لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وعد السيسي وحديثه الخاص.. والد شهيد الواحات يروي قصة المكالمة الأخيرة

09:02 ص الأحد 26 يناير 2020

السويس -حسام الدين أحمد:

محتفظًا بميراث ابنه، يجلس حافظ شوشة في محله لبيع التحف والانتيكات ومن حوله شهادات التقدير ونتائج الاختبارات التي حصل عليها "أحمد" أصغر شهداء عملية الواحات، التي وقعت في 20 أكتوبر 2017، وراح ضحيتها 16 شهيدًا.

يفتخر "حافظ" بما حققه ابنه في مدة عمله القصيرة بالشرطة بعد التخرج في كلية الشرطة عام 2016، إلا انه استطاع أن يلتحق بالعمليات الخاصة ويصبح عضوًا في كل مجموعة تنفذ مهمة أمنية.

أمام متجره، يضع لافتة "بانر" عليه صور الشهيد بالزي الميري أثناء الخدمة وفي التدريبات، يقرأ له الفاتحة ويلقي عليه السلام كلما دخل المحل، وهو ينظر للآية الكريمة "أحياء عن ربهم يرزقون"

حلم الأب حققه الابن

في عيد الشرطة، يتحدث والد الشهيد أحمد شوشة، عن ابنه وعن رؤيته للأحداث الجارية بعد عامين و4 أشهر على استشهاد ابنه، وعن قصة حلم قديم استطاع ابنه تحقيقه.

"من 38 سنه قدمت في كلية الشرطة ونجحت في الاختبارات لكن خرجت في كشف الهيئة" يحكي حافظ شوشة عن حلمه القديم، ويضيف: "زعلت جدًا وقتها.. لكن ربنا عوضني لما رزقني بأحمد" يحكي الأب.

قصص المقاومة

في 9 يناير عام 1995، رزق حافظ أحمد فؤاد شوشة، بابنه أحمد، وما إن كبر الرضيع وصار طفلا زرع فيه والده الوطنية، كان دائما يحكي له عن معارك السوايسة في كفر أحمد عبده، وما فعلته المقاومة الشعبية، التي شارك فيها جده أحمد فؤاد وموقعة الإسماعيلية وبسالة رجال الشرطة والتي أصبحت ذكراها للشرطة بعد تضحيتهم في سبيل الدفاع عن المدينة.

" قصص البطولات زرعت في أحمد رغبة وهدف إنه يدخل كلية الشرطة، وعشان يحقق حلمي".. يصمت الأب وتدمع عيناه وهو ينظر لصورة ابنه بالبدلة الميري أمامه، ويستكمل: "أحمد كان الولد الوحيد على بنتين هو بينهما في العمر".

"أحمد كان حلمه يدخل كلية الشرطة، حاولت إثناءه خوفا عليه، بسبب الأحداث التي كانت في مصر والعمليات الإرهابية وقت التحاقه بالكلية"، يروي الأب، موضحًا أن الابن عقب على والده وذكره أن الأعمار بيد خالقه وأنه سيكون فخرًا لأبيه بعد تخرجه.

بعد 4 سنوات الدراسة والتدريب تخرج أحمد في كلية الشرطة، يحكي الأب، "كان من أوائل الدفعة، واختار أن يلتحق بالأمن المركزي، وبعدها دخل العمليات الخاصة ولما سألته ليه الفرع ده قالي يا بابا دول الرجال اللى بيكونوا في وش المدفع"

الأول على الفرقة

لم يكن للأب أن يعترض طريق ابنه وطموحه في أن يكون أحد هؤلاء الرجال الذين يحملون أرواحهم على أيديهم فداءً للوطن، وبسبب كفاءة أحمد وتأدية تدريبات شاقة لثقل مهاراته القتالية في القطاع حصل على الكثير من الفرق، ومنها فرقة المهام.

"قالي يا بابا دي حاجه كدا زي الصاعقة".. يعقب الأب: "فعلا أخد الفرقة وكان أصغر مشارك فيها في قطاع سلامة عبد الرؤوف وحصل على المركز الأول".

ويقول "حافظ" "أحمد كان دائما يشارك في مع مجموعات المهام في العمليات الخاصة، ليحمي وزملائه ظهر باقي الفريق".

زيارة لم تتم

قبل عملية الواحات بيوم، كان من المفترض أن يعود الملازم أول أحمد شوشة إلى السويس ليحصل على إجازته، بعد المشاركة في عملية يوم الأربعاء لكن تأخر وصوله فاتصل عليه والده ليخبره الشهيد أنه سيشارك في عملية جديدة في اليوم التالي الموافق الجمعة 20 أكتوبر، وأنهى المكالمة كعادته، بالشطر الأول من الشهادة وأكمل ابنه الشطر الثاني لتكون آخر مكالمة بينهما.

رغم مرور أكثر من عامين على استشهاد أحمد والذي ترقى اسمه لرتبه نقيب، ما يزال الحزن مسيطرا على الاب، وكلما تحدث عن ابنه تغالبه الدموع، لكن حزنه لم يثنيه عن رؤية ما يحدث من حوله من تغيرات كان لدماء الشهداء كبير الأثر فيها.

"دلوقتي تكاد تكون العمليات الإرهابية انتهت، الفجر طلع خلاص والدنيا هتنور في مصر من تاني بسبب تضحيات الشهداء من الشرطة والقوات المسلحة، وأصبحنا نتحرك في أمن وآمان" يتحدث شوشة عما تغير بعد عامين من استشهاد ابنه، ويرى أن الأيام المقبلة في مصر ستكون أفضل من الامس واليوم.

وعد الرئيس

وأشار حافظ شوشة، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وعد أنه سينقل مصر إلى مكانة أفضل فأوفى، وعلى يديه عادت مصر دولة قوية لها مكانتها في المحافل الدولية ومؤثرة بقوة فيما يدور من أحداث بالمنطقة.

وأضاف شوشة "الرئيس قال اللي هيقرب لمصر هشيله من على وش الأرض" واستكمل والد الشهيد، أن الرئيس حقق ذلك الوعد أيضا بما رآه المصريون من تطور عسكري في القاعدة الحرية الجوية الجديدة في برنيس والاستعانة بالطائرات الرافال، فضلا عن الاهتمام بمستوى الأفراد والتدريب المستمر.

وطالب والد الشهيد من المصريين أن يقفوا وراء الرئيس، وأن يدعموه لأنه يعمل من أجل مصر وشعبها، ولا يخشى أحد إلا الله.

واستكمل " شوشة" أنه عدنما قابل الرئيس السيسي في احتفالية تكريم أسر الشهداء العام الماضي تحدث إليه ليخبره بما فعله أحمد، فكان رد الرئيس بأنه يعرف جيدًا أن أحمد كان آخر من استشهد في العملية وكان يدافع عن زملائه، وأردف قائلا: "معنى ذلك أن الرئيس يعرف أولاده جيدًا سواء في الجيش أو الشرطة وماذا يفعلون".

وقال حافظ إن عيد الشرطة ليس خاصًا بالعاملين بوزارة الداخلية، وإنما هو عيد لكل المصريين، وأكد أنه مطمئن على رجال الشرطة وأن أسر الشهداء يدعون لهم دوما أن يحفظهم الله وأن يعم مصر الأمن والخير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان