إعلان

وصية زوجة ورسالة مكلوم.. حكاية أسرة زارها كورونا بالموت في العزل

05:51 ص الجمعة 10 أبريل 2020

مستشفى العجمي العام

دمياط - محمد إبراهيم:

لا يزال وباء كورونا على مستوى العالم يحصد أرواحًا تترك خلفها قصصًا تحكي عن الألم والفراق الذي رافق الموت في زيارته عائلات أجبر الفيروس المتفشي أفرادها على الرحيل فرادى دونما حتى وداع.

في الأيام الأخيرة من مارس الماضي، شعرت "فاطمة" بأعراض تشبه النزلة الشعبية، فأخبرت زوجها وقررا سويًا التوجه إلى الطبيب في مدينتهما دمياط، لإجراء فحص الأشعة، خوفًا من انتشار فيروس "كورونا" المستجد.

لم تدرك الزوجة -أم الأطفال الثلاثة- أنها أصبحت بين المصابين بالفيروس، وهي في أشهر حملها، لكنها وجدت زوجها إلى جوارها يشد من أزرها ويوصيها بالعلاج في مستشفى العزل بالإسماعيلية، والالتزام بنصائح الأطباء.

لم يمر الكثير، وساءت حالة السيدة الثلاثينية التي دخلت العناية المركزة، فوجدت آلاف الأشخاص يدعون لها وينظمون حملات استغفار جماعي، بعد أن ناشد زوجها رواد مواقع التواصل الدعاء.

والخميس وأثناء نقله من مقر الحجر في العجمي إلى حجر أبي قير، تلقى الزوج المبتعد بفعل العزل عن زوجته خبر وفاتها جراء إصابتها بتبعات الفيروس، بعد يومين فقط من وفاة طفلتهما الرضيعة التي وضعت قبل أسبوع، لتترك الأسرة رسالة من الزوج ووصية من الزوجة أثارتا أحزان من تابع قصتهما.

كتبت "فاطمة" في مارس الماضي: "الوصية الأولى والأخيرة: حين اتوفى سامحوني واستروا عيوبي، وادعو لي بالرحمة وتذكروا الصحبة ولو أني أخطأت، وانسوا خطأي واذكروا أجمل صفاتي". وأضافت: "لا أعلم بأي ساعة كتب لي انقباض روحي، بجناتك اللهم ارحمني يوم يصلون علي صلاة لا ركوع لها".

أما الزوج المكلوم، فكتب بعد رحيل شريكته في أول تعليق على مصيبته: "سبحان الله ينزل قرار النهاردة بنقلي من الحجر في العجمى للحجر في أبو قير وبمجرد دخول عربات الإسعاف ساحة مستشفى العجمي للاستعداد لنقلي بعيدًا عنها، يأتيني خبر وفاتها في نفس اللحظة، وكأنها ظلت إلى جواري ورحلت عندما أذن الله لي بالرحيل عنها".

وأضاف الزوج: "اللهم إني حرمت السير في جنازتها وحرمت زيارتها في مرضها وحرمت صلاة الجنازة عليها اللهم سخر لها عبادًا من لدنك يصلون عليها صلاة الغائب حتى تضج السموات بدعائهم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان