إعلان

كورونا وحيلة المسن.. قرية بالقليوبية تواجه غزوًا للخفافيش في منزل مهجور (صور)

05:05 ص الجمعة 17 أبريل 2020

كان المنزل كعادته يخلو من كل شيء إلا الصمت المطبق على أرجائه، مذ هجره سكانه قبل سنوات. هكذا بدا الحال قبل لحظات من غزو، أخذ الأهالي إلى سيناريوهات مرعبة عن الخفافيش وفيروس كورونا.

منذ ديسمبر 2019، انتشر فيروس كورونا المستجد -الذي يسبب قصورًا وظيفيًا في الرئة البشرية- بجميع قارات العالم تقريبًا، وأصاب قرابة مليونين و85 ألف حالة حول العالم، وذلك حتى صباح الخميس، وفق بيانات منصة "وورلد ميترز" الدولية المتخصصة في الإحصاءات، بينما تقول أحد أحدث الدراسات حول هذا الفيروس، إن ستة أنواع جديدة من الفيروسات التاجية موجودة في الخفافيش، وهي نفس مجموعة الفيروسات التي تسببت في تفشي كورونا المعروف علميًا بـ"كوفيد-19"، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

محمد أمين، كان من بين الذين شاهدوا الموجة الأولى لتحليق الخفافيش في شوارع قريته الحزانية بمحافظة القليوبية. "بدا الأمر مخيفًا بعد أن خرجت تلك الخفافيش من ذاك المنزل"؛ قال "محمد" الذي أشار إلى منزل مهجور مكون من طوابق ثلاثة، بينما كان يتحدث عما ينتشر في الأخبار من كون الخفافيش أحد أسباب انتشار كورونا.

في تلك الأثناء، كان لدى الرجال من أهالي القرية مهمتين؛ الأولى اتصال فوري بالوحدة المحلية للتدخل ومنع الأطفال والنساء من مغادرة منازلهم، والثانية مواجهة هذه الخفافيش التي انتشرت بأعداد كبيرة داخل القرية.

"لجأنا إلى حيلة شعبية لمطاردة هذه الخفافيش"؛ قال "محمد" الذي أوضح أن أحد المسنين في القرية نصحهم بحل مكنهم أخيرًا من القضاء على الرعب الي سببته تلك الخفافيش.

أحدث الرجال دخانًا مخلوطًا بفلفل حار مطحون، ووضعوا الخليط داخل المنزل المهجور الذي تسكنه الخفافيش، فقتل أعدادًا كبيرة منها. "طريقة شعبية ورثها هذا المسن عن أجداده لكنها كانت ناجعة"؛ قال "محمد"، الذي أكد أن الخطر لم يُزال تمامًا بموت هذه الخفافيش التي تبقت منها أعدادًا صغيرة بعد "حيلة المسن".

هنا، ظهرت عناصر الوحدة المحلية لتطهير القرية من الخفافيش النافقة ومطاردة الأخرى المتبقية، وفق ما أوضح غريب أحمد رئيس مدينة ومركز شبين القناطر، الذي أشار إلى تلقيه بلاغًا من الأهالي حول المنزل المهجور والخفافيش التي انطلقت منه وأثارت رهب السكان.

أكد رئيس المدينة، في تصريحات خاصة لمصراوي، أن أجهزة الوحدة المحلية انتقلت إلى القرية فور تلقيها البلاغ، حيث تبين أن هذه الخفافيش كانت تسكن منزلاً شُيد قبل 18 عامًا، هجره سكانه منذ فترة كبيرة، ما جعله بيئة ملائمة لتكاثر عدد كبير من الخفافيش، التي لم يلاحظ أحد وجودها إلا مؤخرًا بخروجها بأعداد كبيرة. ووفق رئيس المدينة، فإن عددًا من هذه الخفافيش جرى القضاء عليه، بينما تواصل الوحدة المحلية أعمالها لتطهير المنزل المهجور والقرية حتى القضاء على هذه الخفافيش تمامًا.

وبالأمس، سجلت مصر أعلى معدل إصابات يومي بفيروس كورونا المتحور، فيما اقترب إجمالي الوفيات في البلاد جراء الوباء الذي تفشي في العالم من 200 حالة وفاة.

وقال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، إنه تم تسجيل 168 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، جميعهم مصريون، وهو أعلى معدل للإصابات اليومية في مصر، بزيادة 8 إصابات عن المستوى القياسي السابق؛ 160 إصابة سجلتها البلاد يوم 14 أبريل.

وفي السياق، توصلت دراسة نشرت حديثًا لبرنامج Smithsonian's Global Health Program وهو (برنامج أبحاث تابع لحديقة الحيوان الوطنية في ميانمار) إلى وجود علاقة من نوع آخر بين الخفافيش وبين فيروس كورونا، وفق ما نقلت إذاعة "دويتشه فيله" الألماني؛ فقد اكتشف باحثون من البرنامج المذكور وجود 6 أنواع من فيروسات كورونا في خفافيش ميانمار، وهي المرة الأولى التي يكتشف فيها وجود هذه الفيروسات في العالم.

وذكرت "دويتشه فيله" إن دراسات مستقبلية ستحدد إمكانية انتقال هذه الفيروسات إلى أنواع أخرى من الكائنات الحية. وطبقًا للقائمين بالبحث فإن الأنواع الجديدة من الفيروس لا صلة لها بفيروس كورونا ولا بفيروس سارس، وهي الأنواع القاتلة التي أصابت النوع البشري.

وأضافت أن نتائج هذا الاكتشاف ستساعد في فهم تنوع انتشار فيروس كورونا في الخفافيش، وستدعم الجهود العالمية لمتابعة ومنع انتشار الفيروس المميت الذي يهدد النوع البشري بتفشي جائحة كورونا.​​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان