بالصور - "صائمون بين الحديد والنار" في حرارة "30 ضعف" طقس مصر
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
-
عرض 22 صورة
الإسكندرية - محمد البدري:
بينما يقضي المصريون أيامًا صعبة خلال شهر رمضان، بسبب موجة الطقس الحارة التي بلغت ذروتها قبل أيام، يواجه الكثير من العاملين بالمهن الشاقة ظروفا أكثر مشقة، لاسيما إذا كانت مهنتهم تعتمد على المكوث أمام لهيب النار لتزيد من تحديات الإحساس بالجوع والعطش.
إلى إحدى ورش سبك وصهر المعادن، بمنطقة أبي الدرداء وسط الإسكندرية، انتقلت عدسة مصراوي لترصد عن قرب معاناة العاملين في تلك المهنة الشاقة، خاصة خلال أيام الشهر المبارك، ومجابهة حرارة الشمس والعطش منذ الساعات الأولى للصباح وحتى قبل أذان المغرب بوقت قصير.
أمام فرن تتجاوز درجة حرارته 1200 درجة مئوية يستمد طاقته من أحد أردأ المواد البترولية رخيصة الثمن، انهمك "وائل" 39 عاما، في عمله اليومي متحاملا على نفسه في أيام وصفت بالأعلى حرارة خلال العام، وبعملية حسابية بسيطة ستجد أن حرارة فرن الصهر تعادل 30 مرة حرارة الطقس القصوى المعلنة من هيئة الأرصاد الجوية .
يباشر وائل عمله كما تحدث إلى مصراوي، منذ الثامنة صباحا ليبدأ بجمع قطع الخردة الواردة إلى الورشة، ليقوم بتفتيها ببضع ضربات من مطرقة يتجاوز وزنها 20 كيلو، حتى يضعها داخل بوتقة الفرن.
ويؤكد صاحب المهنة الشاقة أن هذا العمل يتطلب القدرة على التحمل أكثر من الحرفة، مشيرا إلى أن المهنة تعاني من قلة العمالة بسبب صعوبة وجود أشخاص قادرين على تحمل مثل تلك الظروف، خاصة في ظل ظهور مهن جديدة وسريعة استقطبت العديد من صغار السن وأبعدتهم عن تعلم الحرف المهنية مثل قيادة التوك توك وغيرها من مهن تجارية.
بين حرارة الطقس ولهيب نيران فرن صهر المعادن، لم يمنع الصيام " خميس" ورفيقه "سيد" من مواصلة عملهم في نهار شهر الصيام، فكلاهما مسئولان عن حمل بوتقة المعدن المنصهر بواسطة عامود حديدي يبعدهما مترين أو أكثر قليلا عن بؤرة الحرارة التي لا يستطيع شخص عادي المكوث بجوارها، ليقوما بنقل المنتج وصبه في قوالب مجهزة حتى يبرد المعدن ويتشكل في إطاره الجديد.
يساعد كل من حسن وسيد الذين قاربت أعمارهما العقد السادس، أيضا في جمع أجزاء الخردة مع زملائهم بسبب نقص العمالة، فالمهنة باتت أكثر شقاء على الوجوه الجديدة كما يقولون، لاسيما وأن فترة العمل تصل إلى 10 ساعات يوميا حتى في أيام رمضان.
"الأغلبية هنا بتصوم وبنشتغل ببركة ربنا" قالها عم رمضان أكبر العاملين سنا في الورشة، مشيرا إلى أن جميع العاملين في تلك المهنة يدركون أن الله أحل لهم الإفطار وفقا لما أكدته فتاوى دار الإفتاء المصرية، خاصة وأن درجة الحرارة لا يتحملها شخص عادي في بضع ثوان فما حال من يظل أمامها بالساعات، مبينا أن من يضطر منهم للإفطار يوما يكون بسبب تعرضه للجفاف ونقص سوائل الجسم إلا أن الحرج من فكرة الإفطار في نهار رمضان يجعلهم يقتاتون على شرب الماء فقط.
ويرى العاملون في ورشة سبك المعادن أن الأمل لا يزال موجودا في ظهور أجيال جديدة من الشباب المهرة في الحرف اليدوية بسبب رؤيتهم لبعض طلبة المدارس الفنية الذين يأتون بين الحين والآخر إلى منطقة الورش الفنية لتنفيذ نماذج خاصة بدراستهم، مؤكدين أن مصر غنية بالعمالة ولكن الشباب يحتاجون للمزيد من التشجيع والدراسة الملحقة بالتدريب، بشرط أن تتغير نظرة المجتمع إلى "الصنايعية" لتكون بصورة أكثر إيجابية.
فيديو قد يعجبك: