لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قدمت لبلادها ضابطًا وطبيبًا.. "مصراوي" يرصد رحلة كفاح الأم المثالية بالقليوبية

06:58 م الثلاثاء 17 مارس 2020

القليوبية - أسامة علاء الدين:

قصص كفاح الأمهات مليئة بتفاصيل تسطر كل معاني الكفاح والصبر على الابتلاء، ومن بين هذه القصص ما سطرته لواحظ لبيب محمود سالم، الأم المثالية في القليوبية ضمن مسابقة وزارة التضامن الاجتماعي للعام 2020.

انتقل "مصراوي" إلى مدينة بنها والتقى السيدة لواحظ، التي روت كيف تمكنت خلال رحلة تربيتها ابنيها، من تحدي العديد من الصعاب، حتى أخرجت لبلدها رجلين صالحين، أحدهما يعمل مهندسًا في المؤسسة العسكرية، والآخر طبيبًا.

تبلغ لواحظ لبيب محمود سالم 77 عامًا، وقد بدأت رحلتها الشاقة مع ابنيها قبل 47 عامًا تقريبًا.

"أنا من مواليد محافظة المنوفية عام 1943، وأنا حاصلة على دبلوم المدارس الفنية من شبين الكوم بتاريخ 1960"؛ قالت الحاجة لواحظ، التي تزوجت في عمر 21 عامًا، وبالتحديد في العام 1964.

"كنت صغيرة وقتها ولكن العادة في ذلك الوقت أن تتزوج الفتاة فور حصولها على الشهادة، وكان زوجي مدرسًا بمحافظة كفر الشيخ، فانتلقت معه للإقامة هناك"؛ أضافت الحاجة لواحظ، التي عُرف عنها أنها كانت مشجعة لزوجها في مسيرته المهنية التي أوصلته للترقي إلى مدرس ثانوي، ثم الحصول على إعارة إلى دولة السودان في العام 1967.

في العام 1968، مرت الحاجة لواحظ وزوجها بأول اختبار صعب، كما أوضحت لمصراوي، وأضافت: "فقدنا أول مولود لنا (أحمد) بسبب مرض لم ينجو منه، وتوفي عن عمر عام، وجرى دفنه في السودان، ثم رزقنا الله بثاني الأبناء (خالد) في عام 1971 بالسودان أيضًا، ثم الابن الثالث (محمد) في العام 1972".

توالت الظروف الصعبة على الحاجة لواحظ بعد أن أصيب زوجها بالبلهارسيا وتليف الكبد، إذ بدأت الأسرة رحلة علاج مريرة، أنهكتها ماديًا ومعنويًا، في ظل إمكانات صعبة داخل السودان، كما لفتت الحاجة لواحظ، التي تابعت في حديثها لمصراوي: "إجازات زوجي كانت محدودة، وكنا نستغلها في الذهاب إلى المستشفيات بمصر للحصول على العلاج، إلى أن انتهت تلك الرحلة المريرة بوفاته في شهر رمضان الكريم في إحدى مستشفيات شبين الكوم عام 1973".

لم تيأس الزوجة المترملة وبدأت رحلة أخرى من الصمود لتربية ابنيها "حينما توفي زوج كان عمر ابني الأكبر سنتين وعشرة أشهر، والأصغر عشرة أشهر، ولم أكن أملك من النفقات سوى معاش صغير حصلت عليه بعد وفاة زوجي"؛ قالت الحاجة لواحظ، التي رفضت الزواج مرة أخرى، وقررت التفرغ لإعالة وتربية ابنيها.

بعد رحلة بحث طويلة تمكنت الحاجة لواحظ من العمل في فرع جامعة بنها بالزقازيق "كنت أسافر يوميًا، وتحملت مشقة السفر من أجل أبنائي، وبعد مرور سنوات طويلة من الكفاح حصل ابني الأكبر على الثانوية العام، وكان ترتيبه الرابع على محافظة القليوبية، ليلتحق طبقًا للتنسيق بكلية هندسة شبرا ويقدم أوراقه للقبول بالكليات العسكرية".

تكللت رحلة كفاح الحاجة لواحظ في العام 1990 بحصول ابنها الأصغر على الثانوية العامة، ليلتحق بكلية طب بنها "وفي عام 1993 تخرج ابني الأول من الكلية الفنية العسكرية بتقدير امتياز، وكان من أوائل دفعته والتحق كضابط مهندس بصفوف القوات المسلحة وهو حاليًا عميد مهندس بالقوات المسلحة، بينما تخرج ابني الأصغر عام 1997 كطبيب وحصل على الماجستير، وحاليًا يعمل مديرًا بأكبر معامل التحاليل الطبية في بنها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان