في زمن كورونا.. مصير غامض ينتظر "سناتر الدروس" و"برايفت ثانوي" الحل في البحيرة
البحيرة - أحمد نصرة:
تركت أزمة كورونا انعكاساتها على أنشطة الدروس الخصوصية، عقب قرار مجلس الوزراء بتعليق الدراسة، وحظر التجمعات، وإذا كانت الظروف الاستثنائية الحالية حدت بالفعل من الدروس إلا أنها لم تمنعها تمامًا، على الأقل بالنسبة لطلاب الثانوية العامة، الذين تلاقت رغباتهم المدفوعة بالخوف والقلق على مستقبلهم مع رغبات معلميهم الباحثين عن إنقاذ موسمهم ودخولهم، فكان الحل البحث عن خطط بديلة بعيدًا عن المراكز التقليدية.
"البرايفت" أو "الدرس الخاص لطالب واحد" كان أسلم وأبسط الحلول التي لجأ إليها بعض المعلمين كحل عاجل غير أن هذا الحل كلف الأسر أموالًا إضافية، وفي نفس الوقت لم يرض طموح أباطرة الدروس الخصوصية، فمهما كان المقابل الذي يتحصلون عليه فلن يوازي مقدار ما كانوا يحصدونه من المجموعات ضخمة العدد.
يقول محمد نجا - معلم ثانوي: "كلنا مضطرين دلوقتي نشتغل برايفت، حتى مشاهير المدرسين مفيش حد بيرفضه لأنه البديل المتاح قدامهم بدل القعدة بدون شغل".
ويقول عادل راضي - ولي أمر: "الأعباء زادت علينا جدًا وبعد ما كنا بندفع قرش في المراكز التعليمية، بقينا بندفعه ١٠ قروش في البرايفت، ومفيش قدامنا حاجة نعملها غير كده حتى لو هنستلف، مش هنخاطر بمستقبل ولادنا، أو نخلي فرصهم أقل من زمايلهم اللي ما قطعوش الدروس".
وإلى جانب "البرايفت" لجأ بعض المدرسين إلى نظام المجموعات المنزلية الصغيرة المكونة من عدد محدود من الأفراد.
يقول محمد حسني - طالب: "الناس اللي أهاليها مبسوطين ماديًا يجيبوا لهم مدرسين برايفت، وطبعًا بعد ما سناتر الدروس الخصوصية قفلت أسعار البرايفت تضاعفت وبقت فوق مقدرتنا، ومكانش قدامي أنا و٤ من زمايلي غير إننا نتفق مع مدرسين ونتجمع كل مرة في بيت واحد مننا".
وتقول ميرفت - والدة طالب: "في الأول ابني اكتفى بالمراجعات الأون لاين اللي كان بيعملها المدرسين، بعد كده لقينا إن كل زمايله بياخدوا برايفت فخفت أظلمه ودي أهم سنة هتحدد مستقبله، اتفقت أنا واتنين جيراننا أولادهم برضه في ثانوية عامة نجيبلهم مدرسين في البيت".
وإذا كان معلمي الثانوي استطاعوا التعامل مع الموقف وإيجاد سوقًا لهم من خلال البرايفت، فالأمر ليس كذلك مع معلمي الدروس الخصوصية في المرحلتين الإعدادية والابتدائية واللذين يواجهون رؤية ضبابية تتعلق بمصير الموسم المقبل.
يقول رضا عبد السلام - معلم إعدادي: "اضطريت أسيب مقر الدرس لأن المالك مصمم ياخد إيجاره، وغالبًا مش هيبقى فيه دروس طول الصيف، ومش معقول هدفع شهور طويلة عالفاضي من غير ما يدخل جيبي مليم".
وتقول سلمى - معلمة ابتدائي: "المشهد مش واضح خالص ويا عالم إمتى الدولة هتسمح إن الدروس ترجع تاني، وعشان كده المدرسين فقدوا الأمل إنهم يشتغلوا في الصيف ده ولغاية ما تتضح الرؤية أغلبنا قفلنا المقرات وفسخنا عقود الإيجار، ولما ترجع الدروس نبقى ندور على مقرات جديدة".
فيديو قد يعجبك: