ليلة بكى فيها الكفيف.. "إيمان" تنهي حياتها في خدمة ذوي الاحتياجات بكفر الشيخ
كفر الشيخ - إسلام عمار:
كعادتها جلست "إيمان" في مقر الجمعية الخيرية، منهمكة في تسجيل المحاضرات العلمية بصوتها ليستطيع أصحاب الإعاقة البصرية سماعها، إلا أنها لم تكن تعلم أن ما شعرت به من تعب مفاجئ – تجاهلته في البداية – كان مقدمة لوداعها الحياة في مستشفى كفر الشيخ العام، لتترك وراءها من يبكي على فراقها.
"إيمان عبدالنبي عنتر السيد يوسف"، فتاة لم تتجاوز بعد عتبة ربيعها الـ21، كانت ضمن فريق عمل تطوعي، في جمعية "أشرقت" الخيرية لرعاية وخدمة المكفوفين، وفرعها تحت التأسيس بمحافظة كفر الشيخ، كما يقول زميلها في العمل التطوعي، سامح مجاهد صحصاح، مسئول الأبحاث بالجمعية.
وأضاف "صحصاح"، لـ"مصراوي"، "إيمان كانت تعمل على تسجيل محاضرات الدروس بصوتها، للمكفوفين، وتدون الكتابة بطريقة برايل الخاصة بهم، وشعرت بتعب شديد، ومع ذلك تحاملت على نفسها ورفضت الخروج دون الانتهاء من عملها"، متابعًا "زاد عليها التعب، وبناء عليه نقلت إلى مستشفى كفر الشيخ العام".
وتابع: "تواصلنا مع الدكتور لطفي عبد السميع، مدير مستشفى كفر الشيخ العام، ووقتها كان يتابع الحالة وتبين أنها كانت تعاني من انخفاض في ضغط الدم، أدى إلى تعرضها لهبوط حاد، وعقب حضور والديها أصرا على نقلها إلى طبيب خارج المستشفى ليتابع حالتها، وعقب التعامل معها طبيًا، عادت لمنزلها، بقرية محلة موسى، التابعة لمركز كفر الشيخ.
وأوضح: "بعد ذلك بدقائق عاودتها الآلام مرة أخرى فجرى نقلها إلى مستشفى كفر الشيخ العام، بعد نصائح من الطبيب المعالج لها، وبعد وصولها المستشفى لم تمر دقائق بسيطة حتى صعدت روحها إلى بارئها، لتدفن في مقابر أسرتها بقرية محلة موسى، بعد تشييع جثمانها في جنازة مهيبة بكى فيها المشيعون والمكفوفون".
واختتم صحصاح، حديثه لـ"مصراوي" قائلا: "ربنا يرحم إيمان ويدخلها فسيح جناته.. ربنا رزقها حسن الخاتمة وتوفيت أثناء عمل خيري للمكفوفين، وكانت تصر على الانتهاء منه رغم الإجهاد، لكن حب عمل الخير وخدمة الآخرين كانا سمة طبيعية لديها".
فيديو قد يعجبك: