٢٥ يومًا من العزل.. مصاب كورونا يروي تجربة علاجه بمنزله في البحيرة
البحيرة - أحمد نصرة:
في الوقت الذي كان يقتصر فيه العلاج من كورونا على مستشفيات العزل والحجر الصحي، بادر الشاب هيثم عبد العزيز، وقرر أن يخوض التجربة ويتلقى العلاج داخل منزله في كفر الدوار بمحافظة البحيرة، وهو الأسلوب الذي اعتمدته وزارة الصحة مؤخرًا مع الحالات الخفيفة والمتوسطة بعد تزايد أعداد المصابين، ليصل عدد الخاضعين للعزل والعلاج المنزلي إلى 5 آلاف حالة، بحسب تصريح وزيرة الصحة، اليوم الأربعاء.
"مصراوي" تواصل مع الشاب هيثم، والذي يعمل محاميًا، ليروي تجربته مع العزل والعلاج المنزلي، ويقدم نصائحه لمن قد يتعرضون لنفس موقفه، ليتحدث عن شكوكه في مصدر إصابته بالفيروس:"أرجح أنني التقطت العدوى أثناء تواجدي في معمل لإجراء أشعة على أسناني، فقد كان للأسف يفتقر لأدنى معايير النظافة والسلامة، وبعد عودتي منه بدأت أشعر بأعراض المرض".
وعن الأعراض التي مر بها وجعلته يشك في إصابته يقول: "كما علمت فإن أعراض المرض تختلف من شخص لآخر، ومعي كانت الأعراض فقدان تام للشهية وكحة وآلام بالصدر وإسهال شديد وترجيع وإرهاق".
يقول هيثم: "أتمتع بصداقات وصلة قرابة مع العديد من الأطباء، فتواصلت معهم لاستشارتهم، وطلبوا مني إجراء بعض التحاليل الاسترشادية، وعقب ظهور التحاليل، وجدوا مؤشرات عالية على وجود فيروس كورونا، فطلبوا مني إجراء أشعة مقطعية، ومسحة أكدت نتائجهما إصابتي بكورونا، وبعد تفكير قررت عزل نفسي بالمنزل وتلقي العلاج به وفقًا للبروتوكول العلاجي الخاص بوزارة الصحة، فاخترت إحدى الغرف وبجوارها حمام خصصته لي وحدي، ومنعت أي أحد من الدخول أو الاختلاط بي".
ويكمل: "اشتريت أدوات طعام ورقية وبلاستيكية، تستخدم مرة واحدة حتى يسهل التخلص منها، وكانوا يضعون الطعام أمام باب الغرفة، ويخطروني لألتقطه بنفسي، وعند الانتهاء منه أجمع المخلفات بكيس بلاستيكي للتخلص منها بطريقة آمنة".
ويضيف: "كنت على تواصل مستمر مع الأطباء، وبعد يومين شعرت بضيق في التنفس، فاشتريت جهاز نيوبليزر وبدأت في أخذ جلسات يومية وتعليق محاليل بمساعدة إحدى الممرضات، والتي كانت ترتدي بدلة عزل كاملة تستخدم لمرة واحدة في كل مرة تأتي بها".
ويتابع: "كنت حريصًا أن تظل أسرتي بمنأى تمامًا عني، وكانت أصعب الأمور أن يكون أطفالي بنفس المنزل ولا أستطيع الجلوس معهم، ولكن الحمد لله تفهموا ذلك، كانت تجربة غريبة أن يكونوا بحجرة مجاورة وأتواصل معهم بالهاتف ومحادثات الفيديو".
ويستطرد: " قضيت في العزل ٢٥ يومًا تقريبًا، بداية من يوم 10 مايو الماضي، والأن أشعر بالتحسن ومن المقرر أن أعود لحياتي الطبيعية غدًا بإذن الله، بعد ظهور نتيجة المسحة، بالطبع أصابني بعض الشعور بالملل ولكن وجود الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي خفف عني كثيرًا، كذلك باشرت الكثير من أعمالي المتعلقة بأنشطة الجمعية التي أتولى رئاستها من خلال عقد اجتماعات أونلاين مع الفريق المساعد".
ويؤكد هيثم: "لم أحاول إخفاء حقيقة إصابتي بكورونا، بالعكس نشرت ذلك وأعلنته عبر صفحتي الشخصية، لإيصال رسالة بأن الإصابة بهذا المرض ليست وصمة يمكن أن يخجل منها أحد، وعلى البعض مراجعة سلوكياته والتوقف عن أشكال التنمر مع المصابين وذويهم".
وفي النهاية، وجه هيثم نصائحه لمن قد يمرون بتجربته قائلًا: "العلاج بالمنزل أفضل إذا كانت الأعراض خفيفة أو متوسطة ولاضرورة للعلاج بالمستشفى إلا للحالات التي تتطلب رعاية خاصة، ولكن أنصح من يخضعون للعلاج المنزلي بالمتابعة الدورية مع الأطباء وعدم الاعتماد على العلاجات المنشورة عبر الإنترنت، فكل حالة لها ظروفها والعلاج المناسب لها بجرعات مختلفة حسب الأعراض".
فيديو قد يعجبك: