لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الدكتورة سونيا.. جثمان رفضته قريتان وأيقونة خلدتها أزمة كورونا بالدقهلية

09:56 م الأحد 12 أبريل 2020

وضع اسم الدكتورة سونيا عبدالعظيم على مدرسة قريتها

الدقهلية - رامي محمود:

مأساة إنسانية عاشتها محافظة الدقهلية على مدار يومين من الجدل بسبب رفض أهالي بقرى البهو التابعة لمركز أجا دفن جثمان الدكتورة سونيا عبد العظيم عارف (64 سنة)، إحدى ضحايا فيروس كورونا، والتي توفيت بمستشفى الحجر الصحي في أبو خليفة بالإسماعيلية، ومُنع ذويها من دفنها حتى تدخل الشرطة وألقت القبض على 22 شخصًا من مثيري الشغب المعترضين على دفنها بقريتها خوفًا من انتقال العدوى، واليوم وضع اسمها على مدرسة قريتها تخليدًا لذكراها.

اقرأ أيضًا: أول تعليق من نقابة الأطباء على واقعة طبيبة الدقهلية

فمن هي الدكتورة سونيا عبدالعظيم عارف؟

تبلغ من العمر 64 سنة، وقد حصلت على بكالوريوس الطب إلا أنها لم تعمل كطبيبة.

تزوجت الطبيبة الراحلة من الدكتور محمد مصطفى الهنداوي، ولديها ثلاثة من الأبناء، بينهم "منى" التي أصيبت بالعدوى في إسكتلندا التى سافرت إليها يوم 25 فبراير، وعادت إلى مصر يوم 11 مارس الماضي، وكانت أثناء تلك تقيم مع والدتها الراحلة.

الدكتورة الراحلة أول حالة إصابة بفيروس كورونا في مدينة المنصورة، وذلك بعد أن وصلت مستشفى خاص بالدقهلية، تعاني من مشكلات بالقدم السكري.

حجزت الطبيبة الراحلة لفترة وجيزة داخل المستشفى الخاص بعد أن تدهورت حالتها الصحية، وقرر الأطباء إدخالها العناية المركزة، لتتطور الحالة باشتباه إصابة بالتهاب رئوي، وتحويلها إلى مستشفى الصدر بتاريخ 14 مارس، لسحب عينه منها، ما أكد إصابتها بكورونا، ونقلت إثر ذلك إلى مستشفى العزل بمستشفى أبو خليفة بالإسماعيلية، حيث توفيت.

أهالي قريتها رفضوا جثمانها

بعد إعلان وفاة الطبيبة الراحلة، قررت أسرتها دفنها بمقابر عائلتها بقرية ميت عامل مسقط رأسها إلا أن تجمهر الأهالي أجبر فريق الطب الوقائي وقوات الشرطة إلى التحرك نحو مدافن أسرة زوجها بقرية ششبرا البهو، ما تسبب في حدوث حالة الشغب وخروج الأهالي لرفض دفن الجثمان، ووقع إثر ذلك اشتباك بين الأهالي والشرطة، التي ألقت القبض على 22 شخصًا من مثيري الشغب، ودفن الجثمان.

اقرأ أيضًا: إنهاء خدمة عامل مسجد ساعد في التحريض على واقعة جثمان طبيبة شبرا البهو

ابنتها بالحجر الصحي

على الرغم من كون المتوفية أصيبت بالعدوى من إحدى بناتها، فقد احتجز جميع الأبناء داخل الحجر الصحي، وتقرر بعد فترة خروج اثنين منهم، فيما بقيت منى داخل الحجر الصحي لحين تماثلها للشفاء.

غضب بسبب للواقعة

مع تمكن فريق الطب الوقائي، تحت حماية قوات الشرطة، من دفن جثمان الراحلة، ثارت حالة من الغليان في وسائل التواصل الاجتماعي، التي اتهم بعض مستخدميها أهل القرية بالتخلي عن عاداتهم وتقاليدهم، وطالبوا بالتصدي للتنمر الذي يتعرض لها مصاب كورونا، لتتحول "سونيا" إحدى أيقونات ضحايا ذلك المرض.

اعتذار رسمي

من جانبه، وجه المحافظ الدكتور أيمن مختار اعتذارًا رسميًا وتقدم بالتعازي إلى أسرة الدكتورة الراحلة. وأشار إلى أن ما حدث من بعض الأهالي غير مقبول على الإطلاق، ولا يتماشي مع تقاليد وأخلاق المصريين.

اقرأ أيضًا: بالصور.. اسم الدكتورة سونيا عبدالعظيم على مدرسة قريتها بالدقهلية تكريمًا لذكراها

وأضاف أن المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي، سيجدون أن أكثر حالات الرفض كانت من جانب أبناء الدقهلية، حتى أهالي القرية نفسها التي شهدت الواقعة المؤسفة كانوا رافضين ما حدث، وأن نحو 50 أو 100 فرد من أبناء القرية هما من أثاروا الأزمة، وهم قلة لا يعبرون عن باقي الأهالي، وبتحريض من عامل مسجد القرية ووالده.

إطلاق اسمها على مدرسة بالقرية

كما أعلن محافظ الدقهلية إطلاق اسم الطبية الراحلة على مدرسة القرية تقديرًا وتخليدًا لذكراها، حتى تعلم الأجيال القادمة أن العلم هو الأساس، وأن الانسياق وراء الشائعات له عواقب وخيمة.

وقال المحافظ إنه تم الانتهاء من الإجراءات الخاصة بإطلاق اسم الطبيبة على المدرسة في لجنة التسميات، وتم توقيع الأوراق الخاصة بتغير اسم المدرسة، ووضعت اليوم لافتة جديدة باسمها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان