لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"تربيلة وفراشيح وزردة" ورقبة الذبيحة للسيدات.. عادات العيد عند عرب السويس

02:50 م السبت 10 أغسطس 2019

الشيخ محمد خضير وأبناء قبيلة العمارين

السويس حسام الدين أحمد:

تختلف عادات أهل مصر في الاحتفالات، والأطعمة المقدمة أول أيام عيد الأضحى المبارك، ورغم تطور البدو في وسائل الانتقال والرفاهية المنزلية، وأساليب البناء الحديث، إلا أن عربان السويس ما زالوا يحتفظون بعاداتهم في الاحتفال بالأعياد، ويرفضون أن تتأثر عاداتهم بالحضر.

الأبقار ممنوعة

وعادات عيد الأضحى المبارك، تبدأ من اختيار الأضحية، ويقول الشيخ محمد خضير شيخ قبيلة العمارين المنتشرة في القطاعات الأرضية بالسخنة وشرق القاهرة، إن البدوي لا يضحي إلا بالغنم مهما ارتفع سعرها أو انخفض سعر الاضاحي الكبيرة من الابقار والجاموس أو الجمال.

ويضيف أنه كان يملك مزرعة للأبقار، ورفض والده الشيخ خضير، أن يضحي ابنه بعجل، قائلًا: "والدي شدد أن الأضحية كبش أو جدي.. فالله تعالى فدى نبيه إسماعيل بكبش عظيم"، ينطبق ذلك على جميع العربان بقبائل مصر ولا يمكن أن يذبحوا الأضاحي الكبيرة في العيد.

تربيلة بالبصل

أما عن عادات الذبح، فيوضح شيخ العمارين أن البدوي يذبح أضحيته بنفسه ولا يستعين بجزار، كما أن الاضحية لا تقطع عظامها بالساطور، وانما تُفصل بطريقة معينة باستخدام السكينة من عند مفاصل الأطراف وسلسلة الظهر.

واستطرد "خضير" إنه بعد إتمام الذبح وشق الأضحية، تعد السيدة البدوية الإفطار وهو طبق "التربيلة" ويقدم لها الزوج الكبد والطحال والقلب والفشة، وقطعة من "اللية"، وتقطع إلى أجزاء صغيرة وتطهي بالبصل، وتؤكل بخبز الفراشيح وهو خبز طري رقيق تعده ربة المنزل صباح يوم العيد "الرقاق".

زيارات وزردة

بعد الإفطار، يبدأ البدو في تبادل الزيارات، والتي تكون في المقعدة وهي الغرفة المخصصة لاستقبال الضيوف، ويتناولون الشاي الأخضر المغلي ويسمى "الزردة" ويجهز على الفحم ويقدم في أكواب صغيرة.

وفي اليوم الأول، يتبادل بدو السويس العزائم، ويتناولون الفتة وهي تختلف عن الفتة المصري، ولا يوضع عليها الخل أو الصلصة، فبعد طهي لحم الأضحية يقطع خبز الفراشيح و"يسقى" في الشوربة ثم يرص في صينية التقديم، ويوضح فوقه الأرز الأبيض والمطبوخ في الشوربة دون إضافة أي مياه، ويوضع عليه اللحم المقطع الى أجزاء كبيرة.

رقبة الأضحية من الكبائر

ويتطرق شيخ قبيلة العمارين، إلى واحدة من الممنوعات في الطعام، وهي وضع رقبة الاضحية للضيف والتي تمثل أهانه له، لذلك عند الذبح تفصل من عند الكتفين وتكون لأهل المنزل.

ويقول خضير إن لحم الرقبة معروف أنه من أطيب القطع في الأنعام سواء كانت غنم أو أبقار، فهي طرية وخفيفة خالية من الدهون، ووضعها للضيف محرم ومجرم في العرف البدوي.

قعدة عرفية

ويفسر ذلك: "الضيف في حما صاحب المنزل ويفديه برقبته، وإذا وضعت له الرقبة فهي إهانة له وتقليل من شأنه، وكأن صاحب المنزل يقول له أنت سفيه ويساوي رقبة ضيفة برقبة الشاه".

واستطرد، أن الرقبة تقدم للسيدات في المنزل ليأكلنها، وإذا ما قدمت للضيف فمن الممكن ان يقاضيه عرفيا، وتقام للأمر جلسة عرفيه يحكم فيها على صاحب المنزل بغرامة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان