لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيديو.. قصة عزيب الحفر.. دُرة الصحراء البيضاء وأهم محطات الرحالة في الفرافرة

07:56 م الثلاثاء 11 يونيو 2019

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

تذخر الصحراء الغربية بالعديد من المناطق التي تعتبر مزارًا سياحيًا في حد ذاتها نظرًا لقيمتها التاريخية أو لجمالها الخلاب الذي يخطف العقول، ومنها منطقة "عزيب الحفر" داخل الصحراء البيضاء في واحة الفرافرة بالوادي الجديد.

"عزيب" باللهجة الواحاتية في الفرافرة هي النخيل الصغير، ويقصد بها زراعات النخيل الكثيفة المجتمعة حول عين جوفية تروي هذا النخيل.

و"عزيب الحفر"، هي منطقة تقع داخل محمية الصحراء البيضاء بمركز الفرافرة، وتعتبر أهم محطات الرحلات القديمة والمزارات الحديثة بالمحمية وتبعد عن الطريق الأسفلتي الواصل بين الفرافرة والواحات البحرية حوالي 25 كم إلى داخل الصحراء البيضاء.

الدكتور محمد جبريل، مدير محمية الصحراء البيضاء بالفرافرة، وأحد أبناء الواحة، قال إن منطقة عزيب الحفر عندما تراها من مسافة كبيرة تظن أنها مجموعة أشجار نخيل قصيرة وصغيرة، ولكن بمجرد الاقتراب تجد أنها أشجار نخيل مكتملة ومتلاصقة مع بعضها.

وتابع كلمة "الحفر" تشير إلى وجود هذا النخيل في منخفض ما يجعل الناظر له يتخيل أن النخيل موجود داخل حفرة منخفضة.

ويضيف، "جبريل"، منطقة عزيب الحفر تمثل تاريخا وتراثا هاما لجميع أبناء الواحة حيث أنها محطة هامة في رحلات التجارة القديمة لأبناء الواحة والتي كانت تنظم قديما حتى فترة قريبة تقترب من نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وكانت هذه الرحلات بالجمال، لشراء احتياجاتهم وبيع منتجات الواحة من زيتون ومشمش وبلح وقمح.

وأشار "جبريل" إلى أن منطقة عزيب الحفر هي الملاذ الآمن للرحالة القديم، لأنها منطقة منخفضة محاطة بشجر نخيل كثيف لذلك تجد الرمال تتجمع في شكل هلالي ودائري في محيط منطقة العزيب لكنها بعيدة عن أشجار النخيل نفسها والمنطقة الوسطي للعزيب نفسه، لذلك كان يمكث بها ابن الواحة لحين انتهاء الرياح المحملة بالأتربة، قديما وحديثا أيضًا.

ولفت "جبريل" إلى أن منطقة "عزيب الحفر" من مناطق الزيارات الهامة والمزارات التي يحرص عليها زوار محمية الصحراء البيضاء.

من جانبه قال محمد سالم، مفتش آثار بمركز الفرافرة، إن محمية الصحراء البيضاء بالفرافرة بها عدة مناطق هامة وعيون رومانية قديمة كانت تشكل مصدرًا الحياة لابن الواحة القديمة، أشهرها عين "خضرا" التي تعد من أقدم العيون الرومانية في الواحة وسماها أهلها "الوِطن" بكسر الواو، وعين الوادي نظرًا لوجودها في منخفض وهو المكان الذي كان يعيش فيه سكان المنطقة قبل الانتقال إلي قصر الفرافرة أو مدينة الفرافرة حاليا في عام 1840 ميلاديًا، ومن بعد هذا التاريخ تحولت المنطقة كمسقى للجمال ومكان للراحة لابن الفرافرة في رحلته إلي البحرية أو وادي النيل، للتزود بالبضائع واحتياجاته الأساسية من هناك عن طريق بيع الزيتون والمشمش والبلح وشراء السكر واحتياجاته الأخرى.

وأكد "سالم"، أن المنطقة تمثل مكانًا تراثيًا هامًا لأبناء الواحة وتحولت في الفترة الأخيرة لمزارٍ سياحيٍ خاصة أن الكثير من أبناء الواحة يعملون في مجال سياحة السفاري والمخيمات التي تنتشر في الفرافرة وتشكل لهم مصدر دخل وعائدًا اقتصاديًا مهمًا.

وتُعد الصحراء البيضاء محمية طبيعية، بموجب قرار صادر عن مجلس الوزراء في عام 2002، وتبلغ مساحة المنطقة المحمية فيها نحو 3010 كيلومترات مربعة، فيما تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 6 آلاف كيلومتر مربع، وتوجد ثلاث عيون مياه رئيسية داخل نطاق المحمية (عين خضرا - عين السرو - وعين المكفي) تحيط بها أشجار النخيل والمزروعات الكثيفة، وتوفر المياه للحيوانات، وتمثل مكانا لاستراحة زوار المحمية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان