إعلان

الصيف في الإسكندرية.. مهن تنتعش وشباب تبحث عن فرص جديدة للرزق (صور)

07:41 ص الخميس 18 يوليو 2019

الإسكندرية - محمد البدري:

يعد فصل الصيف فرصة لأبناء الإسكندرية للبحث عن مهن موسمية تتناسب مع ارتفاع ذروة النشاط السياحي في المدينة الساحلية، ما يساعدهم في زيادة مواردهم المالية في ظل تزايد الأعباء المعيشية التي يواجهها البعض.

ومع ارتفاع درجات الحرارة ينجذب العديد من أبناء المحافظة إلى العمل في بعض المهن الموسمية التي تناسب طبيعة المدينة، ومنها العمل في التسويق العقاري للوحدات المصيفية، وكذلك العمل في فرق الإنقاذ بالشواطئ فيما يفضل آخرون ببيع الفاكهة الموسمية وغيرها من السلع المرتبطة بالموسم، ويرصد مصراوي جانبًا منها.

التين الشوكي.. مشروع "علي" في الإجازة المدرسية

على جوانب الشوارع القريبة من كورنيش الإسكندرية، تجدهم ينتشرون أمام عربات خشبية متوسطة الحجم لعرض فاكهة التين الشوكي التي لا تظهر ثمارها سوى في فصل الصيف، في انتظار إقبال الزبائن المحبين لتلك الفاكهة والتي لا تعد مكلفة مقارنة بالعديد من الثمار المعروضة لدى البائعين.

"علي" أحد الشباب في مقتبل العمر، قرر بدء مشروعه الخاص خلال فترة الإجازة الدراسية ببيع التين الشوكي على إحدى العربات البسيطة، متخذًا من أحد الأرصفة بمحيط منطقة محطة الرمل موضعًا له للفت انتباه المارة.

ويوضح "علي" أنه يحاول استثمار وقته في فترة الإجازة من خلال مشروعه البسيط أملاً في زيادة دخله، مشيرًا إلى أنه يحاول أيضًا تخفيف الأعباء المادية على أسرته من خلال الاعتماد على نفسه أكثر من انتظار المصروف اليومي، خاصةً مع رؤيته حجم ما تنفقه أسرته في تعليمه وإخوته.

وعن دخله اليومي يوضح أنه يمكنه أن يصل إلى 50 جنيهًا إذا كانت حركة البيع جيدة وقد لا يتجاوز 30 جنيهًا في بعض الأيام في حالة عدم وجود زبائن، خاصة وأن أسعاره تبدأ من جنيه إلى جنيهين ونصف مقابل الثمرة الواحدة حسب حجمها.

"الإنقاذ من الغرق".. محمود يلازم الشاطئ لحماية المصطافين

في أقصى نقطة قربًا من الساحل تجدهم منتشرين على طول شواطئ الإسكندرية، يراقبون عشرات المصطافين الذين يستمتعون بالسباحة، وما إن يلاحظ أحدهم ابتعاد أحد الزائرين عن المنطقة المسموح بها بين الأمواج يبدأون إطلاق الصافرات التحذيرية من خطورة التوغل أكثر في البحر.

بين هؤلاء وجد "محمود" فرصة للاستمتاع بهوايته التي تحولت إلى حد الإتقان، ليعمل ضمن فريق الغواصين المعنيين بأعمال الإنقاذ بالشواطئ، تلازمه صافرته طوال الوقت ولا يتركها سوى في حالة تعالي الأصوات بوجود حالة تحتاج للإنقاذ لينطلق مع زملائه إلى قلب الأمواج وإخراج من يواجه المشكلة.

"مهمتنا الأولى والأخيرة حماية المصطافين من الغرق" هكذا يؤكد، متابعًا أن المهمة بالفعل صعبة ومرهقة إذ تتطلب إعدادًا بدنيًا بشكل يومي "لأن البحر ليس له كبير"، إلى جانب التركيز الدائم حتى لا يكون هناك مجالاً لهفوة قد يفقد فيها أحد المصطافين حياته.

ويضيف "محمود" أنه على الرغم من الإمكانات البسيطة وضعف الوعي بين الكثير من المصطافين، إلا أنه وزملاءه ينجحون في السيطرة على الوضع مع بعض الاستثناءات، فهم يضطرون إلى صعود أبراج الإنقاذ من الثامنة صباحًا حتى السابعة مساء، باستخدامهم صفارات الإنذار لتحذير المتهورين، ويكون أغلبهم على أهبة الاستعداد للسباحة بأقصى سرعة لإنقاذ أرواح المصطافين وقت اللزوم، مشيرًا إلى أن الصيف يعد فرصة جيدة لزيادة الدخل من خلال تقاضي راتب لا بأس به في تلك الفترة من السنة.

"غزل البنات".. حسن يجوب الشواطئ لبيع الحلوى

بالقرب من الشاطئ يمر "حسن" شاب في منتصف ربيع عمره الثالث جيئة وذهابا يقاوم شمس الصيف التي تركت أثرها على ملامحه، ممسكا بيده اليسرى عصًا خشبية، يزينها بمجموعة من أكياس غزل البنات بجوار مجموعة من البالونات أملاً في لفت أنظار الأطفال لشراء الحلوى.

يقول حسن إنه يقضى أغلب ساعات اليوم في المرور على الشواطئ لبيع الحلوى، خاصة وأن القطعة الواحدة تباع بثلاثة جنيهات، ما يعني أنه يحتاج لبيع الكمية كلها في اليوم لتحقيق ربح مناسب.

ويوضح أنه لو استطاع بيع الكمية كلها سيجني نحو 150 جنيهًا، في حالة زيادة الإقبال إلا أن ذلك لا يتحقق بصورة يومية حيث ينهي بعض الأيام في بيع ثلث الكمية فقط وفي مرات قليلة يحقق الربح بالكامل، مشيرًا إلى أن أيام العطل الأسبوعية تكون أكثر رواجًا من غيرها بالنسبة له.

"وسيط عقاري".. أحمد ينتظر الباحثين عن وحدات مصيفية

في مكان غير بعيد من شاطئ سيدي بشر، يتواجد "أحمد" شاب في منتصف العشرينات من العمر إلى جانب كرسي ولافتة كُتبت عليها عبارة "شقق مفروشة للإيجار"، وعلى عكس المهن الأخرى يبقى في مكانه منتظرًا أي شخص يأتي باحثًا عن وحدة سكنية للإقامة مع أسرته.

يوضح "أحمد" أنها ليست مهنته الدائمة إذ لا يزال يبحث عن عمل مناسب بعد أن حصل على بكالريوس الخدمة الاجتماعية، مشيرًا إلى أنه وجد فرصة مناسبة في هذا العمل الموسمي خاصة وأن الزبائن تنجذب في المقام الأول إلى الوسيط العقاري صاحب المظهر الجيد والطريقة المناسبة في عرض الوحدات المتاحة، مؤكدًا أن الثقة تبدأ من تلك النقطة في المعاملة، مشيرًا إلى أنه في بعض الأوقات يعمل في بيع الملابس الجاهزة خاصة في مواسم الأعياد التي تتطلب عمالة أكثر في المحال التجارية. ​

فيديو قد يعجبك: