إعلان

تصل إلى 20 ألف جنيه.. الأقصر تواجه السحابة السوداء بالغرامات في موسم حرق "قش القصب"

11:15 ص الثلاثاء 13 أكتوبر 2020

الأقصر– محمد محروس:

باتت ظاهرة حرق مخلفات الزراعة خصوصًا قش قصب السكر والتي تظهر في مثل هذا الوقت من كل عام في قرى محافظة الأقصر، تشكل خطرًا جسيًما على البيئة والصحة العامة للمواطنين، فضلاً عن تسببها في كوارث إنسانية في بعض الأحيان كما حدث في مركز إسنا في عام 2016 عندما أمسكت النيران بـ16 منزلًا بقرية ناصر.

رمضان صديق مدير مديرية شؤون البيئة بالأقصر، يقول إن المديرية عملت على هذا الملف في أكثر من اتجاه، ونظمت ندوات للمزارعين في الجمعيات الزراعية ومراكز الشباب للتوعية بمخاطر حرق المخلفات الزراعية على البيئة والزراعة في آن واحد.

يضيف صديق أن المديرية بالتعاون مع مديرية الزراعة ومن خلال بعض جمعيات المجتمع المدني في إطار مواجهة ظاهرة حرق مخلفات الزراعة، نفذت مشروع للاستفادة من حرق قش القصب بدلًا من حرقه، عبر توفير مفارم لفرم قش القصب وتحويله إلى علف للماشية، مشيرًا إلى أن هذه التجربة نجحت في بعض المناطق بأرمنت والطود.

وتابع مدير مديرية البيئة بمحافظة الأقصر، أنه جاري الاتفاق مع المفوضية الأوروبية لتوفير مزيد من المفارم لتعميم التجربة على مستوى المحافظة، لافتًا إلى أن المديرية تواجه ظاهرة حرق مخلفات الزراعة بالتوازي مع حملات التوعية بحزم شديد، ويجري تحرير محاضر للمخالفين وتوقيع غرامات عليهم تبدأ من 1000 جنيه وتصل إلى 20 ألف جنيه حسب جسامة المخالفة.

وأكدت أمل إسماعيل وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الأقصر، على المضي في طريق المواجهة القانونية من خلال تحرير محاضر وتوقيع غرامات على المخالفين بالتوازي مع الحل التنموي القائم على توعية المزارعين بأهمية تدوير قش القصب والمخلفات الزراعية، وتحويلها إلي أعلاف غير تقليدية أو سماد عضوي.

المهندس مصطفى سعد الخبير الزراعي، يقول إن مشكلة حرق قش قصب السكر على سبيل المثال لها عدة أسباب أهمها عدم وعي المزارع بالأضرار الناجمة عن حرق القش، وعدم معرفته بالطرق التى ترفع من قيمة القش الغذائية، واعتقاده بأن ناتج الحرق يفيد التربة، وعدم تعوده على تغذية حيواناته بقش القصب.

يضيف سعد أن حرق مخلفات الزراعة وخصوصا قش قصب السكر ينتج عنها أضرار بالغة منها على سبيل المثال غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون، وينتج أيضًا عن حرق المواد الملوثة مادة dioxin وهى مادة مسرطنة تنتشر أجزاء منها فى الجو و يتراكم الجزء الآخر فى الأرض الزراعية والمحاصيل الأخرى و مياه الشرب ما يزيد من الخطورة بالإضافة إلى موت الكائنات الحية المفيدة للتربه، وانخفاض نسبة الأكسجين في التربة.

أحمد عبده عبد الباسط نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين بالأقصر، يقول إن تجربة تدوير مخلفات زراعة القصب والموز في بعض مناطق محافظة الأقصر نجحت في الحد من ظاهرة حرق مخلفات الزراعة، وحققت مكاسب أولها استغلال الكميات الهائلة من بقايا القصب من قش وخلافه فى إنتاج الأعلاف التى أثبتت الدراسات أنها ذات قيمة غذائية أكثر من التبن لاحتوائها على نسبة من السكريات والكربوهيدرات أعلى من مخلفات القمح "التبن" كما شهدت بذلك مراكز بحوث الحيوان بوزارة الزراعة .

ويشير "عبدالباسط" إلى أن المشروع يساهم فى القضاء على السحابة السوداء الناتجة عن حرق القصب التي تمتد لفترة تزيد عن 6 أشهر هي موسم العصير وإنتاج السكر، كما أنه لا يتكلف كثيرا وإنما باستخدام آلة "درس القمح" المتوفرة لدى الفلاحين فى كل مكان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان