موت وخراب ديار.. مكامير الفحم تأكل الأخضر واليابس في كفرالشيخ- صور

كفر الشيخ- إسلام عمار:

في مركز سيدي سالم بمحافظة كفر الشيخ، تقع قرية الفقهاء القبلية، التي حولها الأهالي إلى مكامير للفحم، وقاتل يستهدف صدور المواطنين، ويهدد البيئة، والثروة الحيوانية.

فتحي المكاوي، أحد أهالي القرية، قال لـ"مصراوي"، إن الأمراض تحاصر القرية، بسبب الأدخنة الناتجة عن مكامير الفحم على مدار 24 ساعة، والتي لا تفلح في صدها النوافذ ولا الأبواب.

وأكد المكاوي، أن أهالي القرية توجهوا لديوان عام محافظة كفرالشيخ أكثر من مرة، لعرض شكواهم على مسئولي المحافظة لإنقاذهم من التلوث الناتج عن مكامير الفحم، إلا أنهم لم يتمكنوا من الدخول لعدم وجود سابق ميعاد.

فيما قال فيصل الفقي: "مكامير الفحم اتسببت في موت المواشي، وبيتي اتخرب"، مضيفًا: "بنعاني من التلوث، والمحصول تلف بسبب الدخان".

أما محمود فكري عبد السميع، أحد الأهالي فقال: "إن وفرة الأخشاب السبب في انتشار مكامير الفحم بالقرية، حيث يشتريها الأهالي من المزارعين ويجري تحويلها لمكامير فحم بطرق مخالفة للبيئة، ما تسبب في أضرار كبيرة للآلاف".

وناشد أهالي القرية اللواء جمال نور الدين، محافظ كفرالشيخ، ومسئولي جهاز البيئة بالتدخل لإنقاذهم من مكامير الفحم.

وفي السياق أكد الدكتور محمد كمال وهدان، مدير مستشفى الصدر بمدينة دسوق في كفرالشيخ، أن مكامير الفحم بصفة خاصة، والدخان الناتج عنها بصفة عامة له أضرار كثيرة على المواطنين، حيث يتسبب في العديد من الأمراض المزمنة، التي تفضي أحيانًا إلى الموت، في مقدمتها الإصابة بمرض السدة الرئوية، وحساسية الصدر، وأزمات الربو، كما تسبب الأدخنة الإصابة بسرطان الرئة.

ويشير مدير مستشفى الصدر بمدينة دسوق، إلى أن هناك أمراضًا أخرى قاتلة للإنسان بشكل مباشر ناتجة أيضا عن المكامير، أخطرها زيادة تجلط الصفائح الدموية، وتزيد من خطر الإصابة بجلطات القلب والرئة، علاوة على الإصابة بالالتهاب الرئوي الناتج عن تلوث الجو.

وكشف مسئول بمديرية الزراعة في كفر الشيخ، عن تأثير مكامير الفحم والأدخنة التي تخرج منها بالسلب على النباتات الزراعية وتسبب أضرارًا كثيرة، منها قتل المخصبات والتلقيح في الحبوب داخل الثمار، كما أن أدخنة المكامير لها تأثير قوي على المجمع الخضري والأوراق الموجودة في النباتات.

وأوضح مسئول مديرية الزراعة، أن الوضع القائم يمنع النباتات من التنفس ويصيبها بالتقزم، فينتج عن ذلك إتلاف المحاصيل الزراعية بشكل ملحوظ، وقلة إنتاج الفدان بمختلف أنواعه خاصة الأرز والقمح.

من جانب آخر قال مصدر مسئول بمجلس مدينة سيدي سالم في كفر الشيخ، إنه جاري إعداد حملة مكبرة بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة بطنطا، والشرطة، لإزالة مكامير الفحم بالقرية، ومصادرتها حتى لا يعاود الاهالي مزاولة النشاط مرة أخرى.