كسرت حكر الرجال.. "منى" أول "طالع نخل" بالصعيد: قسوة أبي دفعتني للمستحيل -صور
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
قنا – عبد الرحمن القرشي:
بإرادة وبأس يضاهي الرجال، تتسلق منى القوصي ذات 43 عامًا، حافية القدمين، عشرات الأمتار فوق جذوع النخيل، لجني التمور بمركز قوص في جنوب محافظة قنا، من أجل أن تنفق على نفسها ووالدتها، خلال موسم جني التمور، رغم ما في هذه المهنة من خطورة ومشقة، قد يهرب منها بعض الرجال لصعوبتها.
قسوة الأب:
منى القوصي بدأت كلامها لـ"مصراوي" قائلة "بدأت هذه المهنة في سن 7 أعوام، بعد أن قرر والدي أن يتزوج بزوجة ثانية بعد مرض والدتي، ثم رفض الإنفاق علينا في قسوة بالغة.
وتابعت: "كانت قرية الحلة بمركز قوص تزدهر بها زراعة النخيل، فقررت حينها أن أتعلم كيفية طلوع النخيل بمفردي بعد أن راقبت أحد المزارعين، وعند الصعود تجمع العديد من الأطفال من أقراني، وبعد عدة محاولات نجحت في الصعود بشكل كامل وسط تصفيق الأطفال".
وأضافت منى: "مهنة طالع النخل، بهدف التسميد أو جنى التمور، تحتاج إلى رشاقة وسرعة كبيرة في صعود النخل، وأنا أفضل منذ صغري صعود النخل حافية القدمين".
مخاطر المهنة:
وأوضحت منى: "طالعة النخل، مهنة شاقة ومحفوفة بالمخاطر، وقد يدفع طالع النخل حياته خلال مهمة تسلق جذوع النخل، لذلك قبل صعود جذوع النخل ينبغي أن يتأكد طالع النخل من جودة المطلاع وهو عبارة مجموعة من الحبال المقواة والمربوطة ببعضها البعض، وأن يتأكد من عدم وجود ثعابين أعلى النخلة، قبل التسميد والجني، لابد أن يصطحب طالع النخل فأس أو منجل حاد حتى يتمكن من جني التمور، التي يربطها بالحبال ليستقبلها المزارعون بفرحة بالغة".
التجربة الصعبة
عن أصعب تجاربها، قالت منى القوصي: "منذ 5 سنوات خلال صعودي لنخلة بطول يتجاوز 30 مترا، فجأة سقطت النخلة بي، إلا أنني نجوت بأعجوبة دون أن أصاب بأي مكروه، بعد أن ظنت أنني سأفقد حياتي خلال هذه الواقعة".
التنمر
أوضحت منى القوصي أن الأجرة اليومية لها لا تتجاوز 50 جنيهًا في مزارع النخيل، ولا تلبي كافة احتياجات والدتها المريضة، ومطالبها الشخصية، إلا أنها تعاني من التنمر من أهالي قريتها وخاصة فئة الأطفال والمراهقين، فبات خروجها للشارع أمرا ثقيلا على نفسها، بسبب ملاحقة عبارات التنمر لها مثل: "يا واد يا بت - يا خنثى - مجنونة النخل" بل وبالغ البعض في القول أن بها "مس الجن" وذلك بسبب أن مهنة طالع النخل تقتصر في محافظات صعيد مصر على الرجال فحسب لمشقتها وصعوبتها التي لا تقوى عليها النساء وتعتبر مستحيلة عليهن.
وناشدت منى القوصي الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، بأن تتكفل الوزارة بعلاج والدتها القعيدة التي تعاني من عدة أمراض مزمنة، نظرا لحالتها المتأخرة، كما ناشدت محافظ قنا أن يوفر وظيفة لها بإحدى الجمعيات الزراعية نظرا لتقدمها في السن.
فيديو قد يعجبك: