"دمية اللنبي" تواجه الأزمات في بورسعيد (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
بورسعيد - طارق الرفاعي:
"دمية اللنبي".. عادة بورسعيدية يعود تاريخها إلى أكثر من 100 عام توارثها أبناء محافظة بورسعيد طوال قرن من الزمان، من خلال تصنيع عرائس من القماش وبقايا الملابس القديمة وحرقها باحتفالات شم النسيم كل عام.
يرجع أصل دمية "اللنبي" إلى "إدموند ألنبي"، ضابط بريطاني اشتهر بدوره في الحرب العالمية الأولى، واستيلاء بلاده على أراض فلسطين وسوريا عامي 1917 و1918، وعرف خلال عمله كمندوب سامي بريطانيً في مصر، بقسوته وشدته مع العرب والمصريين، واضطهاده لأبناء إقليم قناة السويس، ومع فرض القوات البريطانية لحظر التجول في مدن القناة، خرج أهالي المدن الثلاث رفضًا للحظر، وأثناء تجوله راكبًا أحد المراكب في قناة السويس قاموا بالخروج وأعدموا دمى كبيرة ترمز له، وحرقوها أمامه، وتم عزله عن العمل كمندوب سامي في مصر، وعاد إلى بلاده، إلا أن التقليد استمر سنويًا حتى اليوم كنوع من المقاومة والنضال على مر تاريخ مصر ومدن القناة خاصة في بورسعيد الباسلة، وبدأ صناعها في تطويرها لترمز إلى رموز الفساد وشخصيات عدائية لمصر وشعبها، وكذلك تنتقد عددًا من الظواهر السلبية بالمجتمع تنتهي بحرق تلك العرائس ليلة شم النسيم.
يعتبر الفنان التشكيلي محسن خضير، أحد أشهر صانعي "عرائس اللنبي" في بورسعيد، ويتجمع أهالي في بورسعيد وزوارها من المحافظات الأخرى أمام مسرحه الخشبي المقابل لـ"الأتيليه" الخاص بأسرته في أحد الشوارع الجانبية لشارع أوجينيا.
أوضح خضير أن "فكرة مسرح اللنبي جاءت لتطور العرائس الشعبية البدائية البسيطة المصنوعة من الورق وقصاقيص القماش إلى عرائس مصنعة بالحديد سهلة الطي تعلق على مسرح، وتحمل شكلًا سياسيًا كوميديًا كذلك طرح أبرز المشاكل والقضايا التي تعانى منها المحافظة خاصة ومصر والوطن العربي عامة، ومتنفسًا لأهل المدينة الباسلة والمحافظات المجاورة يصاحبه أغاني تراثية وفرق السمسمية".
وأشار خضير، خلال حديثه لـ"مصراوي" إلى أن فكرة معرض هذا العام تتحدث عن الخونة ممن أسماهم "إعلام الإخوان" التابعين للدول المعادية لمصر، مضيفًا: "هؤلاء يأخذون أموالاً لسب بلدهم وأهل بلدهم والشعب المصري لا يستأمنهم ولا يثق فيهم، ولا يحترمهم، أما الجزء الثاني من المعرض يتطرق إلى أزمة فيروس كورونا المستجد التي يواجهها العالم كله وليست مصر فقط، وللأسف من خانوا مصر وحصلوا على الأموال لم تنفعهم خيانتهم وأموالهم للحماية من كورونا ومنهم من أصيب بالفيروس، وأنا حاليًا في بداية تنفيذ تلك الفكرة ولم أنتهي منها بعد ومن المنتظر أن أنتهي منها قبل شم النسيم بأيام قليلة".
وبلهجة حزينة، أكد الفنان التشكيلي الشهير في بورسعيد على أنه بسبب الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تنتهجها الدولة لمواجهة الفيروس، وما تتضمنها من منع للتجمعات والازدحام، خوفًا على صحة المواطنين، قررنا ألا نقيم مسرحًا في الشارع هذا العام، بسبب تجمع المواطنين بأعداد كبيرة أمام المعرض، وسيقام بدلًا منه معرض مصغر في "أتيليه" المحل، وسيجرى إذاعته بث مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وتصويره لنشره في الجرائد وعلى المواقع والقنوات الفضائية المختلفة، متمنيًا لمصر وشعبها الأمن والأمان وتجاوز تلك الأزمة بأقل الخسائر.
فيديو قد يعجبك: