فسحة وتوصيلة بجنيه.. "الأسطى أبو حمادة وحكاية 46 سنة عِشرة مع الكاريتة"
البحيرة - أحمد نصرة:
بيد لفحتها أشعة الشمس فأكسبتها سمارًا واضحًا، أمسك أبو حمادة بشريحة حديدية وأخذ في مسح جسد حصانه بها لإزاحة الأتربة المتشبثة بين شعيرات جلده، قبل أن يبدأ بتمرير فرشاة نفض بها ذرات الغبار، ليكتسب صاحبه رونقًا ومظهرًا لامعًا.
هذا الطقس من النظافة اعتاد أبو حمادة على اتباعه مع حصانه يوميًا، قبل الانطلاق بعربة "الكاريتة" التي يمتلكها بمنطقة المراكبية، بكفر الدوار، محافظة البحيرة، في رحلة شاقة للبحث عن الرزق كل صباح.
في البداية يقول أبو حمادة: "إحنا مواصلة الغلابة وأصحاب المزاج الرايق، بجنيه واحد توصل مكانك وتاخد فسحة معتبرة لو في مكان سياحي مش هتدفع فيها أقل من 50 جنيه، ورغم الزيادات في الأسعار لسة زي محنا مزيدناش عشان حاسين بالناس".
ويضيف: "المستعجل بياخد السرفيس واللي معاه وقت بيجيلنا، وبعد البنزين ما غلي الطلب زاد على الكاريتة لأنها أرخص، خصوصا لو الراكب معاه شنطة أو شيلة تقيلة بتبقى أوسع من المشاريع وأريح، ومش بنرفض حد، الكاريتة حمالة الأسية".
ويشرح أبو حمادة: "الكاريتة بتشيل 8 وأحيانا 10 لو فيه أطفال، وواحد جنب الأسطى يعني الدور الواحد بيجمع 10 جنيه تقريبًا، صحيح المصروفات علينا كتيرة بس الحمد لله راضيين، ومش ناويين نزود الأجرة".
"المصروفات زادت علينا كتير، زمان كان أكل الحصان يتكلف 10 جنيه دلوقتي مش أقل من 50 أو 60 جنيه في اليوم، فلوسه بنشيلها أول حاجة على جنب، مهي روح وعاوزة تاكل سواء اشتغلنا أو مشتغلناش" بحزن تحدث أبو حمادة شاكيًا من زيادة نفقات المهنة.
ويوضح الأسطى محمد "الحصان بياكل طقتين واحدة الصبح وواحدة آخر النهار، وأحيانًا بياكل واحدة تالتة في نص النهار، الفول والشعير أساسي والبرسيم في الموسم بتاعه".
" طول ما انت بتراعي الحصان هتاخد منه، من كتر العشرة بيننا بقيت أفهمه ويفهمني، وبنحس ببعض لو فرحانين أو زعلانين، الحصان صاحبي وشريكي" بحب تحدث أبو حمادة عن علاقته بحصانه
ويختتم أبو حمادة حديثه : قائلًا: "أنا في الشغلانة دي من ٤٦ سنة، بدأتها الأول كهواية، وهي اللي فتحت بيتي، أنا متجوز 2 وعندي 7 عيال جوزتهم كلهم، بس مفيش حد منهم اشتغل نفس الشغلانة أو ساعدني فيها، أنا كرايتي وهفضل كرايتي لغاية آخر يوم في عمري".
فيديو قد يعجبك: