كشفه 3 جنيهات ويشتري العلاج للمرضى.. الدكتور سليمان داود طبيب الغلابة في الفيوم- صور
الفيوم– حسين فتحى:
في شارع عمر بن الخطاب، بمدينة إطسا في الفيوم، تقع عيادة الدكتور سليمان عثمان داود استشارى الأمراض الصدرية، أحد أشهر الأطباء فى هذا التخصص.
ولد الدكتور سليمان لأب ينتمى لعائلة كبيرة، حضر من أسيوط إلى الفيوم في بدايات القرن الماضي، وتزوج من عائلة المليجى التي كانت معروفة بممارسة العمل السياسي في الفيوم.
عمل الدكتور سليمان عثمان بالطب، ووهب حياته لخدمة الفقراء وغير القادرين، وبرغم اقترابه من عامه السبعين، إلا أنه يحافظ على ذهابه بشكل يومي إلى عيادته، لتوقيع الكشف على مرضاه، ويقابلهم بابتسامته المعهودة.
وبرغم صيته الذائع فإن الرجل كشفه 3 جنيهات، وهبها كأجر لمساعده الذي ينظم عمليات دخول المرضى، وفي بعض الأحيان يشتري العلاج لغير القادرين من جيبه الخاص اقتداًء بوالده.
وعن السبب الذي دفعه لعمل كشف رمزي، أكد الدكتور سليمان أن الله منحه نعمة دراسة الطب مثل والده، لذا فقد وهب نفسه ومهنته للناس، ويكفيه أن يكون سببًا فى شفائهم، وكل ما يسعى إليه هو الحصول على الثواب من الله، ويرى أن الطب هو مهنة إنسانية فى المقام الأول، وليست تجارة.
المحاسب علي حامد، قال إن الدكتور "عثمان" زوج عمته لم يتقاضى مليمًا واحدًا طوال حياته التى امتدت لحوالي 90 عامًا، حيث كان يعمل ممارسًا عامًا، وخصص أماكن للكشف داخل الدوار الذي كان يقيم به بجوار مجلس مدينة إطسا، وأضاف أن الدكتور عثمان كان يمنح المرضى أموالًا لشراء ملابس لأبنائهم، وقد نهج نجله الدكتور سليمان مسلكه، ولم يعتمد على دخله من عمله كطبيب بل يكتفى بما يأتى له من الأراض الزراعية التي ورثها عن والده .
أما أسكندر المليجي، أحد أبناء المحافظة، فقال أتذكر أن الدكتور سليمان قاد اعتصاما ودخل في إضراب عن الطعام أثناء دراسته فى كلية الطب بجامعة القاهرة، من أجل المشاركة فى حرب 1973 وبعد استجابة وزير الصحة لطلبه وضمه لإحدى مستشفيات الإسماعلية، رفض وطالب بنقله إلى الجبهه الأمامية لخوض المعركة ضد العدو الإسرائيلي.
واستكمل إسكندر، أن كشف الدكتور سليمان عثمان كان جنيهان، وقرر زيادته إلى 3 جنيهات بعد ارتفاع الأسعار وعدم كفاية قيمة الكشف للوفاء باحتياجات مساعده.
فيديو قد يعجبك: