنافسة الشريفة، مشيرا إلى أن التعصب إلى فريق معين لا ينبغي أن يصل إلى تبادل الاتهامات بين الجماهير.

وتوج فريق الزمالك المصري ببطولة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكونفدرالية الإفريقية" للمرة الأولى في تاريخه، عقب فوزه بنتيجة 5- 3 بركلات الترجيح على ضيفه نهضة بركان المغربي أمس الأحد في إياب نهائي المسابقة القارية على ملعب برج العرب بالإسكندرية.

وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بفوز الزمالك بهدف نظيف أحرزه محمود علاء من ركلة جزاء في الدقيقة 55، وهي نفس نتيجة مباراة الذهاب التي جرت بالمغرب يوم الأحد الماضي، ليلجأ الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية لمصلحة الفريق المصري.

وبتلك النتيجة بات الزمالك ثاني الفرق المصرية التي توجت بلقب البطولة بعدما سبقه غريمه التقليدي الأهلي، الذي توج باللقب عام 2014، كما تعد هذه هي البطولة الإفريقية الأولى التي يتوج بها الزمالك منذ 16 عاما، حيث ترجع المرة الأخيرة التي وقف خلالها الفريق الأبيض على منصات التتويج الإفريقية إلى عام 2003، عندما فاز ببطولة كأس السوبر الإفريقي على حساب الوداد البيضاوي المغربي.