في ذكرى رحلة "الأمل والألم".. "مصراوي" مع أسرة أمل دنقل في قنا -صور
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
قنا – عبد الرحمن القرشي:
ما أن يحل شهر مايو سنويًا إلا وتكثر الأمسيات الأدبية والنقدية عن الشاعر العربي الكبير أمل دنقل – الملقب بشاعر المشروع القومي - ابن قرية القلعة بمركز قفط بجنوب محافظة قنا، حيث اليوم الـ21 من مايو ذكرى وفاته بمرض السرطان.
"مصراوي" زار مسقط رأس الشاعر، للتعرف على أسرار نبوغه الشعري، الذي تمثل في ترجمة أغلب أعماله إلى مختلف لغات العالم.
مدرسة اليتم والقراءة :
قال أنس دنقل - شقيق الشاعر الأصغر – إن سر نبوغ أمل دنقل يتمثل في أنه نشأ في مدرسة اليتم المبكر، حيث توفي والده وهو في سن 10 سنوات، أصبح أمل يلعب دور الأب لأسرته بامتياز منذ طفولته المبكرة.
وأشار "أنس" إلى أن والدهما ترك لهما مكتبة عظيمة من مختلف أمهات المراجع والمعاجم والدواوين الشعرية لكونه أحد علماء الأزهر الشريف الحائزين على درجة العالمية، وهنا عكف أمل دنقل منذ طفولته على قراءة كتب الأدب والشعر والفقه والحديث والعروض والعقيدة والفلسفة.
"من حفظ ألف بيت من الشعر صار شاعرًا".. ذكر أنس أن هذه الجملة سمعها أمل دنقل في طفولته بالمدرسة من أحد معلمي اللغة العربية ومنذ أن سمعها وقرر أن يحفظ كل ما في مكتبة أبيه من الشعر لمختلف العصور العربية، ولما بلغ أمل دنقل مبلغ الشباب قرر أن ينتمي إلى مدرسة الشعر الحر ويتمرد على القصيدة العمودية بشكلها التقليدي.
وأوضح أنس دنقل أن سر تميز الأعمال الأدبية لأمل دنقل أنه كان لا يكتب إلا ما يؤمن به، و كان يتأثر بكافة الأحداث الجسام التي مرت بها مصر والعالم العرب، من هزيمة 48 و نكسة يونيو والعدوان الثلاثي ومعاهدة كامب ديفيد والتي كتب فيها ملحمته "لا تصالح" التي ترجمت لمختلف لغات العالم، لما تجسده من رفض للتطبيع مع العدو الغادر مهما كانت المغريات، وكان أمل يرى البطولة في البسطاء ومن خلال البسطاء كان يعبر عن الشعب في شعره، لذا كان دائمًا يسعد لمن يلقبه بالشاعر القومي.
وأضاف أنس أن رحلة الألم والأمل بإصابة الشاعر أمل دنقل بالسرطان لم تعرقله عن كتابة الشعر بل واجه انتظار الموت بالشعر بشجاعة بالغة وغير مسبوقة في تاريخ الشعر العربي، وقدم وصفًا دقيقًا لمواجهة الموت على فراش المرض عبر ديوانه الشهير "أوراق الغرفة رقم 8".
تجاهل مُخزن
قال عبد الناصر دنقل – ابن عم الشاعر وأحد أصدقائه المقربين – إن الشاعر أمل دنقل لم يسع للتكريم طيلة حياته، إلا أنه رغم نبوغه الشعري الفذ استطاع أن يحفر اسمه في قلوب الملايين بالعالم العربي، بل أن ترجمت جميع أعماله لمختلف لغات العالم، لهذا يأتي لقرية القلعة بمركز قفط محبو الشاعر من مختلف دول العالم العربي وبعض الدول الأوربية لزيارة قبره.
وذكر "عبد الناصر" أن الأجهزة التنفيذية بمحافظة قنا لم تكرم الشاعر أمل دنقل بإطلاق اسمه على إحدى المدارس أو الميادين كرفيق دربه "عبد الرحمن الأبنودي الذي أقامت له محافظة الإسماعيلية تمثالًا وميدانًا يحمل اسمه، لذا عائلة الشاعر أمل دنقل تشعر بالحزن لأن تجاهل المحافظين المتعاقبين ما يزال مستمرًا".
أشار "عبد الناصر" إلى أن: "قصة حياة الشاعر أمل دنقل تصلح لأن تكون عملًا دراميًا مميزًا، لأن الشاعر أمل دنقل يعتبر شاهدًا مميزًا على عصره وأمته بما سجله من شعر يضم وصف دقيق لحقبة الستينات والسبعينات"، مضيفًا: "مخرجًا سوريًا تواصل معنا لإنتاج عمل درامي عن الشاعر قبل اندلاع ثورات الربيع العربي، التي عطلت إتمام هذا العمل".
وزار "مصراوي" قبر الشاعر الراحل أمل دنقل في قرية القلعة وتفقد المنزل الذي نشأ فيه في صباه والذي بات مهجورًا، بعد وعود من وزارة الثقافة لتحويله لمتحف لمخطوطاته الأدبية.
أمسية أدبية "أون لاين"
أعلن قصر ثقافة قنا في بيان رسمي عن إقامة أمسية أدبية في ذكرى رحيل الشاعر أمل دنقل عبر تقنية "أون لاين" على مواقع التواصل الاجتماعي لفرع ثقافة قنا، تنفيذًا لتعليمات الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وأضاف البيان أن الأمسية يشارك فيها عدد كبير من الأدباء والنقاد ومعاصرو الشاعر الراحل أمل دنقل، وتتناول الأمسية دراسة التعريف بالشاعر وأبرز خصائص إنتاجه الأدبي والبلاغي، والأحداث التاريخية والسياسية التي تناولها الشاعر في دواوينه.
فيديو قد يعجبك: