إعلان

كل الوجوه منورة.. هذا ما تبقى بعد 8 سنوات من حادث "القطار 165" (فيديو وصور)

10:59 م الأحد 29 نوفمبر 2020
أسيوط ـ محمود عجمي:
8 سنوات مرت على كارثة تصادم قطار الصعيد رقم 165 (أسيوط - القاهرة) بأتوبيس مدرسي، كان يقل أكثر من 60 تلميذًا من معهد "نور الهدي الأزهري"، أثناء مروره بمزلقان قرية المندرة في مركز منفلوط، والتي تصدرت حينها عناوين الصحافة المحلية، واستقال على إثرها وزير النقل محمد رشاد المتيني، بعد قبوله استقالة رئيس هيئة السكة الحديد وتحويله للتحقيق.
50 طفلاً قضوا بينما أصيب 16 آخرين في واحدة من أبشع حوادث القطارات في مصر، والتي بقي من آثارها نصب تذكاري للضحايا أمام مدخل كوبري قرية الحواتكة، وروايات متناثرة بين الأهالي وأسر بعض الناجين، الذين تبدلت حياتهم بالكامل.
صاحب المقعد الخلفي
كان عمرو إبراهيم عبدالقادر في السادسة من عمره تقريبًا حينما وقع الحادث، الذي بالكاد نجا منه وحمل من ذكرياته كسر بالجمجمة، أفقده القدرة على تذكر أقربائه لـ 40 يومًا. "لا أتذكر سوى إني كنت جالسًا في مقعد خلفي حين بدأ كل شيء".
ولا يزال "عمرو" الذي يدرس حاليًا بالمرحلة الإعدادية، يعاني من خزل بالجانب الأيمن من جسده، ويخضع لعلاج طبيعي ونفسي، بعد مشاهد الفزع والرعب التي عاشها، وفق ما أوضح والده لمصراوي.
الدماء تغطي كل شيء
كانت الساعة تشير إلى 6:55 صباح يوم 17 من نوفمبر 2012​ حينما تعالت الصرخات التي أعقبت دوي ارتطام القطار بالأتوبيس، حينها كان عبدالرحيم حمادة العبد في المرحلة الإعدادية، وكغيره من أهالي القرية ركض نحو أصوات الصراخ الآتية من مزلقان المندرة "رأينا أشلاء متناثرة على القضبان بينما كان مشهد الدماء يغطي كل شيء حولنا".
أغلب شباب ورجال القرية تجمعوا لنقل الأطفال المصابين إلى المستشفيات، وكان "عبدالرحيم" وأعمامه يبحثون عن قريبه الطالب أحمد سعد، الذي أنقذه من مصير باقي زملائه الخمسين أنه جلس بمقعد خلفي في الأتوبيس. ويدرس "أحمد" حاليًا بالصف الثاني الثانوي.
غفوة قبل الكارثة
لا يدري أحمد سعد حسين حتى اليوم لماذا كانت أرقام لوحة سيارة مدرسته (3032) آخر ما نظر إليه قبل صعوده الدرج إلى داخل الأتوبيس "سلمت على أصحابي ثم جلست على مقعدي وغرقت في النوم ولم أستيقظ إلا وأنا مصاب بنزيف في المخ والكبد على سرير المستشفى الجامعي.. لن أنسى زملائي في الصف الثالث الابتدائي وضحكاتهم ومزاحنا".
يدرس "أحمد" حاليًا في الصف الثاني الثانوي العام (القسم العلمي)، يحاول أن ينسى ما عاشه من مأساة، ويعزي نفسه بالاجتهاد وأمل الالتحاق بكلية الطب "عايز أفيد أهل قريتي وأعوضهم شوية عن اللي بيعيشوه".
كل الوجوه منورة
أمام النصب التذكاري لضحايا الحادث​في مدخل قرية الحواتكة، ذكر أسامة عبدالعظيم أحمد -وكان ممن شهدوا الحادث- الطالب عاصم زكريا الذي انتقل بعد نجاته للعيش مع أسرته في القاهرة.
قال "أسامة": "عاصم شاب متفوق يدرس حاليًا في مرحلة التعليم الثانوي، وهو حافظ للقرآن.. أعتقد أن لوالده الشيخ زكريا دور كبير في تأهيله نفسيًا لتجاوز هول ما شاهده.. ده شاف الموت بعينيه وكان لسه في الابتدائية".
حاول مصراوي التواصل مع عاصم، إلا أن والده الشيخ زكريا رفض الحديث عن الحادثة، التي لا يزال ابنه يتعافى نفسيًا من آثارها.
وعبر صفحته الشخصية بـ "فيسبوك"، كتب عاصم راثيًا معلمته التي راحت ضحية من تلاميذها يوم الحادث: "كانت بتعاملني كابن ليها، وكل يوم لازم تسمع لي اللي حفظته من القرآن في الأتوبيس".
بينما اكتفى عصام في ذكره يوم الحادث، في تدوينته، بجملة "فجأة برد شديد ولقيت الوجوه كلها منورة.. والله كانوا كأنهم ملايكة.. فجأة مشيتوا من غير مقدمات.. الله يرحمك مس آيات.. الله يرحمكم كلهم".
وكانت محكمة مستأنف جنح منفلوط، أغلقت قضية القطار 165 في حكمها الصادر يناير 2014، بالسجن 10 سنوات لعامل المزلقان "حسين.ع" وعامل البلوك "سيد.ع"، لإهمالهما في حادث المزلقان. والذي راح ضحيته أكثر من 50 طفلا من تلاميذ معهد نور الإسلام الأزهرى.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان