معايشة داخل مراكز التموين المطورة بالإسكندرية.. كيف اختفت ظاهرة "الطوابير"؟

الإسكندرية – محمد البدري:

مداخل خالية من زحام الطوابير المعتادة، مقاعد شاغرة للانتظار، نداء آلي على العملاء، أفراد جاهزون لإنهاء الإجراءات في مدة لا تزيد عن 10 دقائق دون تعقيد؛ لم يكن ذلك مشهدا في أحد مراكز الخدمات الخاصة أو المعاملات البنكية، بل نظام العمل الجديد داخل أحد مراكز خدمات التموين المطورة بالإسكندرية الذي جرى استحداثه ضمن 7 مراكز تموينية على مستوى المحافظة وفقا لخطة الوزارة.

"مصراوي" ذهب لمعايشة داخل مركز خدمة المواطنين المطور بمنطقة طوسون بحي المنتزه شرقي الإسكندرية، رصد خلالها رحلة المواطنين لإنهاء إجراءات إصدار بطاقات التموين والخدمات المتعلقة بها، والذي بدا على عكس الصورة النمطية لمظاهر الزحام والمناوشات داخل بعض المصالح الحكومية.

أمام نافذة رقم "3" وقف الحاج عادل عبد الرؤوف، 60 عاما، لتقديم المستندات اللازمة لإصدار بطاقة تموينية جديدة بدلا من التي فقدها العام الماضي، بينما تراجع الموظفة بيانات الاستمارة التي قدمها قبل إدخالها عبر الحاسب الآلي إلى شبكة منظومة التموين.

لم يكن "عبد الرؤوف" يعلم أن إنهاء إجراءات استلام طلبه لن يستغرق أكثر من 10 دقائق بعد استيفاءه المستندات المطلوبة، حيث أكد لـ"مصراوي" أنه سبق وحاول تقديم نفس الطلب لأحد مكاتب التموين العادية منذ 6 أشهر إلا أن محاولته لم تكتمل لأسباب لا يعلمها، حتى علم بافتتاح مركز تمويني مطور بجوار منطقة سكنه ليقرر إعادة المحاولة من جديد والتي انتهت بنجاح.

"فوجئت بالتطور في تقديم الخدمات وشعرت أنني داخل فرع بنك وليس مقر مكتب تموين"، هكذا قالت شهرزاد عبد السلام، ربة منزل، مبينة أنها حضرت لإنهاء إجراءات خاصة بإلغاء أحد أفراد عائلتها بسبب وفاته، مشيرة إلى أن سرعة إنهاء الإجراءات ساهمت في إعفائها من تحمل غرامة التي يتم توقيعها على أصحاب البطاقات في حالة عدم الإبلاغ بحدوث الوفاة.

بجوارها وقف "يوسف إبراهيم" للسؤال عن إجراءات إصدار بطاقة تموين بدل تالف، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التي يزور فيها أحد المراكز المطورة بعد علمه بافتتاحها في الإسكندرية خلال الأشهر الماضية، وأنه فوجئ بطريقة المعاملة التي قوبل بها من الموظفين والذين ساعدوه لاستيفاء المستندات المطلوبة وملء الاستمارة الخاصة بطلبه.

"ياريت دا يحصل في مكاتب التأمينات والمعاشات".. قالتها الحاجة فايزة علي، معبرة عن استحسانها المعاملة التي وجدتها، مبينة أنها كانت تعاني خلال السنوات السابقة في رحلة تكاد تكون يومية إلى أحد مكاتب التموين، لإنهاء إجراءات مشابهة إلا أن العائق آنذاك كان شدة الزحام والطوابير التي تعوق الوصول إلى مكاتب الموظفين حتى انتهاء ساعات العمل الرسمية.

5 خطوات لإنهاء أوراقك

5 خطوات يحتاجها المواطن لإنهاء إجراءاته داخل مركز الخدمة المطورة تبدأ من الحصول على رقم انتظار والتوجه إلى مقاعد الاستراحة لحين سماع الرقم عبر النداء الآلي، يليها التوجه إلى الموظف المختص الذي يسلم المواطن استمارة بقيمة جنيها واحدا، تتضمن البيانات الخاصة بصاحب البطاقة التموينية وعدد الأفراد وتحديد نوع الخدمة المطلوبة من قائمة الاختيارات الموضحة، ثم تسليمها رفقة المستندات المعدة مسبقا – مثل البطاقة الشخصية وصورة البطاقة التموينية – وبعدها يراجع الموظف البيانات وتسجيلها عبر الحاسب الآلي واعتماد الطلب، فيما تتمثل الخطوة الأخيرة في إعطاء صاحب الطلب إيصالا باستلام أوراقه، لتنتهي بذلك مهمته لحين وصول رسالة نصية عبر الهاتف بصدور بطاقته الجديدة.

مدير المركز: نقلة نوعية وفرت الجهد وقضت على ظاهرة السماسرة

من جانبها أكدت آمال محمد، مدير مركز خدمة المواطنين بطوسون، أن المراكز المطورة التي نفذتها وزارة التموين والتجارة الداخلية تعد نقلة نوعية لا يمكن مقارنتها بما سبق، كما تعتبر بمثابة تصالح بين الموظف والمواطن من حيث سرعة إنهاء الإجراءات وحسن المعاملة بعد أن ساهم النظام الجديد في توفير الكثير من الوقت والجهد لكل الأطراف

وقالت مدير المركز لـ"مصراوي" إن الفرع يقدم خدماته لنحو 60 ألف مواطن من أهالي المنطقة، لافتة إلى أن النظام الجديد قضى على ظاهرة السماسرة الذين كانوا يتواجدون حول محيط المكاتب التموينية لعرض خدماتهم بمقابل مادي، حيث كان بعضهم يستغل حاجة المواطنين.

وكيل وزارة التموين: نظام الكتروني متكامل

من جانبه قال محمد سعد الله، وكيل وزارة التموين بالإسكندرية، إن العمل داخل المراكز المطورة يجرى بنظام الكتروني متكامل، بواسطة موظفين مدربين على نظام العمل الحديث من خلال نظام الشباك الواحد المجهز بحاسب آلي يقدم الموظف من خلاله الخدمات التموينية في وقت قصير.

وأشار وكيل الوزارة إلى أن المركز مجهز بمقاعد للانتظار وبه لوحات إرشادية لكل حالة ومزود بكاميرات إلكترونية لمتابعة أداء الخدمات.

وبدوره أكد محمود القلش مدير مركز الإعلام بمديرية التموين بالإسكندرية، التزام أجهزة المديرية بالتعليمات والإرشادات ونظام العمل المسموح به داخل المركز ليتماشى مع سياسة الوزارة في انجاز العمل في وقت قصير وتقديم خدمة تليق بالمواطنين.

وأشار إلى أن هذه المراكز ستكون طفرة جديدة تقدمها الدولة وتتطلب الحفاظ عليها والتعامل معها من خلال التعليمات والإرشادات الموجهة من خلال العاملين بالمركز واللوحات الإرشادية الموجودة بها.