"فقر وجهل ومرض".. "باب العبيد" القرية المنسية في قلب عروس البحر الأبيض.. (صور)
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
-
عرض 21 صورة
الإسكندرية – محمد عامر:
"بحر وكورنيش ومعالم سياحية".. صورة رُسمت وترسخت في أذهان كثيرين عن الإسكندرية، ولا يعلم الكثير أن هناك وجه آخر للإسكندرية، حيث العشوائيات والفقر وانعدام الخدمات.
على أطراف مدينة الإسكندر الأكبر، وتحديدا في قرية "باب العبيد" بحي وسط يعيش الآلاف في منازل من الطوب الأبيض عبارة عن جدران، وبعض أعواد الخوص، المغطاة بالمشمع، لا تقي من حرارة الشمس ولا لفحة البرد القارس، أما شوارع باب العبيد، فترابية غارقة في مياه المجاري.
وتشغل قرية باب العبيد التابعة لمنطقة "أبيس 8" بحي وسط الإسكندرية، مساحة 4580 مترًا، على بعد 4.5 كيلو متر من طريق "الإسكندرية – القاهرة" الصحراوي.
المركز التاسع
وفقا لكشف بحث الدخل والإنفاق الذي أعلنه جهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، جاءت الإسكندرية في المركز التاسع كأقل المحافظات فقرا، حيث تصل نسبة الفقراء بين سكانها إلى 21.8%.
وبحسب دراسة حول خرائط الفقر لإقليم الإسكندرية، أعدتها 3 جهات هي "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وزارة الإسكان، الهيئة العامة للتخطيط العمراني"، جاء "باب العبيد" ضمن القرى الفقيرة في المدينة الساحلية إلى جانب "بنجر السكر 1 و2" و"الروضة".
الصيد في الملاحات
وسط ظروف معيشية صعبة عاش الآلاف من سكان قرية باب العبيد لسنوات في طي النسيان، أغلبهم يمتهن الصيد في الملاحات التي تقع منازلهم على ضفافها، وآخرون كعمال موسمين في الأراضي الزراعية المجاورة.
"نعيش في جزيرة منعزلة تحاصرها مياه الملاحات والصرف الزراعي من جانبين"، هكذا قال محمد محمود، أحد الأهالي، مشيرًا إلى أن القرية لا توجد بها مدارس أو وحدات صحية.
ويضيف محمود، أن أقرب مدرسة تقع في البر الثاني من المصرف، ما يستدعى ركوب التلاميذ مراكب متهالكة للعبور إليها، قائلا: "كل سنة تحدث حالات غرق للأطفال في المصرف اللي عمقه 8 أمتار بسبب هذه المراكب".
ويوضح أن الطريق الوحيد الذي يربط باب العبيد بالقرى المجاورة والطريق الصحراوي غير ممهد ولا يوجد به أعمدة إنارة، مطالبا المحافظة بوضعه ضمن خطة الرصف.
البوص والخوص
"إحنا أفقر قرية في إسكندرية.. أهل المنطقة هنا كان رزقهم صيد السمك في الملاحات.. كان ربنا بيرزق الصياد بـ 50 جنيه في اليوم.. بس من 7 سنين المياه تلوثت بالمجاري والصرف الزراعي والسمك مات".. تقول "الحاجة سيدة".
وتشير السيدة الستينية إلى "حصير من الخوص" بجوار منزلها، قائلة: "الصيادين دلوقتي بقى شغلتهم الخوص، اليومية بتاعتهم 10 جنيه.. الدخل قليل جدًا علي المعيشة بسبب غلاء الأسعار".
وتقاطعها جارتها "رشيدة" :" محدش يعرف احنا عايشين ازاي ولا حاسس بينا.. في الشتا السقف بينزل المطر علينا من كل حته.. بنحط أطباق علشان المطر ما يغرقش العيال وهما نايمين.. وفي الصيف الحشرات".
باب الأحرار
بعد الاطلاع على قانون رقم 43 لسنة 1979 الخاص بقانون الإدارة المحلية ولائحته التنفيذية.. تقرر تغيير اسم منطقة باب العبيد بأبيس الثامنة بمحرم بك إلى باب الأحرار".
