من "بابجي" إلى مستشفى السرطان.. قصة "علاء الدين وإياد" حديث مواقع التواصل -صور
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
الإسكندرية – محمد عامر:
واجه الجميع صعوبة في رسم البسمة على وجه "إياد" في حفل عيد ميلاده العاشر، فآلام السرطان أقعدته على كرسي متحرك ووفاة جدته قبل شهور صدمة أخرى لم يستطع الطفل تجاوزها، وبينما تبذل والدته وباقي أفراد العائلة قصارى جهدهم لإسعاده بعشرات الهدايا وتورتة عيد ميلاد على شكل لعبته الإلكترونية المفضلة "بابجي"، جاء "علاء الدين"؛ ليتبدل حال "إياد" في دقائق.
"مصراوي" رصد قصة "إياد" وصديقه "علاء الدين"، وتحدث إلى الشاب الذي أدخل البسمة على قلب الطفل الصغير، خلال السطور التالية.
في أحد الكافيهات بشاطئ سيدي جابر شرقي الإسكندرية، حيث يقام حفل عيد الميلاد، علت الدهشة الوجوه، الجميع يتساءل: "من هذا الغريب الذي استطاع أن يعيد البسمة والسعادة لوجه إياد؟".
طفل بدرجة بطل
الحزن عرف طريقه إلى قلب الطفل "إياد" عندما فرق الموت بينه وبين جدته التي كان يحبها، وظل طويلا يسأل عنها مناديا باسمها، مطالبًا برؤيتها، رغم أنه يعلم أن من يموت لا يعود أبدًا.
طرق الحزن من جديد قلب الطفل الصغير، ولكن هذه المرة كان وحشًا كاسرا مصحوبا بآلام يئن الكبير منها، عندما شخص الأطباء إصابته بسرطان العظام من النوع النشط.
ومن الإسكندرية إلى فرع مستشفى سرطان الأطفال "57357" بمدينة طنطا، واجه الصغير السرطان بطلاً لا تهزمه جرعات الكيماوي والعمليات الجراحية.
علاء الدين يظهر في "بابجي"
على سرير المرض تقمص "إياد" دور المحارب حاملا كل أسلحته، عازما على الانتصار على وحش السرطان؛ ليجد ضالته في لعبة "بابجي" الشهيرة.
وفي اللعبة الإلكترونية التي تتطلب اللعب فريقًا، تعرف "إياد" على "علاء الدين"، 30 عامًا، من مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، حتى أصبح صديقه المفضل رغم فارق السن بينهما.
تبادل الصديقان أرقام الهواتف المحمولة، وصارا صديقين، على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حتى علم "علاء الدين" بمرض إياد من صديق مشترك بينهما، وقتها تحولت الصداقة من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع.
"السوشيال ميديا يتحدث عن جبر الخواطر"
من سار بين الناس جابرًا للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر.. هكذا نشرت "سميرة"، والدة إياد، قصة ابنها مع صديقه عبر صفحتها على "فيسبوك"؛ لتلقى عشرات الآلاف من علامات الإعجاب والمشاركة، وتصبح حديث "السوشيال ميديا".
وكتبت والدة إياد: "دا واحد بيلعب مع إياد بابجي على النت.. أياد بيحبه ومتعلق بيه جدًا وإحنا منعرفهوش، ولا تربطنا به أي صلة.. يوم عيد ميلاد إياد سافر من كفر الشيخ لإسكندرية عشان بس يفرحه ويحضر عيد ميلاده".
موقف آخر عن جابر الخواطر، روته والدة إياد: "عندما تغيب إياد يومين عن الإنترنت اتصل علاء الدين بوالده للاطمئنان عليه.. وقتها أخبره والده أنه محجوز بالمستشفى للحصول على جرعة كيماوي.. ولا يوجد تغطية بشبكة المحمول داخل غرفته".
وتضيف الأم أنهم فوجئوا بصديق ابنهم يزورهم بالمستشفى حاملا معه "لاب توب" مُحمَّلاً عليه ألعاب وأفلام، قائلا: "خليه مع إياد لغاية ما يخرج من المستشفى علشان يسليه.. إياد قبل ما ييجي كان نايم طول الوقت ومزاجه مش رايق".
علاء الدين يتحدث لـ"مصراوي"
علاء الدين السيار، 30 عاما، من برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ، يعمل منذ سنوات "كاشيرًا" بمطعم في السعودية، وتنتهي إجازته قريبًا؛ ليسافر مرة أخرى بعد إنهاء بعض الأوراق المتعلقة بالتأشيرة.
"صداقتي بإياد مش موضوع غريب دا طبيعي.. اليوم اللي بزور فيه إياد بيكون أسعد يوم ليا".. هكذا قال "علاء الدين" لـ"مصراوي"، مشيرًا إلى أنه تعرف على صديقه الصغير قبل نحو شهر ونصف الشهر فقط من خلال لعبة "بابجي".
يتذكر علاء الدين عندما كان يطلب منه إياد مساعدته في أداء بعض المهمات داخل اللعبة الشهيرة، قائلا: "كنت كل مرة بلقيه أون لاين كنا نلعب مع بعض لغاية ما بقينا أصدقاء وتبادلنا أرقام الهواتف".
"إياد بيحبك جدًا.. وعلى فكرة هو بقاله فترة مش أون لاين علشان مريض بالسرطان".. كلمات خفق لها قلب علاء الدين حزنا على صديقه الصغير؛ ليقرر زيارته إلا أن إياد سبقه ودعاه إلى عيد ميلاده.
ويضيف علاء الدين: "في عيد الميلاد الكل كان مستغرب من الغريب اللي غير حال إياد وفرحه.. ونساه حزنه على وفاة جدته.. دعمي لإياد معنوي فقط".
لم يتوقع علاء الدين أن تلقى قصته مع إياد كل هذا الاهتمام على السوشيال ميديا، لافتا إلى أنه طلب من والدة إياد حذف ما كتبته على فيسبوك عن دعمه لإياد إلا أنها ردت عليه:" سيب الناس تدعي له بالشفاء".
فيديو قد يعجبك: