"نقله صناعية".. مترو الإسكندرية يقود قاطرة الاقتصاد ببرج العرب
الإسكندرية – محمد البدري:
رغم ما تواجهه المناطق الصناعية الكبرى في الإسكندرية من مشكلات أعاقت حجم الإنتاج، أبرزها البعد عن المدينة وعدم توافر وسائل نقل كافية للعمالة، إلا أن مشروع "مترو الإسكندرية" الجديد، المقرر بدء تنفيذه خلال شهرين، أعاد الأمل إلى رجال الصناعة بتلك المناطق، لتشغيل مصانعهم بالطاقة القصوى ما يساهم في زيادة حجم الاستثمارات.
في بداية سبتمبر الجاري أعلن الدكتور عبد العزيز قنصوة محافظ الإسكندرية، قرار تنفيذ مشروع مترو الإسكندرية، والذي يشمل في أحد مراحله تطوير خط قطار أبو قير الموجود حاليا مع مد خطوط جديدة تصل إلى غرب الإسكندرية، مؤكدًا أنه جرى الانتهاء من مراجعة التصميمات النهائية للمشروع، وخلال شهرين سيجري توقيع العقود لوضع حجر الأساس للبدء في إنشائه.
ووفقا لما لخصه أصحاب مصانع ومستثمرون، فإن مشروع المترو الذي أعلن عنه محافظ الإسكندرية قبل أيام، يعتبر من أهم المشروعات القومية التي ستوفر شريانًا جديدًا للنقل، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف حركة المواصلات، بالإضافة إلى مساهمته في تخفيف حدة الزحام بالمناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
المترو يضيف قيمة اقتصادية
يقول هاني المنشاوي، رئيس اتحاد الصناعات الصغيرة بالإسكندرية، إن مشروع توسيع شبكة النقل بالسكك الحديدية في الإسكندرية وبرج العرب يعد قيمة مضافة وزيادة لحجم الاستثمارات الخاصة بها، معتبرًا أن توفير خدمات جيدة سيؤدي إلى رفع القيمة الاقتصادية خاصةً بمدينة برج العرب، التي تضم أحد أكبر المناطق الصناعية.
وأضاف في تصريح لـ مصراوي "أن مدينة برج العرب تعاني منذ سنوات من بعد المسافة عن الإسكندرية، في ظل عدم وجود وسائل نقل تعادل حجم العمالة التي تتردد عليها يوميًا، ما زاد من صعوبة الحصول على الأيدي العاملة، خاصة وأن جزء كبير من العمالة من خارج المحافظة".
وتابع المنشاوي: "كانت المحاولات التي تجرى من قبل وزارة النقل تتمثل في توفير عدد من الحافلات بشكل مؤقت لحين توفير حل بشكل نهائي، والذي يتمثل في خط كهربائي سريع يربط الإسكندرية ببرج العرب ويمتد إلى العلمين في مراحله الأخيرة.
وأوضح رئيس اتحاد الصناعات الصغيرة، أن أغلب المصانع لا تستطيع توفير سكن للعمالة قرب المنشآت نظرا للتكلفة فكان السبيل الآخر هو توفير حافلات تنقلهم بشكل يومي، إلا أن وسائل النقل المستخدمة تضيع الكثير من الوقت وتؤثر أيضا على أداء العمالة داخل المصانع حيث يستغرق البعض قرابة ساعتين في الذهاب ومثلها في العودة.
وبدوره قال محمد سعيد، أحد صغار المستثمرين بمدينة برج العرب، إن بعض العمال يضطرون للخروج من منازلهم في الخامسة صباحًا للوصول إلى المصانع التي يبدأ العمل بها الساعة الثامنة، وبالتالي فإن العامل يجد نفسه يستغرق نحو 14 ساعة يوميا من أجل العمل لمدة 8 ساعات.
وأشار إلى أن تلك العوامل أثرت بشكل كبير على حجم العمالة بمنطقة برج العرب، وأصبحت بعض المصانع تعاني من نقص شديد في اليد العاملة بسبب عزوف العشرات، نتيجة ضياع جهد وساعات انتقال تعادل مقدار نصف يوم عمل.
وأكد أحمد ممدوح مستثمر بالمنطقة الصناعية، أن مشكلة النقل أثرت لسنوات كثيرة على حجم التنمية في برج العرب، وتسببت في عزوف المستثمرين الأجانب والعرب عن العمل في المدينة، إلا أن خطة التنمية التي تتبناها الدولة تعطي مؤشرات إيجابية للمستثمرين من خلال توفير الخدمات التي تساعد على زيادة حجم الإنتاج، وبالتالي رفع القيمة الاقتصادية للمنطقة.
ويرى محمد أبو اليزيد مدير مشروع استثماري ببرج العرب، أن توفير وسيلة مواصلات يفتح المجال لاستغلال منطقة برج العرب على المستوى السكاني والسياحي، ما يمثل إضافة جديدة ستؤثر على الأسعار بالمنطقة.
وأشار إلى أن ذلك يتوافق مع مساعي تفريغ المدن الكبرى من الكثافات الحالية، وإعادة فكرة التوزيع الجغرافي لزيادة الكثافة في مدن أقل كثافة مثل برج العرب، والتي تعتبر مدينة سكنية وصناعية.
واعتبر مستثمرون، أن خروج مشروع مدينة العلمين الجديدة للنور، سيكون أحد العوامل في نجاح خطوط الربط الجديدة، وإنشائها بشكل متحضر بخدمات انتقال مميزة.
فيديو قد يعجبك: