إعلان

أحرقوا "جودة" حيًا.. قصة طالب دفع ثمن حماية معاق ذهنيًا في شبرا الخيمة - صور

09:43 م الثلاثاء 09 يوليو 2019

القليوبية - أسامة علاء الدين:

مأساة وعذاب وقلة حيلة.. كلمات تلخص الحالة التي تعيشها أسرة "جودة"، الطالب الذي دفع ثمن شهامته في حماية شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، حاول بعض "النباشين" العبث معه ومضايقته عن وإحراق ملابسه.

تفاصيل المأساة بدأت حينما تحركت مشاعر الإنسانية لدى جودة وجيه عبد المعبود، ابن الـ17 سنة، حينما رأي مجموعة من جامعي القمامة "النباشين" يحاولون التهكم على شاب معاق ذهنيًا، والعبث معه دون وازع من دين أو خلق، فما كان منه إلا أن اندفع نحوهم محاولًا تخليصه من بين براثنهم، فتحول غضبهم نحوه وأحرقوه حيًا بزجاجة "مولوتوف" في وضح النهار وسط الشارع بلا خوف أو عذاب للضمير.

"جودة" يرقد حاليًا في المستشفى بين الحياة والموت، يعاني من حروق مميتة شوهت جميع أجزاء جسده، ليتحول الوجه الحسن إلي منظر صعب النظر إليه، فالشاب يعاني من آلام وعذاب يومي، تتطلب عملية جراحية تكاليفها المادية باهظة حتى يعود إلى حياته الطبيعية السابقة.

"حسبي الله ونعم الوكيل".. رددها وجيه عبد المعبود، والد المجني عليه في بداية حديثه لـ"مصراوي"، فخرجت الكلمات مبللة بدموع الحزن على ما أصاب نجله، مؤكدًا أنه يجلس مكتوف الأيدي غير قادر علي مساعدته أو تخفيف ما يعانيه يوميًا من الآلام الجسدية والنفسية، والتي كادت أن تقضي عليه، موضحًا أنه يعمل باليومية "على باب الله، ولا أملك الأموال ولا الإمكانيات الكافية لعلاج نجلي أو مساعدته، ولو كان ينفع أعطيه جسمي وعمري مكنتش أتأخر".

وأضاف والد المجني عليه، أن القصة بدأت عندما كان نجله يشرب عصيرًا من أحد المحال بالمنطقة فلفت نظره بعض "النباشين" الذين يحتلون أحد أكوام القمامة بالمنطقة، تجمعوا حول شاب معاق ذهنيًا وأخذوا يعاكسونه ويحرقون ملابسه فدافع عنه.

تتوه الكلمات على شفتي الرجل ربما كما زاغت عينيه تبحث عن حروف تعبر عما يجيش في صدره قبل أن ينطق قائلًا: "اثنين من النباشين عاقبوه بإلقاء زجاجة مولوتوف عليه تسببت في إصابته بحروق من الدرجة الثانية، وذهب إلى مستشفى كوتشنير بالقاهرة وخرج منها إلى المنزل".

وطالب والد المجني عليه، المسئولين بعلاج نجله علي نفقة الدولة وإنقاذ حياته، حتى يعود إلي حياته الطبيعية، مشيرًا إلي أن نجله لا يستطيع النظر إلى وجهه في المرأة بالإضافة إلي عذاب آلام الحروق الذي يأكل جسده يوميًا، قائلًا "كل ذنب ابني أنه عنده ضمير ونخوة ورجولة.. وفي الأخر يتعاقب فهل يستحق ذلك".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان