لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"السمسمية" تترنح أمام طوفان المهرجانات في السويس

05:42 م الجمعة 21 فبراير 2020

السويس- حسام الدين أحمد:

لعقود كثيرة، ظلت موسيقى وأغاني السمسمية، سمة مميزة للاحتفالات في السويس، كونها فلكلورًا تتميز به المدن الساحلية، وسمة مميزة لأفراح السوايسة، وارتبطت بشكل وثيق بالمقاومة والحرب والنصر.

ومع تغير الأوقات وأشكال الفنون الموسيقية، ووصول طوفان أغاني المهرجانات، تراجعت موسيقى السمسمية، وقل الاستعانة بها لرسم البهجة على وجوه المدعوين في المناسبات المختلفة، وباتت تبث في المناسبات على استحياء.

في البداية يقول يوسف نور، ممثل مسرحي إن أغاني التراث والسمسمية، تأثرت مع بداية ظهور الـ "دي جي"، وقل الاعتماد على فرق السمسمية التي تحيي الأفراح، وبمرور الوقت وظهور أغاني المهرجانات زاد التأثير وتراجع حضور "السمسمية" سواء الآلة أو الأغنية، في ظل الانتشار السريع للمهرجانات.

وأضاف "نور" أن الحل ليس في إزاحة أو منع أغاني المهرجانات، وإنما في إظهار الفن الجميل مرة أخرى، والأخذ بيد كل من يقدم فن راقي ويمتلك الموهبة الحقيقية، وإعادة برامج التليفزيون التي كانت تركز على التراث الفني والفلكلور.

بينما يقول محمد السيد، عامل بكافية، إن المهرجانات طغى حضورها في الأفراح والمناسبات السعيدة، وأصبح الاعتماد عليها رئيسي في تحريك الحاضرين ودفعهم للرقص والتفاعل.

ووصف "السيد" المهرجانات بدس السم في العسل، عن طريق كلمات المهرجان الخارجة والتي يسمعها الشباب والأطفال بشكل يومي، وأصبح ترديد الكلمات البذيئة والأوصاف التي يحتويها المهرجان أمر عادي.

"عيل أصغر من ابني بيناديني ويقولي يا صاحبي تعالى".. هكذا استكمل عامل الكافية الذي تخطى الأربعين من عمره، موقف لطفل كان يجلس على المقهى الذي يعمل به، وأرجع ذلك إلى ثقافة كلمات المهرجانات.

أما حنفي البنا، فيقول إنه قبل 10 سنوات، كانت السمسمية هي المسيطرة على المشهد في الأفراح، وهناك أغاني بعينها يطلبها الجمهور من الفرقة المؤدية، وبمرور الوقت اندثر هذا الفن الجميل أمام انتشار المهرجانات.

وأكد البنا، أن العودة للفن الراقي أمر مرهون بالمواطن، فالفن أصبح سلعة تنتشر بالإقبال عليها، وإذا قاطع الجمهور تلك الأغاني ستختفي بمرور الوقت، أما إذا استمر التشجيع وتشغيلها في المناسبات فسيصبح الفلكلور مجرد ذكرى جميلة، في ظل الاعتماد على الأجهزة الحديثة والتكنولوجيا في انتشار المهرجانات، التي وصفها "البنا " بأنها "كورونا" الفن المصري.

أما تامر ريكو، مدير فرقة لموسيقى السمسمية في السويس، فيقول إنه لا يتعرض على موسيقى المهرجانات فالموسيقي فن وذوق، تلعب وفق الحروف السبعة المعروفة، وإنما اعتراضه هو على كلمات الأغاني: "مينفعش طفل صغير يغني ويقول الألفاظ اللي بنسمعها في المهرجانات".

وأشار "ريكو" أنه لا يمكن تجاهل أن الحالة المادية أثرت بشكل كبير في انتشار أغاني المهرجانات في الأفراح ويوضح: "حنة السمسمية تكلف 4 آلاف جنيه أجرة الفرقة والمطربين وممكن بربع المبلغ استعين بدي جي، يشغل شعبي ويحرك الحنة أو الفرح".

وأضاف: "أثر الأمر ماديًا على المطربين والعازفين أنفسهم، فمطرب السمسمية الذي كان يقدم أغنياته ومعه الفرقة أصبح الآن يستعين بـ "فلاشة" عليها الأغاني كاملة ومسجلة، في الاستوديو مرة واحدة لتحل محل 14 عازف وتسمع الحاضرين في الأفراح موسم كامل.

واستطرد "ريكو" أنه إذا أردنا أن نقاوم انتشار المهرجانات فعلينا فتح قصور الثقافة، وإحياء دور فرق القومية في المحافظات، وعلق "فرقة السويس للفنون الشعبية كانت ليها اسم وتخوف أي فرقة منافسة لها في المسابقات، لكن قلة الدعم وإهمال الفرقة ساهم في تراجعها.

يقول أحمد سعيد، إن أغاني المهرجانات، أثرت على الجيل الصاعد وجعلته ينسى أو يتناسى الفلكلور الشعبي والتراث، وأصبح هذا الجيل لا يعرف سوى إيقاع المهرجانات.

وأيد "سعيد" قرار الفنان هاني شاكر نقيب الموسيقيين، والذي يرى أنه سيساهم في الحد من انتشار هذا اللون من الغناء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان