لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تعرض للتنمر وتطوع لغُسل ضحايا كورونا.. قصة أول متبرع بالبلازما في السويس -صور

03:32 م الإثنين 29 يونيو 2020

السويس – حسام الدين أحمد:

خسر عمله الإضافي ومصدر نصف دخله الذي ينفق منه على أسرته، بعد إصابته بفيروس كورونا، إلا أن ذلك لم يدفع "إسلام" للتراجع عن قراره الذي اتخذه في العزل، بالتطوع لغسل الحالات المتوفاة بالفيروس.

ما إن علم بأمر "بلازما المتعافين من الفيروس"، وما لها من أثر في علاج الحالات الحرجة المصابة حتى توجه للتبرع ورفض عشرات الآلاف من الجنيهات التي عرضها عليه أسر المصابين، "أنا هتبرع في بنك الدم والصحة هي اللي تقول من يستحق البلازما لكن مش هبيع حاجه لا أملكها".

مخالط لحالة

العلاقة بين "إسلام - 28 سنة"، وفيروس كورونا بدأت منتصف مايو الماضي عندما علم بإصابة شخص تردد على منزله لإجراء صيانة لفلتر المياه، ذلك العمل الذي يوفر به دخل يعينه مع راتبه في محطة الوقود على الوفاء بالتزامات أسرته.

قرر إسلام التوجه لمستشفى الحميات لسحب مسحة، وبعد الفحص أخبره الطبيب أن حالته جيدة ولا تظهر عليه أية أعراض لكن الشاب أصر على خضوعه للاختبار وإجراء مسحه، "قلت للدكتور أنا شغال في محطة بنزين وغاز وبتعامل يوميا مع 150 واحد على الأقل بشكل مباشر ولو عندي حاجة هكون سبب في إصابة ناس كتير" اقتنع الطبيب ووافق رغم عدم ظهور أي أعراض للمرض.

المسحة إيجابية

قضى الشاب 24 ساعة داخل الحميات قبل ظهور إيجابية المسحة "النتيجة طلعت 3 الفجر و6 الصبح تحركت في عربية إسعاف لمكان العزل والعلاج بقرية شيبا بالشرقية" يوضح وجهته لبدء رحلة العلاج.

أنا مصاب

خضع الشاب لبرتوكول علاج شمل تناول أقراص مضاد حيوي وعقاقير أخرى، لكن قبل أن يبدأ رحلة العلاج أعلن من خلال منشور عن نتيجة التحليل وطالب من خالطه أو تعامل معه الأيام السابقة لإصابته أن يُجري فحصًا أو يعزل نفسه لحين الاطمئنان على سلامته.

"الحمد لله تواصلت مع الناس اللي خالطتهم وكلهم تحاليلهم كانت سلبية وهو ما خفف عني ودعمني نفسيا وخفف من آلام الإصابة"، يحكي إسلام قبل أن يضيف أن إعلان إصابته عاد عليه بالضرر عقب عودته.

موجة تنمر

مرت 8 أيام كانت نتيجة مسحة إسلام سلبية مرتين متتاليتين، فقرر الأطباء السماح له بمغادرة مبنى الحجر الصحي والعودة إلى أسرته في السويس مع البقاء 14 يوما في المنزل كفترة نقاهة.

"واجهت أسرتي تنمرًا من الجيران، كانوا منعوا أطفالهم اللعب مع عيالي، وقضوا فترة صعبة نفسيا وماديا إذ انقطع مصدر الدخل إلا من نفقات بسيطة خلال علاجي وفي فترة التعافي" يصف كيف أثر عليه سلبا إعلان إصابته بالفيروس.

"خلي الناس تنساك"

امتد الأمر إلى مصدر رزق الشاب الإضافي، "بعد قضاء فترة النقاهة اتصلت بصاحب المحل اللي باخد منه الفلاتر وقطع الغيار، قالي استنى بلاش تنزل شغل خلي الناس تنساك" ويضيف: "قلتله طيب هجيلك أسلم عليك مش لازم شغل قالي بعدين مش دلوقتي، لكن ما واجهته لم يدفعني للتراجع عن وعد وعهد قطعته على نفسي وأنا في العزل".

كان إسلام يقضي وقته بين قراءه القرآن وتصفح موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لمعرفة أخبار السويس، إلا أن وقائع تكرر سردها واختلف أبطالها أدخلت الرعب إلى نفسه وخشي أن يكون في نفس الموقف: "شفت أكتر من منشور عن أشخاص توفوا بفيروس كورونا وأهلهم رفضوا استلام جثثهم خوفا من الغسل والتكفين ووجعني أوي قصة أب دفن في مقابر الصدقة عشان أولاده رفضوا يستلموا جثمانه".

تكفين الموتى

يحكي إسلام أنه تذكر قول الله تعالى "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه" وأوضح أنه يغسل ويكفن الموتى منذ 9 سنوات، فعهد على نفسه أن يتطوع لغسل الحالات المتوفاة بفيروس كورونا بعد خروجه وتعافيه، وأعلن ذلك عبر صفحته.

ويشير إلى أنه تلقى العديد من الاتصالات من الأهالي لغسل المتوفين فيلبي أي طلب من الرجال أما السيدات فهناك متطوعة أخرى يتواصل معها ويوجهها لمكان الحالات.

التبرع بالبلازما

قبل مرور شهر على تعافي إسلام تلقى اتصالًا من صديق أخبره بأهمية بلازما دماء المتعافين ودورها في علاج الحالات الخطرة، "كان صديق مشترك بيني والدكتور وائل الشرقاوي مدير بنك الدم في السويس".

"الدكتور الشرقاوي تواصل معي وبعدما تأكد من سلامتي ومطابقة شروط التبرع بالبلازما أجرى تنسيقًا مع مركز الدم الرئيس في العجوزة بالقاهرة ووفر لي سيارة نقلتني في رحلتي الذهاب والعودة" يوضح ما جرى ويكشف إسلام أنه تلقى اتصالات من أسر مصابين بفيروس كورونا وعرضوا عليه مبالغ مالية كبيرة حتى أن أحدهم كان والديه يتلقيان العلاج من الفيروس في أحد المستشفيات الخاصة عرض عليه مبلغ 100 ألف جنيه لكنه رفض، قائلًا: "كيف اتبرع بما هو ملكا لله، ليس لي فيه شيئا،لو بعت ب100 ألف مش عارف بكره ممكن لما أتعب اشتري صحتي بكام" يقول إسلام أول متبرع بالبلازما في السويس وناشد المتعافين بالتبرع بالبلازما لإنقاذ الحالات الخطرة من المصابين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان