تطوعت رغم بكاء زوجتي وأطفالي.. قصة ممرض بدرجة مقاتل في بني سويف
بني سويف- حمدي سليمان:
"المحن تشحذ عزائم الرجال".. مقولة انطبقت على "محجوب شعبان عبدالعزيز"، الممرض بمستشفى صدر بني سويف، الذي تطوع للعمل في قسم العزل بالمستشفى منذ بداية جائحة كورونا، تاركا منزله وأسرته، وأقسم ألا يعود إلا بعد زوال الأزمة، فلقبوه أصدقائه من الأطباء والتمريض بـ"المقاتل".
يقول المقاتل محجوب: "منذ بدء انتشار المرض في بني سويف وأنا شعرت أنني مجندًا على حدود مصر وقت الحرب، ولا يجوز لي أن أترك مكاني على الجبهة لعدو قد يغدر بأبناء وطني، ونويت التطوع لوجه الله، ولم أتأثر ببكاء أبنائي وزوجتي، وشرحت لهم بكل هدوء والحمد لله، احتسبوا ذلك عند الله".
وأضاف "لم أحصل على إجازة سوى يومًا واحدًا عندما أشاع أهالي بلدتي أنني محتجز في المستشفى لأنني مصاب، فساءت نفسية أبنائي وكانوا يواصلون البكاء ليلا ونهار، فاضطررت إلى النزول عدة ساعات لأطمئن الجميع وأقتل الشائعات، وعدت إلى عملي مرة أخرى".
وعن كيفية إنفاق أسرته، أكد أنه يتواصل يوميا معهم عبر الهاتف، وعندما يحتاجون إلى نقود "أرسلها مع نجلى الكبير، ويحصل عليها من أفراد أمن المستشفى لتوصيلها لهم".
ويضيف الدكتور محمد عادل مسئول فريق السلامة والصحة المهنية بمستشفى الصدر أن "المقاتل محجوب هو الجندي المجهول لمستشفى صدر بني سويف فهو متطوع منذ ما يقرب من شهرين متتاليين، ويقوم بعمله على مدار 24 ساعة مراعيا المرضى بكافة أعمارهم وكأنهم أسرته، بشهادة الجميع من المرضى الذين خرجوا من المستشفى على أقدامهم وشهادة جميع زملائه ورؤسائه".
فيديو قد يعجبك: