"ساعة الحظر متتعوضش".. كيف استعان سكندريون بالفن لتخفيف إجراءات كورونا الاحترازية (فيديو وصور)

الإسكندرية – محمد البدري:

في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19"، يسعى البعض إلى تقديم نماذج إيجابية للتأقلم مع قرار حظر التجول الذي أعلنته الحكومة المصرية ضمن حزمة من الإجراءات الاحترازية لمكافحة المرض.

"مصراوي" رصد إحدى المبادرات التي أطلقها شباب واعد ف محافظة الإسكندرية لاستغلال ساعات حظر التجول في أشياء مفيدة.

أطلق 5 شباب من أبناء المدينة الساحلية مبادرة فنية بعنوان "ساعة الحظر متتعوضش" خلال ساعات حظر التجول لتخفيف آثار الإجراءات الاحترازية على المواطنين دون الإخلال بضوابط الإجراءات، تمثلت في استخدام منزل أحدهم في تقديم فقرات غنائية تسمح لجيرانهم بمتابعتها من شرفات منازلهم.

"حاولنا استغلال مواهبنا للتخفيف على أهالينا من ضغوط الحالة العامة التي نعيشها".. هكذا تحدث المطرب الشاب رشدي جمال، طالب بكلية التربية الموسيقية، والذي قدم عددًا من الفقرات الغنائية من سطح العقار الذي يقطن به بمنطقة غيط العنب غربي الإسكندرية مع بدء ساعات حظر التجول.

يقول رشدي جمال، ابن الـ23 عامًا، لـ"مصراوي": "إن الفكرة أطلقها صديقه أحمد عبد الله، مع الأيام الأولى للإجراءات الاحترازية بهدف الترفيه عن أهالي منطقة غيط العنب غربي الإسكندرية التي يقيم أغلب الشباب المشارك بها، خلال فترة حظر التجول، وكذلك في إطار رؤيتهم لمساعدة الأجهزة التنفيذية بتحفيز المواطنين للبقاء في منازلهم، دون الإخلال بإجراءات الحظر المفروضة والحفاظ على عدم وجود أي تجمعات.

وأضاف أن الفكرة سرعان شجعت 3 من أصدقائهم العاملين بالمجال الفني، على المشاركة لإظهار عمل فني لا يخل بضوابط الإجراءات المفروضة، إذ دعمهم زميلهم فادي سامح، بالأجهزة التقنية ومكبرات الصوت، فيما تولى صديقهم أحمد صلاح مهمة هندسة الصوت وإخراج المادة الفنية وأعمال الإضاءة، وتولى زميلهم كيرو نعيم مسؤولية توثيق الفقرات الفنية.

وقع اختيار شباب المبادرة على سطح منزل أحدهم بمنطقة غيط العنب، على ارتفاع 13 طابقًا، باعتباره موقعًا مميزًا يمكن أهالي المنطقة من المشاهدة والاستماع بالفقرات التي سيؤديها "رشدي جمال" بصوته، وبدأوا في أعمال التجهيزات البسيطة من خلال بعض أعمال الإضاءة للفت الانتباه، وتركيب مكبرات الصوت استعدادا لإذاعة أغانيهم للمواطنين.

مع اقتراب فترة حظر التجوال في آخر أيام شهر مارس بدأ الشباب التنويه عبر مكبرات الصوت من أعلى سطح العقار للمواطنين بعبارات "انتظرونا في مفاجئة ساعة الحظر متتعوضش مساء اليوم، خليكم في البيت" وسرعان ما بدأت إذاعة الفقرات الغنائية التي أداها جمال ومنها مجموعة من الأغاني الكلاسيكية وأخرى من الأغاني الطربية الحديثة التي لاقت تفاعلا كبيرا من الأهالي.

"لم نكن نتخيل حجم الفرحة التي وجدناها بين الأهالي " يقول جمال، مشيرًا إلى أن أهالي المنطقة تفاعلوا مع الفقرات الغنائية عبر شرفات منازلهم وأضاءوا أنوار هواتفهم المحمولة طوال مدة الغناء للتأكيد على استحسانهم المبادرة، ولاقت الفقرات انتشارا واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي والتي لاقت تفاعلا إيجابيا من المواطنين.

وأوضح أنه بعد نجاح الفكرة في نسختها الأولى تلقى العديد من المكالمات من أصدقائه يعرضون خلالها استضافة شباب المبادرة لتكرار الفكرة عبر شرفات منازلهم في مناطق مختلفة، لافتا إلى أنه يعملون على تنفيذ نسخة أخرى من المبادرة بعد اتخاذ الخطوات اللازمة التي لا تتعارض مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية المتبعة.

ويؤكد شباب المبادرة السكندرية إصرارهم على بث روح الأمل بين المواطنين لمكافحة تفشي الوباء، معتبرين أن الفن يعد أحد الوسائل المؤثرة في دعم الدولة لاتخاذ إجراءاتها الاحترازية.