إعلان

تزامنًا مع يوم المرأة.. علي جمعة يدلل على مكانة المرأة في نصوص الشرع من القرآن والسنة

02:00 ص الأحد 08 مارس 2020

الدكتور علي جمعة

كـتب- عـلي شـبل:

تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة الموافق اليوم 8 مارس من كل عام، أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن قضية المرأة وحقوقها احتلت مكانة كبيرة بين الموضوعات المثارة على الساحة الفكرية والإعلامية في العصر الحديث، والتي يظن بعضهم أنها نقاط ضعف في الإسلام، وقد تسبب عرضها بشكل مجتزأ للخلط والإساءة للإسلام وحضارته.

وأشار فضيلة المفتي السابق إلى اعتقاد المسلمين أن الله تعالى خلق المرأة والرجل من نفس واحدة، فهما معًا يكونان الجنس البشري الذي كرمه الله، وذلك لإيمانهم بكلام ربهم، مستشهدا بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} وقوله سبحانه : {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} وقوله تعالى : {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا } وقوله تعالى : {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا}.

واضاف جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، أن المسلمين يعتقدون أنه لا يوجد تمييز لنوع على نوع، وأن معيار التفضيل عند الله هو بقيمة كل إنسان سواء كان ذكرا أو أنثى، فقيمته وصلاحه وتقواه هي المعيار المعتبر عند رب العالمين، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.

وتابع عضو هيئة كبار العلماء أن المسلمين يعتقدون أن المرأة والرجل سواء في التكليف أمام الله، في الثواب والعقاب، وذلك لأنهم آمنوا بكلام ربهم حيث قال : {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} وقال سبحانه : {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}.

وأشار فضيلة المفتي السابق إلى تأكيد النبي الكريم ﷺ على ذلك المعنى حيث أوصى بالنساء فقال : « استوصوا بالنساء خيرًا ». وفي بيان المساواة بينهما في أصل العبودية والتكاليف الشرعية قال ﷺ : «إن النساء شقائق الرجال».

وأكد جمعة أن الإسلام اعتنى بالمرأة في في كل أطوار حياتها، ويتضح هذا الاهتمام منذ طفولتها فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال : «من عال جارتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو , وضم أصابعه».

كما نهى رسول الله ﷺ أن يفضل الذكر على الأنثى -كما كانت عادة العرب- في التربية والعناية, فقد قال ﷺ: «من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده يعني الذكور عليها أدخله الله الجنة».

وضرب عضو هيئة كبار العلماء مثلا بما ورد عن أنس رضي الله عنه «أن رجلا كان جالسًا مع النبي ﷺ فجاء ابن له فقبله وأجلسه في حجره, ثم جاءت بنته فأخذها فأجلسها إلى جنبه فقال النبي ﷺ : «فما عدلت بينهما».

وكتب جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك:

ما مر يبين مكانة المرأة في نصوص الشرع الإسلامي من القرآن والسنة، وإذا نظرنا إلى الواقع التاريخي الذي عاشه المسلمون نعلم أن هناك نساء كثيرات أثرن في مسيرة الأمة الإسلامية، وساهمن في رفعة مجدها في جميع المجالات، ولقد بدأ الدور النسائي في المسيرة الإسلامية مبكرًا جدًا، فالمرأة هي أول من آمن بالنبي ﷺ، والمرأة هي أول من استشهد في سبيل الله، والمرأة هي أول من هاجرت إلى الله ورسوله مع زوجها بعد نبي الله لوط عليه السلام، وقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها أحب الناس إلى النبي ﷺ.

فالسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها هي أول من آمن بالرسول وصدقه، غير أنها زادت على ذلك فقد كانت ملاذاً له ﷺ ومأمناً ومطمئنة له، بل ونصرت النبي ﷺ بمالها ورزقه الله منها الولد، ولقد سمى النبي ﷺ عام فراقها له بعام الحزن.

وكانت السيدة سمية بنت خياط زوج ياسر والد عمار هي أول شهيدة في الإسلام، وكانت أقوى من ولدها الشاب حيث رفضت سب النبي ﷺ والنطق بكلمة الكفر في سبيل نجاتها وأظهرت التمسك والإيمان بدينها وبنبيها حتى استشهدت رضي الله عنها.

وكانت السيدة رقية بنت سيدنا رسول الله ﷺ هي أول مهاجرة في سبيل الله مع زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنها.

وكانت السيدة فاطمة والسيدة عائشة رضي الله عنهما من أحب الناس إلي النبي ﷺ فقد « سئل ﷺ من أحب الناس إليك قال : فاطمة» ، وكذلك السيدة عائشة رضي الله عنها فقد روى أنس رضي الله عنه قال : « قيل يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال : «عائشة» قال : من الرجال ؟ قال : أبوها».

ولم تقتصر مكانة المرأة في الإسلام على كونها أول مؤمنة في الإسلام، وأول شهيدة، وأول مهاجرة، وأحب الناس إلى النبي ﷺ، بل تعدت مكانتها ذلك عبر العصور والدهور، فحكمت المرأة، وتولت القضاء، وجاهدت، وعلمت، وأفتت، وباشرت الحسبة .. وغير ذلك الكثير مما يشهد به تاريخ المسلمين.

ولا نقصد بحكم النساء للبلاد أن يكن لهن التأثير والنفوذ وتسيير الأمور عن طريق زوجها الحاكم أو ابنها أو سيدها، فهذا الشكل لا يحصى وقد كثر في الدولة العباسية خاصة بشكل كبير بداية من الخزيران بنت عطاء زوجة المهدي العباسي وأم بنيه الهادي وهارون وقد توفيت سنة 173 هـ؛ مروراً بقبيحة أم المعتز بالله (ت 264)، وفاطمة القهرمانة (ت 299)، وأم موسى الهاشمية قهرمانة دار المقتدر بالله، وأم المقتدر بالله شغب (ت 321) وغيرهن الكثير مما لا يحصى ولا يعد، إنما نعني من حكمن البلاد وبعض الأقطار الإسلامية بطريقة مباشرة وواضحة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان