توقف بعد انحراف رحلة| "بالون الأقصر" بين طلبات العاملين وشروط الطيران المدني

الأقصر – محمد محروس:

يعتبر البالون الطائر أحد أمتع الوسائل الترفيهية التي يفضلها السياح وتنفرد بها الأقصر من بين المدن المصرية منذ ثمانينات القرن الماضي نظرًا لامتلاك الأقصر لأكبر عدد من المواقع الأثرية والمناظر الطبيعية الخلابة فضلا عن اعتدال الطقس وحركة الرياح خلال أغلب فترات العام.

سلطة الطيران المدني أوقفت منذ نحو أسبوعين نشاط البالون الطائر في الأقصر على إثر انحراف أحد البالونات عن مساره وهبوطه بسلام في صحراء نجع حمادي بمحافظة قنا ونجاة 10 سياح من جنسيات مختلفة كانوا على متنه خلال الرحلة.

الأقصر تضم 10 شركات للبالون الطائر تمتلك عشرات المناطيد مختلفة الأحجام ما بين صغيرة وكبيرة ومتوسطة الحجم ويعمل بهذه الشركات المئات من أهالي الأقصر ما بين قائدي البالون وعمال الصيانة والتشغيل ومسوقين ومصورين.

وكشفت التحقيقات الجارية من جانب اللجنة الفنية المشكلة بقرار من سلطة الطيران المدني عن بعض أوجه القصور ورصدت عدة مخالفات داخل عدد من الشركات قررت على إثرها ايقاف شركتين عن العمل وسحب تراخيصهما وإيقاف 4 ملاحين جويين مبدئيا لحين انتهاء أعمال التفتيش والتحقيق بالكامل.

وفي السياق طالب العاملون في القطاع السياحي بالأقصر باستئناف رحلات البالون التي تفتح بيوت المئات منهم إلا أن وزارة الطيران المدني وضعت عدة شروط قبل استئناف شركات البالون السياحي لنشاطها في سماء الأقصر ضمن التقرير الذي أصدرته لجنة الوزارة التي زارت الأقصر وقامت بالتفتيش على شركات البالون.

"واقعة انحراف البالون التي حدثت قبل أسبوعين تحدث في كل البلدان التي تستضيف هذا النوع من الأنشطة السياحية"، يقول سعد إبراهيم مسئول تشغيل بأحد شركات البالون، متابعًا: "هبوط البالون بسلام ونجاة السياح دليل علي نباغة قائده والأمر لا يستدعي إيقاف النشاط بأكمله".

أحمد سمير – أحد العاملين في القطاع – يقول شركات البالون تتكبد خسائر فادحة يوميا طوال فترة الإيقاف تلك وإذا كان هناك خطأ فلتتحمله الشركة صاحبة البالون وليس جميع الشركات العاملة في المجال.

ومن بين الشروط التي حددتها وزارة الطيران المدني إنشاء محطة أرصاد لإتاحة الحصول على الأرصدة الجوية على المرتفعات المختلفة وذلك بالتنسيق بين الشركة المصرية للمطارات وهيئة الملاحة الجوية وهيئة الأرصاد على أن يكون ذلك على نفقة شركات البالون بالإضافة إلى توفير أجهزة لاسلكي لتحقيق الاتصال ببرج المراقبة على الأرض وأثناء الطيران ومع مدير موقع مطار البالون.

كما اشترطت الوزارة تركيب أجهزة "ترانسبوندرز" داخل كل البالونات وتوفير الإضاءة الكاملة بموقع مطار البالون وضمان عمل الكاميرات الثمانية على الوجه الأمثل لتغطى موقع إقلاع البالون من جميع جوانبه والالتزام بتركيب كم الريح بموقع إقلاع البالون لمعرفة اتجاه الريح بشكل مستمر وتخطيط أرض موقع الإقلاع والالتزام باستخدام "بالون الهيليوم" يوميا قبل الإقلاع.

واشترطت الوزارة توفير وسائل الإعاشة على متن كل رحلة والالتزام المطلق والتام بقوانين الطيران والتشريعات والتعليمات الفنية الصادرة عن سلطة الطيران المدني المصري لضمان تحقيق متطلبات السلامة الجوية.

وحددت سلطة الطيران المدني غدًا الأربعاء لعقد اجتماع جديد مع الشركات العاملة بقطاع البالون لمناقشة سبل تنفيذ الشروط والمطالب التي حددتها سلطة الطيران المدني قبل النظر في استئناف حركة البالون.