قرار أصدره اللواء طارق مهدي، محافظ الإسكندرية، في فبراير 2015، ونشر بالجريدة الرسمية الوقائع المصرية، إلا أن شيئا لم يتغير فبقي الاسم كما هو متداول بين الناس، وظلت معاناة الأهالي دون تحسن.
قوافل الخير
وعلى مدار سنوات، اقتصرت محاولات المحافظة والأجهزة التنفيذية على إطلاق قوافل خدمية وطبية إلى قرية باب العبيد، وأخرى نظمتها مديرية الشؤون الصحية بالإسكندرية، للكشف على 1554 مريض وتقديم العلاج لهم بالمجان.
قرية نموذجية
وفي بارقة أمل، اختارت جامعة الإسكندرية "باب العبيد" لتطويرها وتأهيلها لتصبح قرية نموذجية صحية ومنتجة، وذلك في إطار دور الجامعة لخدمة المجتمع ورؤيتها في تطوير القري والعشوائيات.
ونظم خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الإسكندرية عدة زيارات للقرية، لعمل استبيان لرصد أهم مشاكل القرية من حيث النواحي الصحية والتعليمية والبيئية والتنموية والخدمية والرياضية.
وشملت خطة التطوير المزمع تنفيذها بواسطة لجنة مشكلة من كافة الجهات التنفيذية، رصف الطريق الرئيسي، ورفع مستوى المياه في بحيرة مريوط، وعمل شبكة الصرف الصحي، وإنارة الشوارع، وإنشاء نقطة شرطة للحفاظ علي الأمن.
وأوضح الدكتور صبحي سلام، وكيل كلية الزراعة ومنسق مشروع تطوير قرية باب العبيد، أن الخطة تشمل أيضا زيادة عدد فصول محو الأمية بالقرية إلي 10، وزيادة عدد ماكينات الحياكة، فضلا عن تشجير القرية بالأشجار المثمرة.
وأضاف وكيل كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، أنه سيجري إنشاء مركز للإسعافات الأولية والقوافل المجتمعية المتكاملة الطبية والبيطرية والزراعية والخدمية، فضلا عن إنشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر كأحد الحلول للتنمية والتغلب علي البطالة.
أرض الواقع
وشهد أواخر يوليو المنقضي، أولى بوادر التنمية على أرض الواقع، من خلال قيام فريق من كلية الزراعة بالشاطبي وسابا باشا بزراعة حوالي 200 شجرة مثمرة و300 شجرة من أشجار الزينة المتنوعة في مداخل وشوارع القرية الرئيسية.
وقدم فريق جامعة الإسكندرية، شرحًا وافيا لأهالي القرية عن مجموعة من المشروعات التنموية الصغيرة والمتناهية الصغر، مثل تربية وتسمين الأرانب والدواجن وزراعة الأسطح والتصنيع الغذائي.
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف قرقوره، وكيل كلية الطب البيطري جامعة الإسكندرية، إنه جرى توقيع الكشف على ٤٤٥ رأس من الماشية والأغنام وتطعيم ٤٠٠ من الدواجن بمضادات "الكوكسيدتا" ولقاح إنفلوانزا الطيور.
وشارك فريق من كلية التربية الرياضية، أطفال القرية، عددًا من الأنشطة الرياضية والمسابقات، بالإضافة إلي مباريات كرة قدم، بهدف نشر الثقافة الرياضية والتشجيع علي ممارسة النشاط الرياضي.
وعاين فريق آخر من كلية الفنون الجميلة مداخل وشوارع القرية، لعمل جداريات وتزيين الشوارع، فضلا عن زيارة جمعية تنمية قرية باب العبيد لعمل مشروعات الخياطة وتصنيع الكليم والسجاد.
ووفقا لجامعة الإسكندرية، جرى معاينة شبكة الصرف الصحي بقرية باب العبيد لرفع كفاءتها، بالإضافة إلى عمل الدراسات والمقايسات اللازمة لإنشاء شبكة الصرف الصحي في الجانب الآخر من القرية.
فيديو قد يعجبك: