شخص عارٍ ومفتاح وتهمة زنى.. القصة الكاملة لـ"جريمة الشرف" في الإسكندرية
الإسكندريةـ محمد عامر:
على مدار أكثر من 15 عاما، عاش الزوجين حياة هادئة، أثمرت طفلين (ثانوية، وإعدادية) لكن الخيانة كتبت نهاية حزينة لحياتهما سجلها محضر الشرطة تحت اسم جريمة قتل بدافع الشرف.
طوال السنوات الماضية، اعتاد الزوج على الخروج من منزله بمنطقة العجمي غربي الإسكندرية مبكرا للعمل في ورشة الدوكو والعودة في وقت متأخر ليلا، فيما تعمل الزوجة مشرفة بإحدى المدارس، من أجل تدبير نفقات الأسرة.
السيناريو المعتاد لمواعيد عمل الزوج تغير يوم الخميس الماضي، بعدما شعر بالإرهاق والتعب ليقرر العودة إلى منزله عصرا، دون أن يدري ما خبأه له القدر.
محاولات عديدة فشلت لفتح باب شقته بالطابق الرابع بعقار بشارع الحديد والصلب بمنطقة العجمي غربي الإسكندرية، ليكتشف وجود مفتاح في "الكالون" من الداخل، ما دفعه لرن الجرس عدة مرات.
علامات القلق والارتباك ارتسمت على وجه زوجته التي ارتدت قميص نوم لا يناسب ساعات النهار، ما أثار شك الزوج، فكان ردها: "مفيش حاجة.. كنت باخد دش وحطيت المفتاح في الباب"، ليتوجه إلى غرفة الأولاد للاسترخاء قليلًا.
بمجرد دخوله الغرفة استشعر حركة غريبة، ظن للوهلة الأولى أنها "خيالات" بسبب حالة الإرهاق التي يمر بها، ليقرر التأكد بنفسه، ليكتشف المفاجأة الكبرى: "شخص عارٍ".
الشخص الغريب العاري "م. أ. أ"، 26 عاما، سائق أتوبيس المدرسة التي تعمل بها زوجته مشرفة، فجن جنونه، وأسرع إلى المطبخ لإحضار السكين والانتقام لشرفه من زوجته وعشيقها.. هكذا قال الزوج في اعترافاته أمام النيابة.
5 طعنات سددها الزوج لزوجته في الرقبة وأخرى بالبطن، بعدما طاردها داخل صالة الشقة، ولم يتركها إلا جثة هامدة.
فترة قتل الزوج لزوجته كافية ليستغلها العشيق في ارتداء ملابسه، بعدما أغلق الغرفة عليه من الداخل وقفز من شرفة الغرفة بالطابق الرابع حتى وصل للطابق الأول، وظل معلقًا، دون أن يلقى مصرعه، أو يصاب.
الأهالي في شارع الحديد والصلب بالمنطقة كانوا يتابعون ما يدور داخل العقار، ولا أحد يعلم بالتحديد ماذا حدث وما سبب هذه الصرخات، ولماذا يتعلق هذا الشخص بشرفة الطابق الأول، حتى وصل ضباط مباحث قسم شرطة الدخيلة.
الغموض بدأ ينكشف تباعا، جريمة قتل داخل شقة "إ. ق. ع"، الزوج، 37 عاما، عامل دوكو، والضحية زوجته "أ. ف. إ"، 36 عاما، مشرفة بإحدى المدارس، والشخص المعلق بالشرفة هو العشيق "م. أ. أ"، 26 عاما، سائق أتوبيس المدرسة التي تعمل بها الزوجة.
حضرت قوات الأمن إلى العقار لمعاينة ما حدث، وباستجواب الزوج حول الواقعة، قبل أن يتم اصطحابه والعشيق إلى النيابة، فيما قام رجال الإسعاف بحمل جثة الزوجة على الفور من مسرح الجريمة إلى مشرحة كوم الدكة.
أسفرت تحريات ضباط مباحث قسم شرطة الدخيلة عن أن عشيق الزوجة سائق أتوبيس بذات المدرسة التي تعمل بها المجني عليها وكانت تربطهما علاقة عمل ثم تطورت إلى علاقة عاطفية.
وأكد شهود العيان أن شخصا كان يرتدي كامل ملابسه، وقفز من الطابق الرابع بالعقار، حتى وصل إلى شرفة الطابق الأول، وقاموا بالإمساك به بمساعدة الأهالي الذين أكدوا: "كنا فاكرينه حرامي".
تحرر المحضر رقم 3735 لسنة 2019 إداري الدخيلة بالواقعة، وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول الواقعة.
وقرر المستشار مصطفى المنشاوي، رئيس نيابة الدخيلة، اليوم السبت، حبس الزوج وعشيق الزوجة 4 أيام على ذمة تحريات المباحث حول الواقعة، وتشريح جثة الزوجة، والتحفظ على السكين المستخدم في الحادث، فيما اتهم الزوج عشيق زوجته بالزنى.
فيديو قد يعجبك: