"وداعًا حبيبة القلب".. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة "فاطمة" ضحية كورونا
الإسكندرية– محمد البدري:
لحظات عصيبة عاشها الدكتور شادي أبو يوسف، داخل مستشفى العجمي المركزي، بعد رحيل شريكة في الحياة والمرض "فاطمة" التي كانت محتجزة في العناية المركزة بالمستشفى، جراء إصابتها بفيروس كورونا المستجد، لتلحق برضيعتها التي توفيت منذ يومين إثر ولادة متعثرة.
قبل ساعات من تدهور الحالة الصحية لفاطمة، كان الزوج المكلوم يستعد للانتقال من مستشفى العزل إلى مقر طبي آخر مخصص لرعاية الحالات المستقرة بمنطقة أبو قير، بهدف إتاحة الفرصة للحالات الحرجة والأولى بالرعاية في العجمي، إلا أن القدر لم يمهل الزوج الكثير من الوقت قبل ان يجري الإعلان عن وفاة شريكة عمره أثناء مغادرته المستشفى.
"كأنها ظلت إلى جواري ورحلت عندما أذن الله لي بالرحيل" هكذا عبر الدكتور شادي عن ألمه لفراق زوجته التي رافقها طوال فترة إقامتها بالمستشفى بعد تأكد إصابته هو الآخر وخضوعه لتلقى الرعاية بمقر الحجر الصحي، مشيرًا إلى أنه كان قد جرى إخطاره قبل وفاتها بلحظات بقرار نقله لمقر رعاية آخر بمنطقة أبو قير شرقي الإسكندرية بعد استقرار حالته، إلا أنه بمجرد دخوله سيارة الإسعاف للتحرك فوجئ بنبأ وفاة زوجته.
تلقى الزوج نبأ وفاة شريكة عمره بمزيد من الألم الذي عاش مثله قبل يومين مع علمه بوفاة رضيعته، وطلب منه أحد أفراد الطاقم الطبي بالمستشفى العودة مرة أخرى إلى غرفة العناية المركزة لإلقاء نظرة الوداع على زوجته الراحلة، ليظل بجوارها في لحظة خاصة استمرت للحظات وجه خلالها إليها كلمات غير مسموعة لوداع شريكة عمره، قبل أن يجري نقله بسيارة إسعاف إلى مقر رعايته الجديد وفقا للإجراءات المتبعة.
"فاطمة" كان جرى نقلها لمستشفى العزل بالعجمي قبل نحو 20 يومًا لتلقى الرعاية الصحية بالمستشفى جراء إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وكانت حاملا في الشهر السادس، ومع تدهور الحالة الصحية للأم جرى إجراء عملية ولادة قيصرية طارئة خرجت بعدها الرضيعة إلى حاضنة مجهزة إلا أن مؤشراتها الحيوية كانت ضعيفة للغاية نظرا لولادتها في ظروف حرجة قبل موعدها المحدد ما تسبب في تدهور صحتها حتى أعلنت وفاة الرضيعة قبل رحيل أمها بيومين.
"هي حبيبة القلب ورفيقة العمر" هكذا دأب شادي على وصف زوجته فاطمة، ووفقًا لعاملون بمستشفى العزل، كان الزوج ملازمًا لشريكة عمره منذ اللحظات الأولى لمرضها حتى بعد تشخيصها كمصابة بالفيروس، حيث أصر على أن يكون بجانبها حتى جرى إيداعها بالعناية المركزة لتتأكد بعدها إصابته هو الآخر ليرافقها داخل مستشفى العزل حتى لحظة وفاتها.
وفي كلمات مقتضبة رثى الزوج المكلوم زوجته قائلًا: "لطالما طلبت من الله أن يجعلني أعيش حياة طويلة وصادقة، لكن لم يخطر ببالي أنني سأعيش اليوم الذي أشهد فيه دفن زوجتي الحبيبة، ولكن عزائي الوحيد أن الآن لديها حياة أفضل ورفاق أفضل إن شاء الله."
إقرأ أيضا
أسرة "ضحية كورونا" تتسلم جثمانها من مستشفى العجمي تمهيدًا لدفنها في دمياط
وصية زوجة ورسالة مكلوم.. حكاية أسرة زارها كورونا بالموت في العزل
"سامحوني".. ننشر وصية سيدة "ضحية كورونا" في دمياط
فيديو قد يعجبك: