"بـ 100 رجل".. نسمة تبيع العسل وتوصل البنات وتصور الأفراح لإعالة أطفالها (صور)

الشرقية - فاطمة الديب:

سطرت "نسمة" ابنة مدينة ديرب نجم في محافظة الشرقية مثالاً يُحتذى به في مواجهة الظروف والقدرة على الصمود والنجاح بأقل ما توفر من إمكانات، بعدما أهمل زوجها واجبه الأسري وسافر دون عودة، تاركًا إياها وثلاثة من الأطفال، فكانت الأب والأم معًا.

"تخرجت في كلية نظم المعلومات وعندي 3 أولاد ومنفصلة، لكن عمري ما لعنت الظروف"؛ قالت نسمة أحمد فرج، التي روت لـ"مصراوي"، كيف واجهت الظروف الصعبة وتغلبت عليها حتى أصبحت مثالاً للمدافعة عن صغارها.

تزوجت نسمة قبل 14 عامًا وكانت حياتها الزوجية هادئة، رُزقت خلالها بتوأم (علي وياسمين)، يبلغان حاليًا 12 سنة، ثم ساندي (5 سنوات)، إلا أن الحال تغيرت منذ 6 سنوات، حسبما أوضحت لمصراوي "جوزي سافر السعودية وسابني وبعدها والده توفى وأخوه أخد الشقة اللي كنا عايشيين فيها أنا والولاد، ولما سألته يرجع قال نازل ومن وقتها ما جاش، ومن سنتين طلبت الطلاق لما عرفت إن ما فيش أمل في رجوعه، وإنه متجوز هناك ومش هيرجع".

تعمل نسمة حاليًا في ثلاث وظائف حرة اكتسبت مهاراتها بدافع أمومتها "بشتغل ايه! ببيع عسل نحل ووجبات بيتي وعندي مشروع صغير اسمه (تاكسي البنات)".

احترفت نسمة التصوير قبل ست سنوات "كنت في زيارة لزوجي في السعودية من حوالي 6 سنين، ووقتها اشتغلت في التصوير واتعلمته هناك، ولما غاب عننا بقيت أعمل أكل بيتي وأبيعه للناس، وأجيب عسل نحل وألف أبيعه على المحلات والناس، لغاية ما الظروف رخمت وحصل الطلاق".

عملت نسمة أيضًا في حملة التعداد السكاني، إلى جانب عملها في بيع الطعام والعسل، حتى تمكنت من شراء كاميرا "أخدتها بمقابل معقول ومستعملة من واحدة صاحبتي وبقيت أصور أفراح، لكن بصراحة اللي جاي ما كانش مكفي لغاية ما كنت في مرة بدردش مع جارتي وأقنعتني أشتري منها عربيتها المركونة (فيات 132) بالقسط، وبعدها عملت مشروع تاكسي البنات، وبقيت أوصل البنات بس والأجرة زيها زي التوكتوك عندنا في ديرب نجم".

قالت نسمة إنها عانت كثيرًا طوال رحلة عملها منذ غياب زوجها، لكنها لم تعرف اليأس يومًا رغبة في حياة أفضل لأولادها، الذين ألحقتهم بمراحل التعليم "التوأم في الصف الأول الإعدادي والصغيرة تستعد للالتحاق بالصف الأول الابتدائي"؛ أوضحت نسمة، وأضافت: "عمري ما هقصر معاهم بس نفسي في شقة بدل الإيجار وعربية ما تعطلش بيا كل شوية".​