إعلان

من مدافع الاحتلال لـ"شُرب دماء السلاحف".. حلقة السمك بالإسكندرية صامدة وتبحث إنقاذها- صور

03:15 م الأربعاء 29 يناير 2020

الإسكندرية– محمد البدري:

مر على إنشائها أكثر من 150عامًا ولا تزال "حلقة السمك" التراثية بالإسكندرية تحافظ على طابعها المميز رغم ما تركه الزمن على حوائطها من علامات، وتستقبل الحلقة يوميًا عشرات الصيادين الباحثين عن مكان لبيع أسماكهم الطازجة.

المبنى الذي صمد أمام الزمن لسنوات طويلة كان شاهدًا على محطات تاريخية منذ بداية فترة الاحتلال البريطاني لمصر حتى وقتنا الحالي، وينشر "مصراوي" لمحات من تاريخ أقدم سوق أسماك بالمدينة الساحلية.

بأمر الوالي

يقول الدكتور إسلام عاصم، أستاذ مساعد التراث بالمعهد العالي للسياحة، نقيب المرشدين السياحيين السابق، إن أول مبنى جرى تأسيسه لحلقة السمك كان في منتصف القرن التاسع عشر بقرار من والي مصر آنذاك، لافتًا إلى أن القرار جاء بهدف تجميع التجار والصيادين في مكان واحد لضمان عدم تأذي سكان المنطقة من رائحة الأسماك، لاسيما وأن الطريق المجاور لموقع الحلقة كان يمر منه موكب الحاكم وصولًا إلى قصر رأس التين.

ضرب الإسكندرية بمدافع الاحتلال البريطاني

يوضح "عاصم" في حديثه لـ "مصراوي" أن تاريخ مبنى حلقة الأسماك في شكله الحالي يرجع إلى أواخر القرن التاسع عشر بعد ضرب الإسكندرية بمدافع الاحتلال البريطاني في عام 1882، لافتا إلى أن المبنى فقد الكثير من معالمه بسبب عوامل الزمن إلا أن الفرصة لا تزال سانحة لتطويره واستعادة نشاطه الكامل في بيع الأسماك، كأحد العلامات التراثية البارزة في تاريخ الإسكندرية.

ثكنة عسكرية للإنجليز

وفقًا للباحثة سمر محمود، تحول موقع حلقة الأسماك إلى ما يشبه الثكنة العسكرية لقوات الاحتلال البريطاني خلال فترة الحرب العالمية الأولى خاصة مع اقترابها من ميناء الإسكندرية، إلا أن نشاط بيع الأسماك لم يتوقف خلال تلك الفترة، وكان الصيادون يتجمعون يوميًا لبيع الأسماك لأهالي المنطقة.

شرب دماء السلاحف

ارتبطت حلقة الأسماك بالعديد من الخرافات، من أشهرها شرب دماء السلحفاة البحرية أو "الترسة"، ويوضح الحاج خميس عوض من قاطني منطقة بحري، أن الناس كانوا يعتقدون أن شرب دماء السلحفاة يزيد من الخصوبة ويشفي من الأمراض، مشيرًا إلى أن ذلك الاعتقاد كان منتشرًا بصورة أكبر خلال القرن الماضي، إلا أن تلك الفكرة تراجعت مع مرور الزمن خاصة بعد تجريم القانون لعملية صيد السلاحف، بهدف حمايتها من الانقراض والحفاظ على الحياة البحرية.

تحديد الأسعار

يؤكد أشرف عبد الرزاق، أحد كبار الصيادين بمنطقة بحري، أن حلقة السمك بمثابة بورصة تحدد أسعار جميع أصناف الأسماك، لاسيما وأنها المحطة الأولى لاستقبال رزق البحر من الصيادين، ويكون عدد من التجار في انتظارهم لبدء المنافسة في مزاد علني لشراء ما يجري عرضه في الطاولات الخشبية، وفي الوقت نفسه يمكن للأفراد بعد انتهاء المزاد شراء كميات قليلة بسعر أقل من الأسواق العادية.

حلم التطوير يتجدد

بعد مرور سنوات على المطالبة بالحفاظ على "حلقة الأسماك" كواحدة من العلامات التراثية للمدينة الساحلية، ينتظر المبنى التراثي الانتهاء من دراسة مشروع تطوير شامل، من خلال الاستعانة بمتخصصين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان